مصراوي 24
مصراوي 24

شهادات مروعة من الداخل: جنود إسرائيليون يكشفون عن ”انفلات كامل” و”جرائم حرب” بحق المدنيين في غزة

شهادات جنود إسرائيليين عن غزة
هاجر هشام -

كشف جنود إسرائيليون سابقون عن ممارسات مروعة شهدوها أثناء القتال في غزة، مؤكدين غياب أي ضوابط أخلاقية أو قانونية، حسب ما ورد في وثائقي بريطاني حديث.

أفاد قائد دبابات يدعى دانيال بأن الجنود كانوا يملكون حرية كاملة في استخدام السلاح، مشيراً إلى سيطرة جو من الاضطراب حيث يتم التصويب بناءً على مجرد الشك.

أوضح الكابتن يوتام فيلك من وحدة المدرعات أن المعيار الرسمي لتحديد التهديد، المتمثل في الوسيلة والنية والقدرة، لم يُعمل به أبداً، مما جعل كل ذكر في سن الشباب هدفاً محتملاً.

بينما روى الجندي إيلي كيف أصبح تصنيف "الإرهابي" أمراً تعسفياً، حيث يعتبر السريع في مشيته مشبوهاً والتباطؤ في خطواته كذلك، مما يحول أي حركة إلى ذريعة للقتل، وذكر إيلي أمراً من ضابط كبير بقصف مبنى مصنف كملاذ مدني لمجرد رؤية شخص ينشر الملابس على سطحه، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين.

وفي السياق ذاته، أكد عدة جنود تطبيق أسلوب يُسمى "بروتوكول البعوضة"، حيث يُجبر فلسطيني على دخول أنفاق محتملة التسليح مزوداً بهاتف ينقل إحداثيات، رغم نفي الجيش الرسمي لهذا الإجراء.

أقر الجيش ببدء تحقيقات داخلية حول هذه الانتهاكات، لكنها لم تثمر عن أي إجراءات حتى اللحظة، مع التأكيد على حظر صارم لهذه الممارسات، كما أشار تقرير سابق للغارديان إلى أن ثمانية وثمانين بالمئة من القتلى كانوا من المدنيين وفق بيانات استخباراتية إسرائيلية، رغم نفي الجيش لذلك.

وتجدر الإشارة إلى أنه تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين تسعة وستين ألفاً منذ اندلاع الصراع، حتى مع سريان وقف إطلاق النار منذ شهر، ولخص تحقيق دولي في سبتمبر إلى ارتكاب جرائم إبادة جماعية، مستنداً إلى تصريحات مسؤولين مثل الرئيس هرتسوغ الذي حمل الشعب الفلسطيني مسؤولية هجوم أكتوبر، إلى جانب شعارات مثل "لا أبرياء في غزة".

كما ألمح الوثائقي إلى تأثير حاخامات عسكريين، حيث نقل الضابط نيتا كاسبن نصيحة بضرورة الانتقام من الجميع دون تفريق، مشابهة لأحداث السابع من أكتوبر، في حين تفاخر الحاخام أفراهام زاربيف، الذي قضى أكثر من خمسمائة يوم في القطاع، بقيادته جرافات لهدم مناطق سكنية معتبراً غزة بنية تحتية إرهابية تستحق الإزالة.

كذلك شهد عامل إغاثة يدعى سام على جنود يستهدفون مدنيين أثناء محاولتهم الحصول على مؤن، ووفق الأمم المتحدة قُتل تسعمائة وأربعة وأربعون شخصاً في مناطق توزيع المساعدات.

وأكد بيان عسكري التزاماً بالقوانين الدولية في ظروف معقدة، متهماً حماس باستغلال المنشآت المدنية، مع استمرار فحص الادعاءات، واختتم الوثائقي بكلمات دانيال المرتجفة تعبر عن تحول فخره السابق بكونه إسرائيلياً إلى شعور بالعار الدائم.