قابس التونسية تستعد لإضراب عام احتجاج على التلوث البيئي الناجم عن المجمع الكيمياوي
تشهد مدينة قابس في جنوب تونس اليوم الثلاثاء حالة من الترقب والهدوء الحذر، مع اقتراب موعد تنفيذ إضراب عام دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل، احتجاج على تفاقم الأزمة البيئية التي تعانيها المدينة منذ سنوات بسبب الانبعاثات السامة الصادرة عن المجمع الكيمياوي الحكومي.
ويأتي هذا التحرك الشعبي في ظل تصاعد الغضب بين سكان قابس نتيجة التدهور البيئي المستمر، بعد تسجيل حالات اختناق في صفوف طلاب المدارس مطلع الشهر الجاري، مما أعاد إلى الواجهة المطالب القديمة بضرورة إغلاق المصنع المتهم بتلويث البيئة في منطقة شط شاطئ السلام.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، كشفت الحكومة التونسية عن تحركات دبلوماسية وفنية للتعامل مع الملف، إذ بدأ وفد من الخبراء الصينيين زيارة رسمية إلى قابس بالتنسيق مع وزارة التجهيز والإسكان، لبحث إمكان صيانة الوحدات الصناعية داخل المجمع ووقف تسرب مادة الفوسفوجيبس إلى البحر.
وأكد وزير التجهيز والإسكان، صلاح الزواري، خلال جلسة استماع أمام البرلمان مساء الاثنين، أن الوضع البيئي في قابس حرج للغاية، مشيرًا إلى أن الجهود الحكومية تتجه نحو إيقاف مصادر التلوث نهائيًا عبر التعاون مع الخبراء الأجانب.
ومن المتوقع أن يشل الإضراب العام معظم القطاعات الحيوية في المدينة، بما في ذلك التعليم والنقل والقضاء والمحاماة، في وقت سادت فيه أجواء الصمت والقلق شوارع قابس منذ ساعات الصباح الأولى.