النقاب شريعة يهودية ..وتغطية الوجه جاء في العهد القديم

النقاب شريعه يهودية وتغطية الوجه جاء في العهد القديم وذكر النقاب في العبرية، هذا ما اثبته سفر التوراه والتي اكدتها العديد من الدراسات.
وفيما يلي الدراسة التي قدمتها الدكتوره هدى درويش عميد معهد الدراسات والبحوث الأسيوية جامعة الزقازيق ، قسم الأديان المقارن عن النقاب في اليهودية والتوراة والعهد القديم، حيث استندت درويش في كل سطر على تفسير ما جاء في التوراه والعهد القديم ووضعت جوار كل سطر وتفسيرة رقم يشير الي رقم "السفر" المفسر حيث تم رصد السفر متن المقل المفسر...وجاء التفسير كالتالي
فرضت اليهودية على المرأة ضرورة وضع غطاء الرأس على رأسها بهدف حشمتها وسترها , حتى أنها كانت تميل إلى التشدد فى تطبيقه .
وقد عرف النقاب فى اليهودية , فجاء فى العهد القديم أن العروس عند زفافها كانت تضع برقعاً أو نقاباً على وجهها من قبل الأحتشام [1] .
وكلمة " برقع " وردت فى العهد القديم مترجمة عن أكثر من كلمة عبرية مثل " سوه " وورد فى سفر الخروج : " نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشريعة فى يد موسى . كان جلد وجهه يلمع وهو لا يعلم , فخاف الشعب أن يقتربوا إليه فلما فرغ من الكلام معهم جعل على وجهه برقعاً [2].
ووردت كلمة النقاب فى العبرية أيضاً فى كلمة " مسيكة " وهى النقاب وأيضاً كلمة " كاماه " [3]. وكلمة " كايف " وتعنى النقاب .
وجاء فى " سفر التكوين " عن " رفقة " ,أنها رفعت عينيها فرأت إسحاق فترلت عن الجمل وقالت للعبد : " من هو الرجل الماشى فى الحقل للقائنا , فقال العبد : هو سيدى , فأخذت البرقع وتغطت " [4].
وفى سفر " نشيد الأنشاد " الذى ينسب إلى "سليمان "جاء فيه : " أخبرنى يا من تحبه نفسى , أين تربض عند الظهيرة ؟ ولماذا أنا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك " ؟ [5].
وفى " سفر التكوين " قصة " تامار " التى مضت وقعدت فى بيت أبيها بعد طلاقها , ولما طال الزمان خلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت " [6].وورد فى " سفر أشعيا " أن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن والمباهاة بربين خلاخيلهن بأن يترع عنهن الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب حيث جاء فيه : " وقال الرب من أجل بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق وفاغرات بعيونهن وخاطرات فى مشيهن ويخشخشن بأرجلهن : يصلح السيد هامة بنات صهيون ويعرى الرب عورتهن " يترع السيد فى ذلك اليوم زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب والسلاسل والمناطق وحناجر الشماست الأحزار والخواتم وخزائم الأنف والثياب المزخرفة والعطف والأردية والأكياس والمرائى والقمصان والعمائم والأزر , فكون عوض الطيب عفونة , وعوض المنطقة حبل , وعوض الجدائل قرعة , وعوض الديباح زنار مسح , وعوض الجمال كى . رجالك يسقطون بالسيف وأبطالك فى الحرب فتئن وتنوح أبوابها وهى فارغة تجلس على الأرض , فتمسك سبع نساء برجل واحد فى ذلك اليوم قائلات : نأكل خبزنا ونلبس ثيابنا ليدع أسمك علينا أنزع عارنا [7] .
وجاء فى " سفر التثنية " أنه إذا ظهر من الزوجة ما يشينها فى نظر زوجها فأنه يكتب إليها ورقة طلاقها ويخرجها من منزله .
يقول نص التوراة :" إذا أخذ رجل امرأة وتزوج بها فإن لم تجد نعمه فى عينه لأنه وجد فيها عيب شئ وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقها من بيته " [8].
وفى اليهودية المرأة لا تتزين إلا لزوجها فقط , يقول " ويل ديورانت " : " ولم يكونوا يرون باسا أن ينفق الرجل بسخاء على ملابس زوجته , ولكنهم كانوا يطلبون إليها أن تجمل نفسها لزوجها لا لغيرة من الرجال " [9].
