مصراوي 24
مصراوي 24

فك نحس السنين.. كين يتوّج في بايرن وتوتنهام ينهي صيام الألقاب مع سون

سون وكين
ليلى يعقوب -

شهدت الساحة الكروية خلال الأيام الماضية نهاية واحدة من أطول فترات الغياب عن التتويج، بعدما تخلص توتنهام هوتسبير الإنجليزي ونجماه السابقان هاري كين وسون هيونغ مين من شبح السنوات العجاف، في مشهد درامي أعاد رسم مساراتهم المهنية ودوّن لحظات استثنائية في تاريخهم.

جاء موسم 2024-2025 محملًا بذكريات استثنائية لهاري كين، الذي غادر توتنهام صيف 2023 وسط جدل واسع، ليبدأ مغامرة جديدة بقميص بايرن ميونخ، بينما استمر رفيقه سون في قيادة كتيبة السبيرز، ومعًا حقق كل منهما أخيرًا ما استعصى عليه لسنوات طويلة.

وضع كين بصمته سريعًا في ألمانيا، وحصد جائزة أفضل لاعب في البوندسليغا، ليُتوّج جهوده بحصد لقب الدوري الألماني لأول مرة في مسيرته، بينما لم يفوّت الفرصة لتقديم التهنئة لفريقه السابق توتنهام بعد تتويجه بلقب الدوري الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد، في لقاء انتهى بهدف دون رد في 21 مايو 2025.

واستعاد كين، الذي مثّل الفريق الأول لتوتنهام منذ 2009 حتى رحيله، ذكريات سنوات طويلة خلت دون تتويج، علمًا بأن آخر إنجاز كبير للفريق اللندني كان في 2008 حين توج بكأس الرابطة، وكان كين وقتها ما يزال ضمن فرق الناشئين بالنادي.

جمع شهر مايو بين إنجازين لطالما انتظرهما عشاق الفريق الأبيض، إذ لم يقتصر التتويج على النادي، بل تزامن مع نجاح كين في قيادة بايرن ميونخ لحصد اللقب المحلي، ليحقق اللاعب والنادي معًا أولى بطولاتهم الكبرى بعد فراق امتد لعام.

وسارع كين، الهداف الأول للدوري الألماني، إلى مشاركة فرحة تتويج السبيرز، فنشر صورة لاحتفالات الفريق عبر حسابه على "إنستغرام"، وأرفقها بتهنئة مقتضبة قال فيها "مبروك"، في إشارة واضحة إلى متابعته لما يحققه زملاؤه السابقون من إنجازات.

وفي ذات السياق، حرص سون على توجيه رسالة عاطفية لزميله السابق كين عبر تصريحات إعلامية، معبرًا عن مشاعره بكلمات بسيطة قائلًا: "هاري، لقد فزنا بالكأس"، مجسدًا بها روح الرفقة التي ما زالت تجمع بينهما رغم اختلاف الوجهات.

بدأ كين مرحلة التتويج في الرابع من مايو حين ساهم في فوز بايرن بلقب الدوري، مسجلًا أهدافًا حاسمة جعلته يتصدر قائمة الهدافين للعام الثاني تواليًا، مؤكدًا قيمته كلاعب مؤثر لا يعرف التراجع، وأنه امتلك مفتاح فك النحس الذي لازمه طوال مسيرته في لندن.

ولم يتأخر سون في اللحاق بركب البطولات، إذ لعب دورًا محوريًا في نهائي الدوري الأوروبي، حين قاد توتنهام لفوز تاريخي على مانشستر يونايتد، مانحًا فريقه أول بطولة كبرى منذ 17 عامًا، ومحققًا هو الآخر أول لقب له بقميص السبيرز.

شهدت هذه اللحظات المزدوجة تفاعلًا كبيرًا من الجماهير والإعلام، حيث اعتبر كثيرون أن رحيل كين كان الشرارة التي مهدت الطريق لنجاح الأطراف كافة، فبينما نجح اللاعب في كسر النحس بعيدًا عن إنجلترا، استطاع توتنهام أخيرًا أن يتذوق طعم المجد، لتؤكد كرة القدم مرة أخرى قدرتها على صناعة المفارقات غير المتوقعة التي تبهج الجماهير وتعيد الأمل.