الفارس الأبيض على حافة الانهيار المالي.. حلول سريعة لإنقاذ الزمالك من شبح الإفلاس

يواجه نادي الزمالك أحد أعقد أزماته المالية، بعدما حذر أمين الصندوق حسام المندوه من اقتراب النادي من مرحلة الانهيار الكامل، مؤكدًا أن الإفلاس قد يصبح واقعًا إذا لم تُتخذ خطوات حاسمة لمعالجة الأزمة الحالية.
وكشف المندوه أن المجلس الحالي برئاسة حسين لبيب تسلم إدارة النادي بعد انتخابات أكتوبر 2023 وسط تركة مالية ثقيلة، مشيرًا إلى أن الديون المتراكمة وتراجع مصادر التمويل أديا إلى تفاقم الوضع، في وقت لم تعد فيه الموارد المتاحة كافية لتغطية الالتزامات الأساسية.
وبين أن فقدان أرض النادي في مدينة السادس من أكتوبر شكل صدمة كبيرة، إذ كانت تمثل المشروع الاستثماري الوحيد القادر على توفير سيولة مالية كافية لتسديد مستحقات اللاعبين والمدربين والجهات الحكومية، موضحًا أن غياب هذا المشروع فاقم العجز المالي وضيّق هامش المناورة أمام الإدارة.
وأكد المندوه أن أرض أكتوبر تمثل مفتاح النجاة الوحيد، لافتًا إلى أن استعادتها قد تعيد التوازن المالي للنادي، في وقت فشلت فيه عوائد الرعاية والتبرعات في سد الفجوة المالية المتسعة، محذرًا من أن استمرار الوضع على هذا النحو قد يدفع المجلس إلى الاستقالة.
وأثارت تصريحاته موجة غضب داخل القلعة البيضاء، إذ طالب رموز وأعضاء سابقون، من بينهم خالد الغندور، برحيل المجلس الحالي فورًا وتشكيل لجنة قادرة على إدارة الملف المالي بخطة واضحة، مؤكدين أن التأخر في التحرك سيقود إلى انهيار يصعب احتواؤه لاحقًا.
ويشكّل ملف استعادة أرض أكتوبر محور أي خطة للإنقاذ، إذ تشير التقديرات إلى أن عوائد المشروع قد تضخ عشرات الملايين من الجنيهات سنويًا، ما يسمح بتسوية المديونيات ودعم الأنشطة الرياضية، خاصة كرة القدم التي تعاني من أزمة متفاقمة في الرواتب والمكافآت، بينما يتطلب حسم هذا الملف دعمًا حكوميًا ومفاوضات فعّالة لإعادة الأرض إلى النادي.
وفي موازاة ذلك، يطالب قطاع واسع من الجماهير بإقالة المجلس الحالي وتعيين لجنة انتقالية تضم شخصيات تمتلك خبرات مالية وقانونية ورياضية، وقادرة على إعادة هيكلة المنظومة من الداخل، وسط تزايد حالة عدم الثقة في قدرة الإدارة الحالية على تجاوز الأزمة.
كما يطرح خبراء خيارًا ثالثًا يتمثل في الإسراع بإنشاء شركة كرة القدم المستقلة، بحيث تتحول اللعبة إلى كيان استثماري يُدار بطريقة احترافية، ويتولى إدارة حقوق البث والرعاية وصفقات الانتقالات، بما يفتح الباب أمام دخول مستثمرين يساهمون في بناء قاعدة مالية صلبة، وهو النموذج الذي أثبت نجاحه في أندية محلية وعالمية.
وبين هذه الحلول الثلاثة — استعادة أرض أكتوبر، أو تغيير مجلس الإدارة، أو تأسيس شركة لكرة القدم — يصبح مصير الزمالك مرتبطًا بسرعة اتخاذ قرار حاسم، فإما إنقاذ عاجل يعيد للنادي استقراره المالي، أو استمرار الأزمة حتى تصل إلى نقطة اللاعودة.