وقد كشفت الأبحاث الأثرية الحديثة فى الرسومات والصور والتماثيل عند اليهود , عن أنواع أغطية الرأس التى كانت تستخدمها المرأة اليهودية قديماً
, كان أبسطها العصابة فكانت النساء يلبسن إما " العصائب " [10]أو العمائم [11]وكانت جميعاً للزينة , وكانت العريس يتزين بعمامة فيقول "سفر أشعيا" : " تبتهج نفسى يالهى لأنه قد ألبسنى ثياب الخلاص , كسانى برداء البر مثل عريس يتزين بعمامة , ومثل عروس تتزين بحليها " [12].
وقد وعيد للكلدانيين جاء فى " سفر أشعيا" : " انزلى واجلسى على التراب أيتها العذراء ابنة بابل , اجلسى على الأرض بلا كرسى يا ابنة الكلدانيين ؛ لأنك لا تعودين تدعين نعامة ومترفهة خذى الرحى واطحنى دقيقاً . اكتشفى نقابك شمرى الذيل . اكشفى الساق . اعبرى الانهار . تنكسف عورتك وترى معاريك [13].
ويقول الحاخام " مناجم أم براير " : انه كان من باد النساء اليهوديات الخروج على الملأ بغطاء رأس , وأحيانا كان الوجه يغطى بالكامل وتترك عين واحدة للرؤية [14].
كذلك يرى البعض أن عدم تغطية المرأة لرأسها يعد إهانة لتواضعها , وأحيانا يرمز بالحجاب أنه علامة ترف فى المجتمع بمعنى أن من ترتدى الحجاب تدل على أحترامها لذاتها ولمرتبتها الأجتماعية , وكثيراً ما كانت ترتديه نساء الطبقات الدنيا لتضليل الجمهور ليظهروا فى طبقة أعلى [15].
كذلك فإن كشف المرأة لرأسها يعد جريمة وتعاقب عليها بدفع غرامة مالية[16] .
هذا وقد عرض خامات اليهود وربانيهم للحديث عن غطاء رأس المرأة اليهودية هل هو فريضة تلتزم بها المرأة اليهودية ؟ أم تقليد ورثة من العادات القديمة بهدف التستر والأحتشام خاصة بعد الزواج ؟ ورداً على هذه الأستفسارات , ورد فى أحدى الدراسات اليهودية تحت عنوان : " تغطية رؤوس النساء هل هى فريضة إلزامية " ؟ [17]؟.
تقول الدراسة : " إن أحد الأسباب الكامنة وراء إحجام النساء عن الزواج هى الحقيقة التى تقول أنه يجب على المرأة تغطية رأسها بعد الزواج مما أدى إلى توجه المرأة اليهودية إلى تأجيل زواجها بسبب هذا الغطاء , وسيطرت عليها علاقة " الرفقة " بدلاً من الزواج , حتى تعيش فى حرية ولا تلتزم به .
وذكرت الدراسة : أن الشرعية اليهودية فى التوراة لم تفرض تشريعاً ملزماً للمرأة لتغطية رأسها بعد الزواج , والموضع الوحيد الذى ذكرت فيه التوراة تغطية رأس المرأة المتزوجة , هو حالة تحرى الكاهن عن خيانة المرأة لزوجها , حيث ورد أن الكاهن يكشف رأس المرأة قبل أن تشرب ماء اللعنة؛ فيدل النص على ان المرأة كانت مغطاة الرأس [18]ونص التوراة يقول: " وكلم الرب موسى قاتلاً : كلم بنى أسرائيل وقل لهم : إذا زاغت امرأة رجل وخانتة خيانة , واضطجع معها رجل زرع وأخفى ذلك عن عينى رجلها , واستترت وهى نجسة , وليس شاهد عليها وهى لم تؤخذ فاعتراه روح الغيرة وغار على امرأته وهى نجسة , أو اعتراه روح الغيرة وغار على امرأته وهى ليست نجسة , يأتى الرجل بإمرأته إلى الكاهن , ويأتى بقربانها معها عشر الألفية من طحين الشعير لا يصب عليه زيتاً ولا يجعل عليه لباناً , لأنه تقدمة غيرة تقدمة تذكار تذكر ذنباً , فيقدمها الكاهن ويوقفها أمام الرب , ويأخذ الكاهن ماء مقدساً فى إناء حزف ويأخذ الكاهن من الغبار الذى فى أرض المسكن ويلقية فى الماء ويوقف الكاهن المرأة أمام الرب ويكشف رأس المرأة ويجعل فى يديها تقدمة التذكار التى هى تقدمة الغيرة , وفى يد الكاهن يكون ماء اللعنة المر .ويستحلف الكاهن المرأة ويقول لها :إن كان لم يضطجع معك المرأة رجل وإن كنت لم تزيغى إلى نجاسة من تحت رجلك فكونى بريئة من الماء اللعنة هذا المر " [19].
