مصراوي 24
مصراوي 24

الاعتماد الزائد على هالاند: هل يُشكّل خطرًا على مانشستر سيتي؟

هالاند
-

في بداية موسم 2025-26 من الدوري الإنجليزي الممتاز، برز أداء فريق مانشستر سيتي بقوة بفضل نجمهم النرويجي إيرلينغ هالاند، الذي سجّل 13 هدفاً من أصل 20 هدفاً لفريقه حتى نهاية أكتوبر.

هذا التفوق الفردي الكبير جعل اسمه يتصدر تحليلات الصحف ومراكز الإحصاء، بل وحتى توقعات مواقع مراهنات المغرب وبقية الدول التي باتت تعتبر أداء هالاند مؤشراً رئيسياً في تقييم فرص الفوز لسيتي.

لكن رغم هذه الأرقام المبهرة، يطرح الخبراء سؤالاً جوهرياً: هل يمكن لهذا الاعتماد المفرط أن يتحول إلى نقطة ضعف في منظومة بيب جوارديولا؟

تحليل “سكاي سبورتس” يشير إلى أن هذا التفوق الفردي قد يخفي وراءه خطراً تكتيكياً على المدى البعيد.

إنجاز باهر: لكنه يأتي مع تحذير

لقد أثبت هالاند نفسه كأحد أقوى مهاجمي العالم في أقلّ من سنتين داخل الـ"بريميير ليغ" وجوده في التشكيلة يمنح السيتي تفوقاً عددياً واضحاً ويُسهّل على جوارديولا تنفيذ أفكاره الهجومية.

ومع ذلك، المقامرة التي يثيرها التحليل هي: ماذا لو غاب هالاند؟

كما أشارت سكاي سبورتس، "هل يستطيع مانشستر سيتي أن يواصل بنفس الكفاءة من دونه؟" هذا السؤال ليس انتقاداً للاعب، بل تحذيراً من هشاشة المنظومة إذا توقفت على عنصر واحد فقط.

هل هناك خيارات بديلة كافية؟

  • تشير الأرقام إلى أن مانشستر سيتي لم يسجّل سوى خمسة أهداف من لاعبين آخرين غير هالاند حتى نهاية أكتوبر.
  • هذا الواقع يوحي بأن الفريق – رغم قوته الهجومية – قد يفتقر إلى تنوّع في التسجيل.
  • ففي حال غياب هالاند لأي سبب (إصابة، إيقاف، أو حتى انخفاض في المستوى)، فإن التوازن الهجومي للفريق قد يتأثر.
  • وهنا يُطرح التحدي الأكبر أمام جوارديولا: هل يستطيع إيجاد بدائل فعالة أو إعادة صياغة طريقة اللعب بحيث لا تعتمد بالكامل على رأس الحربة النرويجي؟

ماذا يعني هذا التكتيك على أرض الميدان؟

  • تكتيكياً، يعتمد مانشستر سيتي على هالاند كمحطة نهائية لكل هجمة تقريباً.
  • الكرة تمرّ عبر خط الوسط وتنتهي عنده لترجمة الجهد الجماعي إلى هدف.
  • لكن هذه المركزية المفرطة تجعل الفريق قابلاً للقراءة، إذ يمكن للخصوم تضييق المساحات أمامه أو عزله عن الإمدادات.
  • ورغم أن الفريق يمتلك لاعبين مبدعين مثل دي بروين، فإن غياب التنوع في اللمسة الأخيرة يجعل منظومته أحياناً متوقعة وسهلة الإغلاق.
  • لاحظ محللي سكاي سبورتس أن أحد أهداف الفريق الأخيرة أمام بورنموث كان أول هدف يسجله لاعب آخر بعد سلسلة من ثمانية أهداف متتالية لهالاند، وهي إشارة واضحة لمدى الاعتماد عليه.

تحليل ما بعد النتائج الفورية

  • القضية لا تتعلق فقط بعدد الأهداف، بل بالسيناريوهات التي قد يواجهها الفريق عندما يتراجع مستوى النجم الأول أو يتعرض لإصابة.
  • في مثل هذه الحالات، يحتاج الفريق إلى خطة هجومية بديلة تتيح له الحفاظ على إيقاعه.
  • المحللون يرون أن مانشستر سيتي بحاجة إلى تعميق هجومه من خلال زيادة مشاركة الأجنحة ولاعبي الوسط في إنهاء الفرص.
  • هذه المرونة التكتيكية هي ما يجعل الأندية الكبرى قادرة على الاستمرارية حتى عندما يغيب نجمها الأبرز.

مقارنة مع النجوم الآخرين في أوروبا

  • في المقابل، يظهر في الدوريات الأخرى لاعبون نجحوا في جعل فرقهم أقل اعتماداً على فرد واحد.
  • فـكيليان مبابي في ريال مدريد يشارك زملاءه الأهداف والتمريرات، ومحمد صلاح في ليفربول يُعدّ قلباً تكتيكياً وليس مجرد منفّذ نهائي.
  • حتى اللاعب الناشئ لامين يامال في برشلونة يساهم في خلق الفرص بنفس قدر تسجيلها، ما يمنح الفريق مرونة ويقلّل من مخاطر الاعتماد الأحادي.
  • ربما يحتاج جوارديولا للاستلهام من هذه النماذج التي توزع العبء الهجومي وتحافظ على التوازن الخططي.

كرة القدم الحديثة لا تعرف اللاعب الواحد

في النهاية، تثبت الإحصاءات أنّ الفوز في الدوريات الخمس الكبرى لم يعد يُبنى على هداف وحيد، بل على منظومة مرنة تتكيف مع كل مباراة.
الاعتماد على هالاند يمنح مانشستر سيتي قوة هجومية هائلة، لكن الزمن أثبت أن الفرق التي تبني على التكامل والتوزيع الذكي للمهام هي الأقدر على الاستمرار في القمة.

ويبقى الدرس الأهم: النجومية الحقيقية في كرة القدم ليست في عدد الأهداف المسجلة، بل في قدرة الفريق ككل على صناعة الفوز من أكثر من طريق واحد.

الخلاصة

إيرلينغ هالاند هو بلا شك أحد أعمدة نجاح مانشستر سيتي، لكنه أيضاً اختبار حقيقي لقدرة جوارديولا على إدارة فريق متكامل لا يتوقف على فرد واحد.

الفريق القوي لا يُقاس بعدد أهداف نجمه فقط، بل بقدرته على التكيّف مع الظروف الصعبة، لذلك، من الطبيعي أن تتابع مواقع مراهنات كرة القدم في المغرب وغيرها من منصات التحليل الرياضي هذا الاتجاه بدقة، لأنها تعلم أن نجاح فريق مثل السيتي مرهون بقدرته على التنويع الهجومي وتوزيع المسؤولية داخل الملعب.

فالسؤال الذي يبقى مطروحاً الآن: هل سيواصل السيتي انتصاراته إذا توقف هالاند عن التسجيل؟