مصراوي 24
مصراوي 24

ارتفاع ضغط الدم في الأطفال..…..تحذير مبكر من خطر متزايد

ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
مريم جلال -

في تحول مقلق في الصحة العامة، أصبحت حالة ارتفاع ضغط الدم تهاجم فئة لم تكن معتادة على الإصابة بها سابقًا: الأطفال في ظل تزايد معدلات الإصابة بين الأطفال والمراهقين، أصبح الخبراء يطلقون تحذيرات بشأن هذه الظاهرة التي كانت فيما مضى مقتصرة على كبار السن.

كشف تقرير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) أن ما يصل إلى 5% من الأطفال في الولايات المتحدة دون سن 18 عامًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يعادل 3.6 مليون طفل، هذه الأرقام تمثل تغيرًا جذريًا في الوضع الصحي للأطفال مقارنة بالأجيال السابقة، علاوة على ذلك، يُظهر التقرير أن نحو 10% من الأطفال يعانون من ارتفاع ضغط الدم بنسبة فوق المعدل الطبيعي لكن دون الوصول إلى النسب المرضية.

وتتعدد العوامل المسببة لهذه الظاهرة، إذ يُعتبر نمط الحياة العصري سببًا رئيسيًا في تزايد الحالات، ومن أبرز هذه العوامل السمنة، التي ازدادت بشكل ملحوظ من 5% في السبعينيات إلى 19.7% في 2020، إضافة إلى تزايد استهلاك الأطفال للأطعمة غير الصحية، والسلوكيات الخاملة مثل قلة النشاط البدني، وأيضًا الإفراط في تناول المأكولات الغنية بالصوديوم، إلى جانب مشروبات الطاقة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والكافيين.

وفي مارس 2023، أصدرت جمعية القلب الأمريكية تقريرًا يحذر من عدم الاعتراف الكافي بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، مما يعيق التشخيص المبكر والعلاج المناسب، والدكتورة بونيتا فالكنر خبيرة في دراسة هذه الحالة لدى الأطفال، أكدت أن هذه المشكلة الصحية أصبحت تشبه المشاكل التي كان يعاني منها كبار السن، وهو ما يدعو للقلق بشأن تأثيرها المستقبلي على صحة الأجيال القادمة.

على المدى البعيد، يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم غير المُعالج في تأثيرات سلبية على القلب والكلى والأوعية الدموية للأطفال، حيث تظهر علامات تصلب الأوعية الدموية في سن مبكرة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل، مما يُشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة إذا لم يتم معالجتها بجدية.

ولحسن الحظ، يمكن اتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية للتعامل مع ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، من أهم هذه الإجراءات تحسين النظام الغذائي، زيادة النشاط البدني، والاهتمام بفقدان الوزن، بالإضافة إلى ذلك، يُوصى بالكشف المبكر والعلاج الطبي عند الحاجة لضمان عدم تفاقم الحالة، ويمكن للأدوية أن تلعب دورًا في إدارة المرض في الحالات الأكثر تطورًا.