في ألبومه الجديد.. عساف يُبحر في عالم الأغنية المصرية دون قيود
بالرغم من امتلاكه لطبقة صوتية قوية، طالما ناسبها إيقاعات بعينها، فإن النجم الفلسطيني الشاب "محمد عساف"، تمكن من إضافة حُسن خاص إلى نبراته العذبة ليتحرر و دون قيود يُقدّم اللهجة المصرية مُبحرًا في عالمها باتقان تفاصيل صغيرة لا يفقهها سوى المصري الأصيل.
حيث أضاف عساف إلى قدراته الصوتية الرائعة، نوعًا مختلفًا من التفاهم الموسيقي و الكيمياء المميزة التي ظهرت في غنائه، علمًا بأن الأغنيات باللهجة المصرية غالبًا ما تعتمد على الإحساس في المقام الأول.
و كانت تجربة محبوب العرب مع الأغنية المصرية بدأت منذ ظهوره في برنامج اكتشاف المواهب ArabIdol في موسمه الثاني، مُغرّدًا بأجمل أغنيات العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، و الغائب الحاضر كارم محمود، مُتخطيًا كافة الحواجز والحدود الجغرافية بصوته باتقان.
و ربما تبدو اللهجة المصرية من أسهل اللهجات العربية، إلا أنها ترتدي ثوب الفخ دائمًا، قلما يُمسك النجوم بمفاتيحها الصحيحة، لينضم عساف إلى تلك الفئة التي تميّزت، و في ألبومه الثاني الذي يحمل عنوان "ما وحشناك" أطلق 3 أغنيات باللهجة المصرية، تفوّق بهم بكل جدارة.
انطلق عساف بمفاجأة قوية حيث دمج لون غنائي مغاير مع اللهجة المصرية بأغنيته "أنا مش هفرض نفسي"، من كلمات تامر حسين، و ألحان مدين، و توزيع هادي شرارة، قام بالتحليق بكل الطبقات الصوتية مُذهلًا المتلقي بأعجوبة غنائية حديثة، ليُخضع الكلمة الصعبة إلى صالحه، بأدق مخارج الألفاظ الصائبة التي تجعل المستمع في حيرة حلوة المذاق من كثرة الاندماج معها.
و بهدوء الفنان طرق أبواب الرومانسية، و بفطنة النجم تألق في استيعاب التعاون المعروف بين أمير طعيمة، و خالد عز، لتكون أغنية "ذكرياتنا الحلوة"، ليجذب الجماهير إلى عالم آخر، به نسيم عليل من الفن الراقي، و مزيج عصري و أصيل في الوقت ذاته، و من جديد رافعًا شعار الاتقان بجدارة.
"تملي قريب و وقت الشدة مش بتغيب و كلمة مصري دي مليانة بمعاني" كلمات كُتبت بصدق، و لم يخذلها الإحساس، فـعساف الذي ذهب بين شوارع القاهرة تغنى بقصة عشق في الشخصية المصرية، ليسرد تفاصيلها في "حكايتي معاه" بأداء مثالي على أقل تقدير، ببادرة استثنائية من صوت فلسطين من كلمات الشاعر أمير طعيمة، و من ألحان إيهاب عبدالواحد، و توزيع أحمد إبراهيم.
بثلاث أعمال غنائية تمكن عساف من تحقيق الاختلاف عمّا قدمه في ألبومه الأول باللهجة المصرية، و الذي ضم: "أيوه هغني"، "متمسك بيكي"، و "متفرقين".
لكن في الألبوم الجديد عساف رفع من سقف المنافسة عاليًا للغاية، بذلك الاتقان الذي اتخذه سلاحًا ناعمًا، بأداء ذكي، محتكرًا الإبداع في كل لهجة عربية، ليُظهر من عالم صوته الجمالي ما يسحر الألباب، و يؤكد أن موهبته هي الرقم الأصعب على الإطلاق.
للاستماع إلى ألبوم "ما وحشناك" اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا
