زكي رستم أورسون ويلز الشرق إبن الباشوات

-اختارته مجلة (باريس ماتش) الفرنسية كواحد من أفضل عشرة ممثلين في العالم
-وصفته مجلة (لايف) الأمريكية بأنه من أعظم ممثلي الشرق، وأنه لا يختلف عن الممثل البريطاني الكبير (تشارلز لوتون).
هو زكي محرم محمود رستم، المولود بحي الحلمية بالقاهرة لأسرة ثرية يوم ٢٥ مارس عام 1903، ورغم ثراء أسرته الا أن موهبته المدفنوة بداخلة بدأت تتحرك أمامه، فعشق التمثيل منذ الصغر، وكان يخرج مع مربيته لمشاهدة الموالد وعروض الأراجوز، إلى أن أخذته أسرته ليشاهدوا عرضاً مسرحياً لفرقة جورج أبيض التي كان يؤدي فيها شخصية ”أوديب ملكاً”، ثم عاد رستم الي بيته وحاول أن يقلده في تمثيله و أدائه.
كان القصر الذي عاش فيه رستم كبيراً جداً علي مساحة 5 أفدنة، و مقسم إلى 50 غرفة، و في بدروم هذا القصر، أقام رستم خِلسةً أول مسرح في حياته، و انتهز فرصة سفر أبيه إلى المنصورة ليباشر أراضيه الزراعية ليقوم بجمع ”الطرابيزات و الستائر و المفارش” ليصنع بها مسرحاً صغيراً، و كان يقوم بجمع أشقاءه و عدد من الخدم لتجسيد باقي الشخصيات في عرضه المسرحي الصغير داخل القصر، و لا تعلم والدته و لا أبيه عن هذا الأمر شيئاً، الا عندما أفشت المربية الخاصة به السر الي والدته التي صفعته بشدة و قامت بحجز جميع مستخدمات مسرحه الصغير، و سرعان ما علم والده أيضا بهذا السر فهدد بحبسه في العزبة حتى يستقيم.
و بعد وفاة والده محرم محمود باشا أضطرت الأسرة الي أن تبيع القصر و تسكن في منطقة الزمالك و في هذه الفترة أضطر رستم لترك عشقه للتمثيل، و يخرج طاقته في الرياضة، فكان أحد أبطال المصارعة ورفع الأثقال وحصل علي المركز الثاني علي مستوي مصر عام 1923، وحصل بعدها بعام 1924 علي شهادة البكالوريا و رفض استكمال تعليمه الجامعي.
أثار رستم دهشة والدته أمينة هانم عبدالغفار، وأعلن رفضه دخول كلية الحقوق وأنه اختار فن التمثيل معلناً انضمامه الي فرقة ”جورج أبيض” فقالت وقتها والدته ”إن من يعمل بالفن فهو أراجوز وأنا لا أسمح للأراجوزات دخول منزلي” وقامت بطرده من قصر الزمالك، حتي لا يكون مثل سيئ لإخوته، ومنعته من الاتصال بإخوته خاصة أخيه الأصغر عبدالحميد، حتى لا يتأثر به وأرسلته إلى انجلترا ليكمل تعليمه، ويكون تحت رعاية أخيه الأكبر وجيه باشا رستم الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب سفير مصر بفرنسا، الي ان أصيبت والدته بعد ذلك بالشلل حتى وفاتها.
و يعد زكي من أشهر الفنانين الذين لم يتزوجوا في السينما المصرية وكان دائماً يقول أن زواجه هو للفن فقط، وكانت حياته الطبيعية لا تقبل السهرات الليلية ولا الذهاب الي أماكن غير الاستودوهات وأماكن التصوير والتسجيل، وكان له صديقين هم سليمان نجيب و عبدا لوارث عسر، وعاش طوال حياته أعزب لا يفكر في الزواج و لا يشغله سوى الفن.
كبر زكي رستم في السن و قام كل من حوله بالضغط عليه حتي يتزوج امرأة في سنه الا انه رفض قائلاً: ”لا أنا مش هظلم حد معايا”، و عرف وقتها بالانطوائية و العزلة و كان يردد قائلاً: ”أنا لا أُطاق وعارف إني صعب العشرة”، وأتجهت طريقته في الحديث نحو العصبية و لا يريد أن يراه أحد و لا يقوم بزيارة أحد.
و عاش زكي وحيداً، بعد أن فقد السمع تدريجياً، مما أصابه بالاحباط والعزلة والانطوائية، فقد رحل زكي رستم في يوم الخامس عشر من شهر فبراير لعام 1972.
زكي رستم و البكباشى جمال عبد الناصر:
تحكى السيدة ليلى رستم ابنة أخ الفنان الكبير زكى رستم فى حوار مع الإعلامى مفيد فوزى عن عمها قائلة: “الفنان زكى رستم كان إنسانا غير عادى و هو فنان حقيقى بمعنى الكلمة، و لكن جمال عبد الناصر أخذ نصف ثروته بعد وفاته و بعد أن تخلى زكى رستم عن النصف الآخر من أجل الفن.