مصر تحتضن أبطال الحروب….الجمعية الـ29 للمحاربين القدماء تنعقد في مصر بشعار ”معًا للسلام”
في مشهدٍ يجسد التقدير العربي الموحد لتضحيات الجنود ومصابي الحروب، احتضنت القاهرة الدورة الـ29 للجمعية العمومية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب، بمشاركة ممثلين من 14 دولة عربية إلى جانب عدد من الملحقين العسكريين، الفعالية جاءت تحت رعاية الفريق أول عبد المجيد صقر، وزير الدفاع المصري، وحملت شعارًا يحمل الكثير من الدلالات: "معًا للسلام".
وعلى مدار أيام متتالية، تحولت قاعات الاجتماعات إلى منصات للحوار العربي المشترك حول سبل تحسين أوضاع المحاربين القدامى، وتبادل التجارب بين الجمعيات والمؤسسات العسكرية التي تمثلهم في كل دولة، والمناقشات ركزت على ضرورة تكامل الجهود وتوحيد الرؤية لتوفير دعم شامل لتلك الفئة التي دفعت ثمن الاستقرار بدمائها.
اللواء أركان حرب مدحت عبد العزيز فاوي، مدير جمعية المحاربين القدماء المصرية، ألقى كلمة مؤثرة خلال الافتتاح، مؤكدًا أن هذا الحدث لا يمثل فقط تجمعًا رسميًا، بل هو مناسبة لإعادة الاعتراف بقيمة كل من ضحى لأجل وطنه. كما نقل تحيات القيادة العسكرية المصرية وترحيبها بالوفود المشاركة.
ولم تقتصر أصداء التقدير على مصر وحدها، إذ عبّر ممثلو الفيدرالية العالمية للمحاربين القدماء، والجامعة العربية، والاتحاد العربي للمحاربين، عن امتنانهم الكبير لمستوى التنظيم والاستقبال، معتبرين القاهرة نقطة التقاء للمبادرات الإنسانية والعسكرية ذات البُعد القومي.
التكريم كان مسك الختام، حيث صعد عدد من مصابي الحروب من مختلف البلدان إلى منصة التقدير، حاملين ندوب المعارك على أجسادهم ورفعة الكرامة في نظراتهم، اللحظة لم تكن فقط للصور، بل كانت رسالة صامتة تُعيد للبطولات وجهها الإنساني.
بهذا الحدث، تثبت مصر مجددًا أنها لا تحتضن المؤتمرات فقط، بل تحتضن التاريخ، وتمنح أبطاله المكانة التي تليق بما قدموه، في زمن بات فيه الوفاء شرفًا نادرًا.