عاجل.. تصاعد التوتر في كردستان بعد احتجاجات على خلفية مطالب عن العمل

اشتعلت الأوضاع في إقليم "كردستان" بعدما تحول اعتصام محلي في قرية "لازان" إلى موجة من التصعيد الأمني والاجتماعي، البداية كانت مطالب أهالي القرية بالحصول على فرص عمل بالمصفاة المجاورة.
وبعدما لم تنفذ الشركة الالتزامات المتفق عليها اندلعت مظاهرات تحولت سريعًا إلى صدامات بالقرب من منشأة التكرير.
مصادر محلية قالت إن التدخل الأمني أثار حوادث متفرقة، وبالرغم من أن الاحتجاج انطلق بمتطلبات مدنية بسيطة، فقد وقع قتيل بين المتجمهرين.
حيث اتضح أنه سائق من محافظة "كركوك" عبر من المنطقة أثناء الأحداث، وهو ما أدى إلى غضب أوسع بين السكان.
التوتر تفاقم لدرجاتٍ أعلى بعد تسجيل عمليات حرق ضد مقرات حزبية، وظهرت تهديداتٍ باستهداف منشآت نفطية حيوية بالإقليم، لدرجة أن مسؤولين ومحللين طرحوا احتمال وجود حملة منظمة تهدف إلى زعزعة الأمن في "كردستان.
أما من الناحية السياسية فقد أشار قيادي من عشيرة "الهركي" إلى أن الحساسية المرتبطة بالعشائر الكردية الكبيرة لعبت دورًا مهمًا في تصعيد ردود الأفعال.
خاصةً وأن أفراد العشيرة موزعين سياسيًا بين أحزاب مختلفة داخل الإقليم، الأمر الذي يجعل أي احتكاك معهم يأخذ أبعادًا اجتماعية وسياسية كبيرة.
كما زار باحث سياسي ميدان الأحداث ووقف على تفاصيلها، حيث قال إن المواجهات هذه المرة لم تتضمن استخدام دبابات أو طائرات مسيّرة بالشكل الذي شهدته توترات سابقة في مناطق أخرى من الإقليم.
لكنه أضاف أن المشهد تعقد بعد دخول فصائل من خارج الإقليم في خط التحريض الإعلامي والسياسي، وهو ما دفع بعض الأطراف إلى المطالبة بإسقاط إدارة "أربيل" والنظام القيادي المحلي.
وأشارت تقارير إلى أن الأطقم الأمنية قامت باعتقالات لأشخاص تم اتهامهم بالتحريض والدعوة إلى أعمال تخريب، فيما أعلن محافظ "أربيل" أن الهدوء عاد وأن الأهالي بدأوا بالعودة إلى بيوتهم.
كذلك ترددت تصريحات أن المنشأة المستهدفة من قبل بعض المثيرين هي إحدى أكبر وحدات الطاقة في الإقليم، مما جعل أي تهديد ضدها يُقدر كخطر استراتيجي على الإقليم الكردستاني و"العراق" عمومًا.
خلاصة التحليلات السياسية كانت أن الأزمة قابلة للتصغير لو جرى التعامل معها بحكمة دون إدخال عناصر خارجية، وأن هناك لعبًا إقليميًا ودوليًا في الخلفية، إذ نقش المحللون دور قوى إقليمية ودولية في تهدئة المشهد.
وبحسبهم الولايات المتحدة وإيران تُعدان عاملي تهدئة نسبيين، فيما أُشير إلى استعداد أميركي لإرسال مبعوث رئاسي مختص بملف الميليشيات إلى "العراق" كجزء من محاولات وقف نفوذ الجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة.

