من أستاذ جيولوجيا إلى رئيس لجامعة الملك عبدالعزيز: من هو الدكتور عبدالله عمر نصيف الذي هز خبر وفاته الشارع العربي؟
في لحظة أليمة هزت الشارع السعودي والعربي، رحل الدكتور عبدالله بن عمر بن محمد نصيف عن عمر يناهز 86 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، حيث انتشر الخبر كالنار في الهشيم، مما دفع الجميع للتساؤل: من هو هذا الرجل الذي أثر في التعليم والدعوة الإسلامية؟
من هو عبدالله عمر نصيف؟
ولد نصيف في 1939 بجدة، حيث بدأ تعليمه الأساسي هناك، ثم انتقل إلى الرياض ليحصل على بكالوريوس الكيمياء من جامعة الملك سعود عام 1964، ولم يكتفِ بذلك، فسافر إلى بريطانيا ليحصل على دكتوراه في الجيولوجيا من جامعة ليدز عام 1971، وعاد ليصبح أستاذاً جامعياً في جامعتي الملك سعود والملك عبدالعزيز.
في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، تدرج نصيف من أستاذ مساعد إلى رئيس الجامعة، حيث ساهم في توسيع الكليات وتطوير البرامج العلمية، وربط الجامعة بالمجتمع عبر مبادرات ثقافية وبحثية، هذا فضلا عن أنه كان باحثاً في علوم الأرض، وعضواً في جمعيات جيولوجية دولية، مما جعله نموذجاً للعالم السعودي المبدع.
لم يقتصر دوره على الأكاديميا، بل امتد إلى الدعوة والخدمة العامة، حيث شغل منصب أمين عام رابطة العالم الإسلامي، ودافع عن القضايا الإسلامية في مؤتمرات دولية، داعياً للحوار بين الأديان والشعوب.
كما كان نائب رئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ونائب رئيس مجلس الشورى السعودي، ورئيس الاتحاد العالمي للكشاف المسلم، ورئيس هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية.
كذلك أسس مؤسسة عبدالله بن عمر نصيف الخيرية، وكان رئيس النادي الأهلي السعودي، وترك إرثاً فكرياً عبر محاضرات ومؤلفات تروج للاعتدال والتعايش.
وبالرغم من أن رحيله يترك فراغاً، لكنه يبقى مصدر إلهام للأجيال، وسوف يُصلى عليه اليوم الأحد بعد العصر في مسجد الجفالي بجدة، ويدفن في مقبرة الأسد.