مصراوي 24
كيفية مشاهدة مباراة الأهلي وإلتشي اليوم ضمن معسكر إسبانيا موعد مباراة الأهلي وإلتشي الإسباني اليوم ضمن معسكر الراقي القنوات الناقلة لمباراة فلامنجو ضد مينيرو اليوم مع الموعد والتشكيل في بطولة كأس البرازيل القنوات الناقلة لمباراة الأهلي ضد إلتشي الودية اليوم مع الموعد جمال عبدالحميد لـ”الصباح العربي”: الأهلي خسر مكانه لبيراميدز.. ومصطفى محمد لو مبقاش خليفتي مش هيخسر حاجة طارق رضوان لـ الصباح العربي: الزمالك يسير في الطريق الصحيح.. وجون إدوارد مكسب ولا يبحث عن ”الشو”.. وهذه رسالتي للإدارة والجماهير عاجل| القبض على أم مكة البلوجر .. ما علاقة مروة بنت حسني مبارك؟ نتيجة مباراة الزمالك وغزل المحلة: فوز الفارس الأبيض على زعيم الفلاحين بهدفين مقابل هدف وحيد أول تصريح من محمد عدلان بعد الانضمام ليد الزمالك: حققت حلمي وسأقاتل من أجل البطولات لمكافحة المعلومات المضللة.... منصة التيك توك تتيح ميزة Footnotes تارا عماد لـ الصباح العربي| مسلسل”كتالوج” علمني أواجه وجعي و”درويش” مغامرة خارج التوقعات نقابة السينمائيين تُعلن وفاة المنتج صلاح شميس في بيان رسمي وتحدد مكان العزاء
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 2 أغسطس 2025 10:45 صـ 8 صفر 1447 هـ

د. أحمد الخميسي يكتب: اســـرق قــــصــيــدة .. تــصـبــح أديـــبـــــا !

البعض يسرق تحت وطأة الحاجة الاقتصادية والعوز، لكن البعض الآخر يصبح لصا تحت وطأة الحاجة إلى الوجاهة الأدبية، فيسطو على قصائد شاعر آخر شهير ويدرجها في ديوان له مطبوع، هذا ما فعله مصطفى أبو زيد الذي تقدم للحصول على عضوية اتحاد الكتاب، وقد لطش قصيدة " اختاري" من نزار القباني، وكما يجمع اللصوص الأواني المسروقة في جوال، لملم صاحبنا سرقاته في كتاب، وضعه على ظهره، وتلفت يمينا ويسارا وحينما وجد الشارع ساكنا، تسلق ماسورة اتحاد الكتاب، لينال العضوية ويمسي أديبا بختم وزارة. وقد برر أبو زيد عملية السطو بقوله إن ضم القصيدة إلى ديوانه المسمى " حروف من حب" تم بشكل غير مقصود! وبمنطق أبو زيد هذا، واستنادا إلى دفاعه الجليل فإن بوسعي أن أضم رواية نجيب محفوظ " ميرامارا" إلى إحدى قصصي القصيرة التي لا تزيد عن صفحتين!

ولكن أبو زيد ليس فردا، ولا حالة استثنائية، إنه في واقع الأمر ظاهرة، إذ أننا من وقت لآخر نسمع عن الشاعرة فلانة التي لطشت ديوانا كاملا، وعن الروائي فلان الذي سرق عنوان رواية أمريكية، وعن آخر نقل حبكة رواية كما هي، بل وينقل البعض عن الأفلام السينمائية الأجنبية بضمير مستريح على أساس أن أفلام هوليود غنائم للأدباء المسلمين. وقد قرأت أكثر من رواية لعدد من المؤلفين، الفكرة فيها كلها، والبناء الفني، والشخصيات والأحداث، منقوله نقل مسطرة من روايات أخرى أجنبية قرأتها وأعرفها. كما شاعت أيضا ظاهرة " الكاتب الشبح " الذي يعكف من وراء الستار على كتابة الرواية للأفندي الآخر مقابل مبلغ مالي، ثم تخرج الرواية باسم كاتب اذا امتحنته في اللغة العربية لا يستطيع أن يكتب كلمتين سليمتين. وأعرف كاتبا من أولئك كان معارفه يطلقون عليه : " الكاتب الأبيض المتوسط " أصدر عددا من الكتب لا علاقة له بأي منها، لكن بسمته الثابتة السمجة على ملامحه كانت تعوض بالكامل انعدام أي موهبة أوشعور. الكاتب الشبح موضوع مطروح من زمن بعيد في الصحافة أيضا وليس في الأدب فقط، وقد كانوا يقولون عن رئيس تحرير صحيفة مصرية شهيرة:" إن كتاب مقالاته أكثر من عدد قرائه". إلا أن مصطفى أبو زيد الشهير بنزار القباني، قد بلغ حدا غير مسبوق حين سطا على قصيدة شاعر مرموق جدا هو نزار، والقصيدة من ديوان نزار المعروف وهو " قصائد متوحشة" الصادر في 1970 ، الأدهى من كل ذلك أن هذه القصيدة بالذات التي اختارها مصطفى أبوزيد قام بغنائها المطرب كاظم الساهر! والحق أن هذه الجرأة لا تعني إلا شيئا واحدا : أنه لم تعد ثمت قيم رادعة لحركة ثقافية يقظة ولم يعد ثمت حراس على بوابات الثقافة والأدب والفكر. حوادث السرقات الأدبية كثيرة، وليست قصيدة مصطفى الشهير بنزار هي الأولى، لكنها الأكثر جرأة، وهي التي تقرع الأجراس، لتنبه إلى أوضاعنا الثقافية التي تحتاج لاعادة نظر، سواء من حيث يقظة الحركة النقدية أو من حيث دور اتحاد الكتاب أو وزارة الثقافة التي تتفجر فضائح الفساد المالي فيها من فترة لأخرى، وكان آخرها في نهاية ديسمبر 2020 حين ألقي القبض على رئيس قطاع مكتب الوزيرة وكانت هي التي انتدبته للعمل معها بقرار منها في مايو 2018. البعض كما قلت يسرق تحت وطأة الحاجة المادية، لكن البعض يسرق الروايات والقصائد من أجل الوجاهة، بأمل أن يشار إليه على أنه" الاستاذ فلان الشاعر"، ولكي يسعد بسماع زوجته وهي تهمس لخالتها:" كان سهران طول الليل يكتب قصيدة " ثم وهي تتنهد بحرقة وتضيف:" آه والله.. وأمه الله يرحمها كانت دايما تقول إنه من صغره كان حساس"! هل هي الحاجة إلى الوجاهة الاجتماعية التي تقود الكثيرين إلى الأدب؟ فإذا اكتشفوا أنهم بلا موهبة بادروا إلى السطو على مواهب الآخرين؟. أظن أن اسم " أبوزيد" هو علامة على ظاهرة ذات جذور متشابكة متضافرة في الواقع الاجتماعي وفي النفس البشرية.

***

د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري.