اعتذار نتنياهو لقطر يشعل الغضب الإسرائيلي: ذل والخيانة أم خطوة لإنقاذ الأسرى؟

أثار اعتذار نتنياهو لقطر موجة من الجدل داخل إسرائيل بعد غارة الدوحة على قيادات حماس، فمن خلال مكالمة هاتفية من البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أعرب نتنياهو عن أسفه لانتهاك السيادة القطرية ولاستشهاد ضابط أمن قطري في الهجوم الذي وقع في 9 سبتمبر.
كما وعد بعدم تكرار مثل هذه العمليات، وهي خطوة رآها البعض ضرورية لاستمرار الوساطة القطرية في إعادة الأسرى من غزة، لكن الغضب الإسرائيلي سرعان ما اندلع، مع اتهامات بالضعف أمام دولة يُتهمها البعض بدعم الإرهاب.
شنت إسرائيل غارة جوية على الدوحة في 9 سبتمبر، استهدفت قيادات حماس في منطقة كتارا، حيث يقيم وفد الحركة، والتي أسفرت عن مقتل اثنين من مرافقي القيادات وضابط أمن قطري بدر الدوسري، مما أثار غضب الدوحة ودفع ترامب للتدخل العاجل، في حين أكد البيت الأبيض أن المكالمة كانت بناءة، تهدف إلى إصلاح العلاقات ودفع مفاوضات وقف إطلاق النار، ومن هنا رحبت الخارجية القطرية بالاعتذار، معتبرة إياه خطوة نحو تجنب التكرار، لكنها شددت على دورها كوسيط رئيسي في النزاع.
داخل إسرائيل، واجه نتنياهو هجوماً شرساً من وزرائه ونوابه، حيث وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الاعتذار بأنه "ذليل وعار"، مقارناً إياه باتفاق ميونيخ 1938، واتهم قطر بتمويل الإرهاب، كما أضاف وزير الأمن إيتمار بن غفير أن الغارة كانت "عادلة وأخلاقية"، مطالبًا بمواجهة قطر علناً، حتى أوريت ستروك تساءلت بسخرية: "هل اعتذر أمير قطر عن مذبحة 7 أكتوبر؟"، مشيرة إلى عدم الاعتذار للإسرائيليين.
ومن المعارضة، هاجم أفيغدور ليبرمان نتنياهو شخصياً، قائلاً إنه يعتذر لقطر التي لم تدين 7 أكتوبر، بينما يتجاهل آلاف الضحايا، أما يائير غولان فوصف الخطوة بـ"الإذلال"، معتبراً نتنياهو شريكاً لحماس وقطر، ودعا لإنهاء التبعية للدوحة، لذلك ربط غلعاد كاريف الاعتذار بشبهات "قطر غيت"، متهماً الحكومة بتلقي أموال قطرية، حتى عميحاي إلياهو سخر قائلاً إن الاعتذار الوحيد يجب أن يكون على عدم محو حماس كلياً.
وعلى الرغم من الهجمات، دافعت غيلا جمليئيل عن نتنياهو، مؤكدة ثقتها بقراراته الدبلوماسية لأمن إسرائيل، حيث رأى البعض أن الاعتذار "مؤلم لكنه ضروري" لإعادة الأسرى، خاصة مع دور قطر الحاسم، بيتنا الخبراء يرون أن هذه الخطوة قد تفتح باباً لصفقة تبادل، لكنها تعمق الشقوق الداخلية في الحكومة

