الأكثر شيوعًا في العالم.. تحذير من مسكن ألم شهير آثاره الجانبية خطيرة

يعتبر الباراسيتامول من أكثر الأدوية استخدامًا حول العالم لتخفيف الصداع وخفض الحمى وعلاج آلام الظهر، وينظر إليه منذ سنوات على أنه مسكن آمن وفعال.
ولكن أبحاث حديثة بدأت تكشف عن صورة مختلفة، مشيرة إلى أن الاستعمال المنتظم أو الطويل الأمد قد يحمل مخاطر صحية لا يستهان بها.
فقد بينت دراسات طبية أن تناول جرعات مستمرة من الدواء، حتى ضمن الحدود المسموح بها يوميًا، يمكن أن يؤدي إلى أضرار في الكبد قد تصل إلى الفشل الكبدي.
كما ربطت أبحاث أخرى بين استخدامه المتكرر وارتفاع ضغط الدم، خاصة عند المرضى الذين يعانون مشكلات في القلب.
ولم تتوقف التحذيرات عند هذا الحد، إذ أظهرت نتائج طبية أن الاستهلاك المفرط قد يضاعف احتمالات نزيف الجهاز الهضمي ومشكلات الكلى، خصوصًا لدى كبار السن.
كما رصدت علاقة بين الاستعمال اليومي والزيادة في فرص الإصابة بطنين الأذن، بالإضافة إلى مؤشرات على ارتباط تناوله أثناء الحمل باضطرابات النمو عند الأطفال مثل التوحد أو فرط الحركة، وإن لم يتم إثبات السبب المباشر بشكل قاطع.
أما من ناحية الفعالية، فقد تبين أن الدواء لا يحقق النتائج المتوقعة دائمًا، فبحسب هيئة NICE البريطانية، فإن فائدته محدودة جدًا في حالات الألم المزمن مثل آلام الظهر أو هشاشة العظام.
في حين أنه يخفف الصداع لدى نسبة صغيرة فقط من المرضى، ولا يساعد إلا ربع من يخضعون لعمليات جراحية.
ويرى خبراء، ومنهم البروفيسور "أندرو مور" من مجموعة "كوكرين"، أن الصورة التقليدية عن الباراسيتامول باعتباره علاج آمن تحتاج إلى مراجعة جادة، بعد أن أظهرت الدراسات صلة بين استخدامه المنتظم وزيادة احتمالات الوفاة أو الإصابة بالنوبات القلبية ونزيف المعدة.