مصراوي 24
تردد قناة بيتي Beity TV على النايل سات.. قناة جديدة متخصصة في المسلسلات المصرية استمتع بالأكشن وأنت في مكانك.. تردد قناة عرب موفيز الجديدة 2025 على النايل سات بجودة عالية تحديث ترددات القنوات الجزائرية على النايل سات لشهر نوفمبر 2025 وظهور قناة الشباب الجديدة استقبل باقة قنوات ترفيهية.. تردد واحد لاستقبال حزمة قنوات على نايل سات 2025 نجم ليفربول: محمد صلاح أسطورة لن تتكرر ونتعلم منه جميعًا فينيسيوس يفسد ليلة مبابي التاريخية رغم فوز ريال مدريد الكبير على فالنسيا.. ماذا فعل؟ تردد قناة قناة تيلي تشاد الناقلة لدوري أبطال إفريقيا مجانًا على النايل سات 2025 تردد قناة الشباب الجزائرية على النايل سات بتردد جديد ضمن حزمة القنوات العامة 2025 أوكرانيا على حافة الانهيار الاقتصادي وسط ضغوط الحرب.. هل تتحرك أوروبا لإنقاذها؟ صراع الأدوار: ”أميركا تضع إسرائيل أمام خيارين” بشأن مشاركة تركيا في مستقبل غزة أمطار خفيفة على مدينة 6 أكتوبر والأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس اليوم لينك يلا شوت.. بث مباشر مشاهدة مباراة إنتر ميلان وهيلاس فيرونا الأسطورة لايف بدون تقطيع بجودة قوية مباشر
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأحد 2 نوفمبر 2025 02:20 مـ 12 جمادى أول 1447 هـ

رضا نايل يكتب : تجاهل

عالمٌ رديء لا يوجد به مكان يخلو من القسوة والألم.. هكذا قال مواسيًا نفسه، وهو مُضطرب مُشوّش، فكل شيء داخله يغلي ويفور، فلا يستطيع جمع شتات نفسه التي بعثرتها نظراتها المليئة بالاحتقار والازدراء، وابتسامة باردة جامدة كمكعب من الثلج ترتسم على شفتيها النديتن كزهرة قرمزية في الصباح، اللتين تزمهما للأمام مُطيحة برأسها من أسفل لأعلى، فأخذ يضرب الوسادة بيديه، وأنفاسه تتقطع، ولون وجهه يشحب أكثر فأكثر، وهو يرغي ويزبد بكلمات مُبهمة حتى أذنه لا تستطيع تفسيرها، قابضًا يديه بقوة مُتوعدًا إياها بلذة الغاضب الذي تستحوذ عليه الرغبة في رد الإهانة، فيسترسل في التفكير فيها، ويلتقي بها في الخيال حيث لا أحد سواه، محاولًا أن يستبدلها بامرأة أخرى لها نفس القامة الطويلة، والقوام المائل للامتلاء الذي يبرز انحناءات جسدها فتخطف الأبصار، والوجه المربع ذو البشرة الأرجوانية، والعينان المستديرتان البرّاقتان كعملة معدنية جديدة، ولكن هذا البريق يتبدد كلما طال تفكيره فيها كما يتبدد السراب.

فذاكرته البالية كخرقة قديمة تتساقط منها الأشياء تعجز عن استبدال وجهها العابس في عينيه، وتلك النظرات الساخرة المُتعالية التي تجعله يعود بالخذلان في كل مرة يحاول فيها الولوج داخلها، فيتوقف عند الحدود رغم أن قلبه يحمل كلمة المرور التي تقرأها في صفحة وجهه، فعندما تلتقط أذنه إيقاع خطواتها من بين الضجيج الذي يحدثه زائرو المرضى في الممر الطويل الذي تتراص على جانبيه حجرات المستشفى، يتجمّد من الخوف وتنزلق حبات العرق الباردة على جسده الملتهب، فلقاؤها كابوس، عذاب يصطلي بناره التي أوقدها الشوق، فحتى الشفقة والعطف لا تجود بهما عيناها على هذا المريض، ولما تدخل الحجرة الأخيرة في الممر تتزاحم الدماء في وجهه الذي كساه السقم باللون الأزرق فيتقد كالجمر وكأنه نار تصحو من تحت الرماد، وعيناه الغائرتان بمحجريهما تراوغان وهو يستجمع شجاعته لينظر إليها بارتباك واضطراب شديدين حتى يكاد صوت دقات قلبه العليل يطغى على صوتها وهي تسأل أباها عن أحواله متجاهلة إياه، رغم أن الحجرة لا تحتوي إلا على سريرين متقابلين بجوار كل منهما خزانة صغيرة ذات ثلاثة أدراج، فيضع رأسه على الوسادة التي كانت تستعد لتتلقى ضرباته بعد ما تخرج، ولكن الآلام تتكاثر عليه وتبتلعه كالرمال المتحركة، وهو لا يدري أهي آلام المرض المتراكمة، أم آلام الشوق الذي زاد قلبه وهنًا على وهن، واستهلك ما بقى من روحه التى ما كان يهتم منذ نفخت فيه بوجودها في جسده، فهذا الوجود هو الجحيم.