مصراوي 24
مصراوي 24

الحوثيون يؤسسون ”جهاز أمن الثورة”: محاولة لتكرار نموذج الاستخبارات الإيرانية وتشديد الرقابة الداخلية

دعم الحوثيون
مريم جلال -

في خطوة تعكس تصاعد مخاوفها الأمنية، أعلنت ميليشيا الحوثيين عن إنشاء جهاز أمني جديد يحمل اسم "أمن الثورة"، يتمتع بصلاحيات واسعة ويخضع لإشراف مباشر من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ويأتي هذا التطور في إطار مساعٍ حثيثة لتعزيز القبضة الأمنية على المناطق الخاضعة لسيطرتهم، واستنساخ تجربة الاستخبارات الإيرانية، بما يخدم مشروعهم التوسعي داخليًا وخارجيًا.

ويُعد "جهاز أمن الثورة" بمثابة مظلة عليا للتنسيق بين أجهزة الحوثيين الأمنية والاستخباراتية المختلفة، حيث أوكلت إليه مهام توجيه الأداء العام، ومراقبة باقي الأجهزة الأمنية، فضلاً عن التخطيط الاستراتيجي والإشراف على ما يسمى بـ"العمل الأمني الثوري"، كما يمتد دور الجهاز الجديد ليشمل مسؤوليات إقليمية، في محاكاة مباشرة لنفوذ وزارة الاستخبارات الإيرانية (الاطلاعات).

وتولى قيادة الجهاز الجديد القيادي الحوثي جعفر المرهبي، أحد أبرز رجال الظل في التنظيم الأمني للميليشيا، والمعروف بتاريخه الحافل في تأسيس البنية الأمنية السرية للجماعة، سبق للمرهبي أن شغل مناصب أمنية حساسة، وارتبط اسمه بشبكات مرتبطة بمخابرات إيران وحزب الله، كما أُدين سابقًا بجرائم قتل قبل أن يُفرج عنه بعفو سياسي.

ويأتي هذا التشكيل الجديد ضمن سلسلة من الكيانات الأمنية والاستخبارية التي استحدثتها ميليشيا الحوثيين منذ انقلابها، مثل جهاز الأمن الوقائي، وجهاز استخبارات الشرطة، وجهاز الاستخبارات العسكرية، في سياق يعكس هوس الجماعة بالرقابة والسيطرة

ويؤكد مراقبون أن استحداث "جهاز أمن الثورة" يهدف إلى مواجهة حالة التصدع الداخلي وتزايد الاختراقات الأمنية، خاصة بعد تسرب معلومات حساسة أدت لاستهداف مواقع قيادية حوثية في صنعاء وصعدة، ويُنظر للجهاز كأداة لضبط قادة الجماعة أنفسهم، وسط تصاعد الصراعات وضعف الثقة بين الميليشيا.