ومن سياق هذا النص استدل المفسرونأن المرأة المتزوجة فى الأصل تغطى رأسها , وأنه حالة تحرى الكاهن عن خيانتها يجوز للمرأة إماصة غطاء رأسها , وهو أمر " مستنكر " وحالة استثناءية , تمثل جزءاً من العقاب لها؛ وذلك لأن كشفها لرأسها يخرجها من دائرة العفة والشرف وحسبما ورد فى نص التوراة إن المرأة التى انفردت برجل آخر غير زوجها يدل على سلوك يبعدها عن التقوى وأنها فى هذه الحالة لا تستحق أن تضع غطاءاً على راسها الذى هو رمز لتقواها .
ويقول " رابى يشماعئيل " فى تحذيره للبنات إسرائيل من الخروج حاسرات الرؤوس وكذلك " الرابى شلومو يتسحاق " المشهور ب " راشى"وهو من أكبر مفسرى اليهود فى العصور الوسطى عن امراة السوطاء (الجانحة ) [20]. من خلال النص الذى ورد عن كشف الكاهن لشعر المرأة المشكوك فى أمرها .
أنه وردت عبارة " يكشف رأسها " للاستدلال على أن ليس من السلوك القويم لبنات إسرائيل أن يمشين وهن مكشوفات الرأس , لأنه من سلوكها أن تكشتف عن رأسها أمام الآخرين ؛ لذا فإن كشف الرأس هو بمثابة تحقير لها لأن بنات إسرائيل كن يغطين رؤوسهن [21].
وعلى الرغم من هذا فلا يوجد ملزم واضح فى التوراة يتغطية الرأس , لكن هناك تعاليم ونواة أخر لها وزنها الهام فقد جاء فى الوصايا العشر :
" لا تشته منزل صاحبك , ولا تشته امرأة صاحبك , ولا عبده , ولا أمته , ولا ثوره , ولا حماره , وكل ما لدى صاحبك " [22].
ويفسرون هذا النص أن المرأة المتزوجة تقع عليها مسؤلية التعريف للرجال ؛ لذا فلابد للمرأة المتزوجة من علامة تميزها عن غير المتزوجة فلزم عليها تغطية رأسها حتى لا يقع الرجال فى خطأ غير مقصود , وهى أن يشتهى امرأة صاحبه , وخلصوا من هذا أن المرأة المتزوجة التى تغطى رأسها تصنع معروفاً للرجال الذين لا يعلمون أنها متزوجة .
ويذكر المفسرون اليهود لنصوص التوراة أن النساء كانت تستخدم الادعاء بالتقوى بتغطية الوجة من أجل الخداع , مثلما حدث فى قصة " تامار " التى ذكرتها التوراة عندما غطت وجهها حتى لا يتعرف عليها " يهوذا " بأنها زوجة أبنه فأستطاعت خداعه وجعلته يضطجع معها فقد ورد : " فأخبرت تامار وقيل لها هو ذا حموك صاعد إلى تمنة ليجز غنمه , فخلعت عنها ثياب ترملها , وتغطت ببرقع , وتلففت , وجلست فى مدخل عينايم التى عل طريق تمنة . لأنها رأت أن شيلة قد كبر وهى لم تعط له زوجة . فنظرها يهوذا وحسبها زانية .لأنها كانت قد غطت وجهها فمال إليها على الطريق وقال هاتى أدخل عليك . لأنه لم يعلم أنها كنته . فقالت ماذا تعطينى لكى تدخل على . فقال إبى أرسل جدى معزى من الغنم . فقالت هل تعطينى رهناً حتى ترسله . فقال ما الرهن الذى أعطيك . فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التى فى يدك . فأعطاها ودخل عليها . فجلبت منه . ثم قامت ومضت وخلعت عنها برقعها ولبست ثياب ترملها " . [23]ويقول المفسرون اليهود أنه من أجل منع حدوث موقف يستخدم فيه النساء " التقوى " ىلأجل الخداع , أعطى الرب للكاهن جواز أن يميط اللثام من على الرأس المرأة حتى يتأكد أنها المقصودة والحقيقة .
