رحلة إلى العالم الآخر: غرف البعث بعد الموت تخطف أنظار جمهور المتحف المصري الكبير

في مشهد تتقاطع فيه رهبة التاريخ مع جمال الإبداع الإنساني، خطفت غرف البعث بعد الموت داخل المتحف المصري الكبير أنظار الزوار منذ اللحظات الأولى لافتتاح المتحف أمام الجمهور، لتصبح من أبرز محطات الزيارة وأكثرها إقبالًا وإعجابًا بين قاعات العرض.
تُجسد هذه القاعات المذهلة فلسفة المصري القديم في الحياة والموت والبعث، وتقدم تجربة بصرية وروحية نادرة تمزج بين العقيدة والفن والرمزية، فمن خلال تصميم معماري يثير الدهشة وإضاءة مدروسة بعناية تحاكي عمق المقابر الملكية في طيبة، يدخل الزائر في رحلة درامية نحو العالم الآخر، حيث تبدأ الروح في عبورها إلى الأبدية وفق المعتقدات الفرعونية التي خلدتها النقوش والنصوص الجنائزية.
وتضم "غرف البعث بعد الموت" مجموعة فريدة من الكنوز الأثرية التي تُعرض لأول مرة، من بينها برديات تحمل مقاطع من "كتاب الموتى"، وتماثيل صغيرة للآلهة الحامية، وأواني جنائزية، وأقنعة مذهبة كانت تُستخدم في طقوس الدفن والبعث، كل قطعة من هذه المقتنيات تحكي جانبًا من رحلة الخلود التي آمن بها المصري القديم، وتعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والمصير، بين الفناء والأبدية.
بهذه التجربة الغامرة، يواصل المتحف المصري الكبير تأكيد مكانته كأعظم متحف في العالم، ليس فقط بما يحتويه من مقتنيات نادرة، بل بما يقدمه من رؤية ثقافية متكاملة تعيد إحياء روح الحضارة المصرية في أبهى صورها، حيث إن "غرف البعث بعد الموت" ليست مجرد قاعة عرض، بل رحلة رمزية في قلب الزمن، تُعيد إلى الزائر إحساس الدهشة أمام عبقرية المصري القديم وإيمانه العميق بأن الموت ليس نهاية، بل بوابة إلى الخلود.

