مصراوي 24
مصراوي 24

19 نوفمبر.. اليوم العالمي للرجل يكشف الجانب المظلم للصمت العاطفي وأثره على الصحة النفسية

اليوم العالمي للرجل
فرح جمال -

يأتي يوم 19 من نوفمبر كل عام ليحمل مناسبة عالمية مخصصة للاحتفاء بالرجال والتوعية بالتحديات العميقة التي يواجهونها، وعلى رأسها الصحة النفسية التي غالبًا ما يتم تجاهلها تحت وطأة الصور النمطية المتعلقة بالقوة والصلابة.

فبرغم ازدياد الحديث حول أهمية الرفاهية النفسية، لا تزال الضغوط التي يعاني منها الكثير من الرجال تُدفع إلى الخلفية، مما يخلق عزلة عاطفية قد تتفاقم مع الوقت وتؤدي إلى نتائج قاسية وفق ما أورده موقع "Onlymyhealth".

وتشير تقارير حديثة إلى أن الصمت المفروض اجتماعيًا على الرجال يجعلهم أقل ميلاً لطلب الدعم النفسي عند الحاجة، مما يضاعف معاناتهم الداخلية ويدفعهم نحو دائرة من الانطواء وفقدان الارتباط العاطفي.

وفي هذا السياق، يوصي خبراء الصحة النفسية بعدة خطوات عملية للتعامل مع هذه الأزمة، بدءًا من ممارسة التأمل الذاتي، وبناء علاقات تعتمد على الأمان العاطفي، وصولاً إلى طلب العلاج المبكر بوصفه وسيلة وقائية لا تقتصر على مواجهة الأزمات فقط.

كما يدعو الخبراء إلى مراجعة القوالب التقليدية التي تربط الرجولة بالكتمان والصمت، مؤكدين أن إعادة تعريف القوة بوصفها قدرة على التعبير والتواصل تُعد خطوة جوهرية في تجاوز العزلة، ويعد الالتزام بروتين صحي يشمل الرياضة والنوم المنتظم وتخفيف الاستهلاك النفسي والكحولي أحد مفاتيح الاستقرار النفسي.

وفي دراسة حديثة، تبيّن أن الرجال أكثر عرضة للوفاة انتحارًا بثلاثة أضعاف مقارنة بالنساء، وأن العزلة العاطفية تُعد عاملًا محوريًا في هذه الظاهرة، فـ كثير منهم يعيشون أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر المزمن بعيدًا عن الأنظار.

وينتج ذلك من الخوف من الحكم الاجتماعي أو الشعور بأن الإفصاح عن الضعف يمس صورتهم الذاتية، وتصف الأبحاث هذه الحالة بالوحدة الخفية، حيث يكون الشخص حاضرًا اجتماعيًا لكنه غائب تمامًا على مستوى المشاعر.

وتوضح عالمة النفس "زالاك ناندو" أن جذور هذه الأزمة تعود إلى التنشئة التي تغرس مفاهيم القوة الصامتة، وتدفع الرجال لاعتبار الحديث عن الألم مساسًا برجولتهم، ومع توقع المجتمع منهم أداء دور العمود الثابت، تصبح القدرة على الاعتراف بالمشكلات النفسية أكثر صعوبة، مما يجعل الانهيار النفسي احتمالاً واقعيًا.