وتذكر الدراسة أن التوراة لم تفرض تغطية الرأس , إلا أن النساء فى عصر التوراة اعتدن تغطية الرأس وكان هذا " عرفا " سائداً بينهن , ويظهر هذا من خلال الصور التاريخية للمرأة اليهودية التى تشهد بهذا .
ويقرر العلماء والحاخاميم أن هذا العرف يعد " فريضة إلزامية " . والربانيم يزعمون أنها " إرادة الرب " وتظهر فى كل العصور بشكل متجدد ؛ وهم يتشددون فى هذا الشأن .
ويؤكد الكاتب أن هناك عدداً من التشريعات التى يمكن الاستدلال عليها من القصص والروايات أكثر مما نستدل عليه من الأقوال التشريعية اعتماداً على قاعدة " العمل يغلب على القول " ويقول : إن بعض النساء اعتدن تغطية رؤوسهن , فهل يسرى على النساء غير المتزوجات حيث يرد فى أقوال العلماء " شعر المرأة عورة " [24]. وكانت غير المتزوجات تغطى رؤوسهن جزئياً أما المتزوجات فيغطين شعرهن كاملاً . ويقول الكاتب اليهودى : الحقيقة أن مسألة غطاء رأس المرأة لم تبحث فى الأجيال السابقة , وهذا دليل على القواعد كانت واضحة ولم تحتج إلى فتاوى فى هذا الشأن . ويقول " أن فى عصرنا أصبح من الأعراف السائدة الدراسة والتدقيق فى كل تشريع , هل هو متوافق مع الميول الطبيعية , وبهذا نخاطر بالأنحراف ؛ فالإنسان فى هذه الحالة يعمل على تنفيذ الوصية الشرعية بشرط أن توافق عقله , وهذا الفكر يقود إلى مناطق خطرة وليس هو الطريق السليم . والمسألة الإلزامية هى " الطاعة مقدمة على السماع " والأجيال المتأخرة أطلت علينا بشكوك وظنون لم تحدث من قبل فى الأجيال الأولى [25]ويوجه الكاتب حديثه للمرأة بقوله : إن أية امرأة لا تريد أن تضع غطاءعلى رأسها , يجب عليها ألا تربط بين هذا الأمر وبين أية تبريرات فقهية فيصبح لكل واحد تشريع ينفذه , فنحول ميولنا إلى مجال التساهل فى تنفيذ الشريعة , وهذه مخاطرة فى حد ذاتها كبيرة , ويستند فى قوله على تعبير الرامبام " موسى بن ميمون " فى قوله " إن المتوراث والعمل هى أعمدة عظيمة فى الفتوى ينبغى أن نتعلق بهما , والموارث هو عن السلف , والعمل هو ما رأيناه عند سابقين علينا , وأكد الكاتب قوله " إن عدم عثورنا على مواضع تتعلق رأس المرأة المتزوجة هو سبب عدم وجود شكوك فى هذه المسألة , وفى حالة بحثنا فى تشريعات التوراة بشكل منفصل عن المتوارث وعن الأقتداء بالأعمال فإن هذه الأمور تقود إلى مدى بعيد [26].
ويظهر من هذه الدراسة أن الديانة اليهودية تلتزم المرأة اليهودية _ وخاصة المتزوجة _ بوجوب وضع غطاء على رأسها , وعليها الالتزام بثياب محتشمة حتى يثبت عفتها و شرفها وطهارتها فى المجتمع الذى تعيشه , ويؤكد الحاخاميم والربانيم اليهود ضرورة التزام بالتحشم تأسباً بالسلف السابق والمواريث عليه فى العهود السابقة , فتحصل على رضاء الرب .
والشريعة اليهودية تلزم المرأة المتزوجة أن تضع غطاء على رأسها حتى يعرفها الأجنبى فيبتعد عنها كذلك , والشريعة اليهودية تتشدد فى أحكامها على المرأة المتزوجة أكثر من غيرها , سواء فى التوراة أو التلمود وفى نصوص المشنا والجمارا والهلاخاه وكتاب الزوهار .
