فتوى..حكم اصطحاب الأطفال للمساجد خلال شهر رمضان

يتسارع الكثير للذهاب إلى المساجد خلال شهر رمضان لأداء الصلوات وصلاة القيام ، نظراً للثواب المضاعف والأجر الذى ينالونه من الله سبحانه وتعالى.
ويلجأ البعض لإصطحاب أطفالهنَّ الصغار وفي أحيان كثيرة الرضّع" للمسجد ، مما يجعل المسجد ساحةً للعب والصخب تارة وللبكاء والعويل تارة أخرى.
في هذا السياق توضح د. عزة عبد الرحمن " أستاذ الدراسات الإسلامة بجامعة الأزهر":
إن حرص المرأة على صلاة القيام فى المسجد فى رمضان من الأمور الطيبة التي لا يجب أن تُحرم منها عملاً بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم )" لاتحرموا إماء الله من مساجد الله " مشيرة الى أن اصطحاب الأطفال في المساجد مسألة لابد أن تحكمها ضوابط أهمها أنه ليس من المستحب اصطحاب الرضّع إلى المساجد أثناء صلاة القيام إلا فى حالة وجود بدائل لرعاية الطفل مثل دور للحضانة ملحقة بالمسجد ، مؤكدة أنه في حال عدم توفر ذلك يكون الطفل هو المتضرر في المقام الأول حيث تتسبب طول مدة الصلاة في نفاذ صبره على أمه و ما يزيد من بكائه وصراخه وهو أمر يتنافى مع آداب المسجد ،ويُوقع الأم في حرج كبير نظراً لما يتسبب فيه هذا الأمر من تشتيت وتشويش للمصليات
وأضافت عزة عبد الرحمن ، أن من الشروط المستحب توافرها عند اصطحاب الأطفال للمساجد هو أن يكون للطفل القدرة على التمييز وإدراك قدسية المسجد ، مُعتبرة أنه في هذه الحالة يكون اصطحابه للمسجد أمراً مستحباً شرعا لتعويده على الصلاة، وتنشئته على حبّ هذه الأجواء الإيمانية التي يجتمع فيها المسلمون وحتى يكون ذلك مكوّناً من مكونات شخصيته بعد ذلك .
لافتة إلى أنه في حالة عدم توفر هذا الشرط وهو التمييز فإنه بجانب ما يترتب على الأمر من مخالفات شرعية فإنه في المقابل تنعكس على الطفل بعض الانطباعات السلبية موضحة ذلك بقولها ، على سبيل المثال عند إتيان الطفل سلوكاً غير مستحب داخل المسجد قد يلقى ردود أفعال عنيفة وغير محبّبة له من قِبل أحد المصلين أو بعضهم ،ما يولد لديه صدمة أو خوفاً من المسجد وهذا على عكس ما يجب أن يكتسبه الطفل .
وركزت على ضرورة استخدام الرفق في التعامل مع الأطفال في المساجد وتقديم النصح لهم بشكل إيجابي ومحفّز حتى تتعلق قلوبهم بالمساجد .