دراسة علمية: الأيسر أكثر عُرضة لاضطرابات نفسية وعصبية مرتبطة باللغة والنمو المبكر

كشفت دراسة دولية حديثة عن وجود علاقة لافتة بين استخدام اليد اليسرى وبعض الاضطرابات النفسية والعصبية، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يفضلون اليد اليسرى أو يستخدمون كلا اليدين بطرق غير تقليدية، أكثر عرضة للإصابة باضطرابات مثل التوحد، الفصام، وعسر القراءة.

وأوضح الباحثون، الذين حللوا بيانات لأكثر من 200 ألف شخص حول العالم، أن تفضيل استخدام اليد اليسرى لا يرتبط فقط بالسلوك الحركي، بل قد يكون انعكاسًا لطبيعة تنظيم الدماغ وخاصة في مراكز اللغة والتفكير المنطقي، مما يزيد من احتمالات تأثرهم بأمراض تنموية ونفسية في مرحلة مبكرة من العمر.

وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص المصابين بالتوحد مثلًا أكثر احتمالًا بواقع 3.5 أضعاف أن يكونوا من مستخدمي اليد اليسرى مقارنة بغيرهم، كما لوحظت نسب أعلى أيضًا بين المصابين بالفصام والإعاقات الذهنية، وهو ما دفع الفريق إلى ربط تلك السمات بتكوين الدماغ غير النمطي.

ولفتت الدراسة إلى أن ما يسمى بـ"استخدام اليد المختلطة" حيث يستخدم الشخص كل يد لأداء وظائف مختلفة قد يكون أيضًا مؤشرًا على اضطرابات تتعلق باللغة والتطور العصبي، حيث لا يكون لدى هؤلاء الأشخاص سيطرة دماغية واضحة من جانب واحد.

ويبدو أن توقيت ظهور هذه الاضطرابات يلعب دورًا محوريًا، فكلما ظهرت أعراض الحالة العصبية أو النفسية في وقت مبكر من الطفولة، زادت احتمالية ارتباطها باستخدام اليد حسين طرق العلاج وإعادة التأهيل.