تأثيرات خفية على الدماغ تشبه الإدمان.. كيف تخدعنا الأطعمة فائقة المعالجة؟

في وقت أصبحت فيه الخيارات الغذائية لا تحصى، تواصل الأطعمة فائقة المعالجة احتلال مركز متقدم في الجدل الصحي العالمي، ليس فقط لوفرتها وسهولة الحصول عليها، بل بسبب تأثيراتها غير المرئية على الدماغ، التي تجعل كثيرين غير قادرين على الاكتفاء بكمية صغيرة منها.
فهذه المنتجات، التي تبدو بسيطة ولذيذة وسريعة، تعتمد في واقع الأمر على تركيبة مدروسة من النكهات والمواد المضافة القادرة على تغيير استجابات الجسم بصورة دقيقة.
وهناك أبحاث حديثة اعتمدت على فحوص الرنين المغناطيسي لعدد كبير من المشاركين أظهرت أن الإفراط في تناول هذا النوع من الأطعمة يرتبط بتغيرات في مراكز التحكم في الشهوة داخل الدماغ.
وبيّن الباحثون أن التأثير لا يقتصر على اكتساب الوزن، بل يشمل أيضاً ضعف القدرة على كبح الرغبة في تناول المزيد، بصورة تشبه سلوكيات الإدمان.
وتشير هذه الدراسات إلى أن مزيج السكر والدهون والملح والكربوهيدرات، إلى جانب النكهات والأصباغ الاصطناعية، يعمل بتناغم لتحفيز مراكز المكافأة العصبية، هذه الآلية تجعل الاستجابة للطعام مماثلة للطريقة التي يتحفز بها الدماغ تجاه مواد ذات تأثير قوي مثل النيكوتين.
وفي هذا الإطار، أوضحت أخصائية التغذية العلاجية "ديمة الكيلاني" أن هذه الأطعمة مصممة لتكون شديدة الاستثارة، فطعمها غني وجاذب مقارنة بالخضروات التي يرى البعض مذاقها أقل جاذبية، ونتيجة ذلك، يميل الشخص إلى تناول كميات تفوق حاجته الفعلية دون أن يشعر.
وحول ما إذا كانت هذه المنتجات تعد مسببة للإدمان، ترى الكيلاني أنه لا يوجد اتفاق علمي قاطع يصنفها كإدمان صريح مثل المخدرات.
لكنها تعمل على تنشيط المناطق المسؤولة عن الشعور بالمكافأة والمتعة بطريقة تجعل العودة إليها أمر يحدث بشكل تلقائي ومتكرر، حتى مع معرفة ضررها على المدى الطويل.
أما عن التعامل معها، فتشير الكيلاني إلى أن الحل لا يكمن في الامتناع التام، بل في تبني خيارات بديلة أكثر صحة، مثل استبدال الشيبس بالبوب كورن الغني بالألياف، أو التحلية بالفاكهة بدلاً من السكريات المكررة.
كما تنصح بتنظيم عادات الشراء، وتجنب ملء المنزل بكميات كبيرة من هذه المنتجات، لأن توفرها الدائم يزيد من استهلاكها، وتضيف أن الذهاب إلى السوبرماركت بعد تناول الطعام يساعد على مقاومة الرغبة في شراء المنتجات التي تثير الشهية سريعاً.