وفى عقيدة القبالاه الباطنية التى تبحث فى الأسرار الغامضة الإله وأسرار الكون وبداية الخلق جاء فى " الزوهار " وهو كتاب مقدس عند اليهود وهو المعنى بهذه العقيدة _ جاء فيه التشدد بتغطية المرأة شعرها وجسدها ؛ لأنه " كله عورة " وذلك من منطلق عقيدتهم فى الأنثى , فيتصور أصحاب هذه العقيدة أن الذات الإهلية تحوى داخلها عناصر تذكر وعناصر تأنيث , ويعبرون عن الأنثى بكلمة " الشخيناه " بمعنى " التجلى الأنثوى للإله " ويرمزون إليها بجماعة أسرائيل وهى التوراة وعروس الإله التى تجلس إلى جواره على العرش , وتنزف إلى المسيح حينما يأتى إلى العالم , ومن خلال طقوس أصحاب هذه العقيدة يردد المصلى فى صلاته " من أجل التوحيد بين المقدس المبارك والشخيناه " .
ويصور " سفر هوشع " العلاقة بين الإله والشعب بقوله : " وأخطبك لنفسى إلى الأبد أخطبك لنفسى بالعدل والحب والأحسان والمراحم , أخطبك لنفسى بالأمانة فتعرفين الرب " [27].
وكانت النساء العاهرات فى اليهودية يكشفن رؤوسهن حتى تتميزون عن النساء المؤمنات, وكانوا كثيراً ما يضعون منديلاً على رؤوسهن , وكان خاطاً بالبدو حتى يظهرن أكثر احتراماً [28].
والجدير بالذكر أن المرأة اليهودية فى القرن التاسع عشر كانت ترتدى غطاء الرأس تعبيراً عن احترامها وارتفاع مستواها الاجتماعى . وفى الوقت نفسه فلم يكن مصرحاً للعاهرات ارتداؤه , وكانت بعض نساء الطبقات الدنيا فى المجتمع اليهودى يرتدين الحجاب لتظهر فى مستوى أرقى وأعلى مما هى عليه , وكان الحجاب عندهم علامة النبلاء [29].
تحريم النظر وعدم محادثة النساء فى اليهودية :
ورد غض البصر فى سفر " حكمة يشوع بن سيراخ " [30]حيث ذكرت : " لا تفترس فى العذراء لئلا تعثرك محاسنها ".
ورد أيضاً : " أصرف طرفك عن المرأة الجميلة , ولا تتفرس فى حسن الغريبة , فأن حسن المرأة أغوى كثيرين , وبه يلتهب العشق كالنار " [31].
وجاء فى غض البصر عن المرأة وعدم مجالستها : " لا تتفرس فى جمال أحد ولا تجلس بين النساء فإنه من الثياب يتولد السوس ومن المرأة الخبث"[32] .
وجاء فى أمر محادثة النساء " كثيرون افتتنوا بجمال المرأة الغربية , فكان حظهم الرذل , لأن محادثتها تتلهب كالنار " [33]. والمرأة الأجنبية أو الغربية يعنون بها فى اليهودية , تلك التى ليست بزوجة الرجل أى الغربية عنه ويستخدمها الكتاب المقدس مرادفاً للمرأة العاهرة . وورد فى أصوات النساء : لا تألف المغنية لئلاً تصطاد بفنونها " [34].
ونصوص التوراة تتضمن تحريم النظر إلى النساء ومحادثتهم , إضافة إلى تحريم الزنا الذى ورد فيه الكثير من النصوص التى تقتضى بعقوبات على الزانى والزانية , والتى تقضى بالقتل والحرق والرجم بالحجارة .
[1]سفر التكوين (24/ 65) ونشيد الأنشاد (4/1,3) .
[2]سفر الخروج (34/33_35 ) .
[3] سفر أشعيا ( 24/ 64 ) .
[4]سفر تكوين , (24 / 64 ) .
[5]نشيد الأنشاد , (1/7) .
[6]سفر تكوين , ( 38 / 18_ 19 ) .
[7]سفر أشعيا (3 / 16 _26 ) .
[8]سفر التثنية , ( 24 1 , 2 ) .
[9]ويل ديورانت , قصة الحضارة , مرجع سابق , ج 14 , ص 35 .
[10] سفر أشعيا ( 3/ 21 ) .
[11]سفر أشعيا ( 3/ 24 ) .
[12]سفر أشعيا (61 / 10, 11 ).
[13]سفر أشعيا , ( 47/1-4 ) .
