من هو حبر الامة وترجمان القرآن: فقيه وعالم وراوي أحاديث؟

حبر الأمة هو لقب عبد الله بن عباس، وهو من أبرز صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما لُقب أيضاً بترجمان القرآن، ولم يكن مجرد قريب للنبي، بل كان تلميذاً نجيباً لعلوم الوحي في سن مبكرة، إلى أن أصبح من كبار العلماء في عصره.

وكانت دعوة النبي له بأن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل، ولم تكن مجرد دعاء، بل تحققت في علمه الواسع وإدراكه العميق للقرآن الكريم، إلى أن أصبح الناس يذهبون إليه من كل مكان للاستفادة من تفسيره ومعرفته.

ولم يكن ابن عباس يكتفي بما تعلمه في المدينة، بل كان يسافر ويسأل ويبحث في صحة كل حديث وكل رواية وكل قول، لكي تتكون لديه الصورة كاملة، وكان يعرف عنه صبره وتواضعه، وكان يجلس في حلقات العلم محاورًا ومستمعًا على الرغم من أنه كان عالمًا يشار إليه بالبنان.

تم سؤاله في الفقه، وأُخذ عنه التفسير، وروى الأحاديث، وأثرت فتواه في العديد من مدارات الفقه لاحقًا، ولم يكن مجرد ناقلًا للعلم، بل كان مفكرًا يربط الآيات بالواقع، ويبحث عن عمق النصوص لكي يخرج منها معاني تلامس الناس.

عندما توفي في الطائف حزن الناس عليه، وهذا لأنهم فقدوا عقلا راجحا ولسانا صادقا وقلبا محبا للعلم والدين، وما زال أثره حيا في كتب السنة والفقه والتفسير، ويشهد أنه رجل من ذهب، وجمع ما بين العلم والتواضع والحكمة معا.