[14]Men achem m > brayer ,the jewish woman in rabbinic literature : psychosocial perspective Hoboken ,n. j : ktav publishing house ,1986 pp _, also see pp . , p . 316 .
[15]Susan w . Schneider jewish and female. New York : simoom , Schuster , 1984 , w ., p . 238 .
[16]سفر العدد ( 16 : 5 _ 18 ) .
[17]" تغطية الرأس للنساء هل هى فريضة إلزامية " . مركز أبحاث المعهد الدينى " عطيرت كوهنيم " ( إكيل الكهنة ) . بدون تاريخ . ( دراسة باللغة العبرية ) .
[18]ورد النص الذى يبين هذا فى التوراة فى سفر العدد ( 5/ 18- 20 ) .
[19]سفر العدد ( 5 :11 -31 ) والنصوص التى وردت فى هذا الشأن تعرف عند اليهود بأسم ( قانون الغيرة ) وفى الوقت نفسه تكتشف عن نفوذ الكهنة اليهود الذين تغلغلوا فى القضايا الدينية وتمكنوا من الهيمنة للدرجة التى تعطيهم الحق فى الاخلاء بالمرأة المشكوك فيها وكشف رأسها ( انظر رشاد الشامى , الوصايا العشر اليهودية , دراسة مقارنة فى المسيحية والإسلام , دار الزهراء للنشر , 1993 , ص249 , 250 ) .
[20]سوطا أحد اجزاء المشنا فى القسيم الثالث المسمى " ناشيم " , ويتألف من سبعة مباحث ويتناول الشرائع الخاصة بالأسرة . وهذا المبحث يشتمل على العقوبات التى توقع على الزوجة الثانية و " سوطا " بمعنى " الجانحة " وقد استقى المشرعون مواد هذا المبحث مما ورد فى سفر العدد (11 _31)انظر ( محمد بحر , اليهودية , مركز الدراسات الشرقية , جامعة القاهرة , عدد 20 , 2001 م , ص 127 ) .
[21]إيلان كوهين , أحكام غطاء الرأس عند المرأة اليهودية , " يشيفا " , ( بركت موشيه ) مستعمرةمعليه أدوميم , ( باللغة العبرية ) , ص14 . (الأسئلة والأجوبة أو " الفتاوى ") جزء (3) .
[22]سفر الخروج , ( 20/ 13 ) .
[23]سفر التكوين , اصحاح 38 , /18 ,19 .
[24]ورد هذا النص فى براخوات " أحد فصول المشنا ( من باب موعديم : الاعياد والمواسم ) 4 .
[25]نسيم يشعياهو , مناقشات حول غطاء الرأس عند المرأة اليهودية , مركز أبحاث المعهد الدينى , عطيرت كوهنيم .
[26]نسيم يشعياهو , المرجع السابق , إسحاق ليزر هو أول من نادى فى أمريكا بمبادئ الحركة اليهودية المحافظة والتى تدعو الى عدم معارضه التجديد وفى الوقت نفسه لا توافق على مطالب أصحاب البدع الذين يعملون على تغيير الديانه اليهودية كل يوم بما يتناسب مع المرحلة التاريخية التى تمر بها . ويعتقد ليزر أن التقدم العصرى وتبنى التجديد فى العقيدة مقبول إذا ثبتت شرعته . ويرى أن التغيير والتعديل يضر بالديانة اليهودية وطبيعتها , ومع هذا سمح أصحاب الحركة المحافظة ببعض التغيرات فى الشرعية مثل السماح باشتراك الرجل والمرأة فى الصلاة , وبعض التغيرات فى نظام الزواج , وتلك التغيرات عارضها الأثوذكس من اليهود ( انظر محمد خليفة حسن , تاريخ الديانة اليهودية , دار قباء للطباعة , القاهرة , 1998 م , ص 247 , 249 )
[27]سفر هوشع 2/19 , 20 , والخطبة فى الكتاب المقدس كالزواج .
[28]سفر العدد ( 5 / 18 ) .
[29]Susan w . Schneider jewishand femal ,new york : simon, schuster , 1984, pp . 238-239 .
[30] ( انظر دائرة المعارف الكتابية , حكمة يشوع بن سيراخ ) .
[31] يشوع بن سيراخ , (9/ 5) .
[32]المرجع نفسه , ( 42 / 12 -13 ) .
[33]المرجع نفسه , ( 9/ 11 ) .
[34]المرجع نفسه , ( 9/ 10 ) .