مصراوي 24
سعر الذهب اليوم لحظة بلحظة.. أسعار الذهب اليوم في مصر عيار 21 بالمصنعية الأربعاء 17 سبتمبر 2025 بورصة الدواجن اليوم.. سعر كيلو الفراخ البيضاء اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 توقعات حظك برج العقرب اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025: على مشارف الاستقرار المالي حظك اليوم: توقعات ومؤشرات حظ برج القوس الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. تلتقي بشخص صادق تنبؤات حظ برج العذراء اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. فرصة لإنجاز الأعمال المؤجلة مؤشرات حظك برج الميزان اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. تغيير في دائرة العلاقات توقعات الأبراج الفلكية: حظك اليوم برج السرطان الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. إصلاحات جديدة لديك فرصة عمل جديدة.. حظ برج الأسد اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 توقعات حظك برج الجوزاء اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. حالة من الاستقرار العاطفي حظك برج الثور اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025: طالب بحقوقك كاملة تنبؤات حظك برج الحمل اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. لا تخشى من التغيير مؤشرات حظك برج الحوت اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. احذر المبالغة في الجهد
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأربعاء 17 سبتمبر 2025 09:49 صـ 25 ربيع أول 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: الآن دونو .. نـظـام الـتـفـاهـة

في كتابه" نظام التفاهة " يصب المفكر المعروف الآن دونو الأستاذ بإحدى الجامعات الفرنسية غضبه غير المحدود على عالمنا المعاصر، ويسم النظام العام السائد بأنه " نظام التفاهة "، ويعرف ذلك بقوله إنه : " النظام الاجتماعي الذي تسيطر فيه طبقة الأشخاص التافهين على جميع مناحي الحياة، وبموجبه تتم مكافأة الرداءة والتفاهة عوضاً عن العمل الجاد والملتزم". ويصب المفكر المعروف جام غضبه على ذلك النظام، على قواه اليسارية واليمينية وعلى الوسائل التي يحكم بها قضبته على العالم بدءا من التلفزيون والجامعات والفنون وأشكال الديمقراطية النيابية وحتى على البشر حين يقسمهم إلى خمسة أنماط تعبر عن التفاهة التي يرى أنها قد بسطت سلطانها على كافة أرجاء العالم بحيث صار للتافهين القول الفصل في كل الشئون العامة والخاصة وليس فقط في بلدان الأطراف النامية بل في عقر دار أميركا الشمالية وأوروبا. إذن هو يحدثنا عن ظاهرة عالمية تقود البشر حسب تعبيره إلى : " الاغفاء بدلا من التفكير، والنظر إلى ما هو مقيت كأنه ضرورة، فتحيل البشر إلى أغبياء".ووفقا للكاتب فقد انبثق هذا النظام وساد بعد أن أحالت الرأسمالية العالمية المتوحشة الناس إلى مجرد آلات مسخرة لتحقيق فائض الإنتاج اللازم لاستمرار أرباح المنظومة الاقتصادية الرأسمالية، مما أدى حسب تصوره إلى تخريب منظم لكوكب الأرض إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا وبيئيا وعلميا وفنيا، تخريب على أسنة رماح الترسانة العسكرية والحربية وبمشاركة القوى الناعمة من أكاديميات وعلوم وفنون وإعلام. يصب الآن دونو غضبه على الإذاعة والتلفزيون على أنهما جهازان لتعميم أيديولوجيا التفاهة ونشرها، ويصب غضبه بشكل خاص على الأكاديميات ومراكز البحث العلمي والجامعات التي صارت بؤرة للتفاهة منذ أن أصبح شعارها على حد قوله:" تفصيل العقول وفق احتياجات سوق العمل"، ومن ثم فإن الأكاديميين في نظره : " ليسوا مثقفين ولكن مجرد خبراء" يقومون بالتخديم العلمي على احتياجات السوق، محكومين في ذلك بمراعاة الضرورات التي تفرضها حرفتهم. ويرى الآن دونو أن نظام التفاهة يتجلى أوضح ما يكون في الفنون التي انغمست في كل الممارسات والأساليب الغريبة عن الفن والترويج لقضايا لا علاقة لها بهموم المجتمع، ويقول في ذلك السياق إنه : " ليس من الضروري لكي تكون فنانا في نظام التفاهة أن تتمتع بموهبة أو مهارات محددة ، أو أن تكون عندك رسالة أو كلمة نافعة، قل أسخف السخافات، ولا تهتم، فهذه هي البوابة النموذجية لدخول عالم الفن بكفالة وضمان نظام التفاهة"، وحسب قوله فإن المهم هنا : " عدم افساح المجال لبروز الفكر النقدي .. بحيث يبدو الفن اكسسوار لا هدف له سوى تنشيط الحياة العادية، زركشتها، وجعلها أكثر حسية ". ويولي الآن دونو اهتماما خاصا للميادين الأكاديمية في بلورة واستمرار نظام التفاهة حين يعتقد أن المركز الرئيسي في عملية سيطرة التافهين على مفاصل الحياة المعاصرة يبدأ وينتهي بالميادين الأكاديمية من جامعات ومراكز علمية وما شابه. وتبدو صيحة الآن دونو أشبه بصرخة احتجاج قوية ليس فقط في مواجهة التفاهة بل وأيضا في مواجهة عجز النخبة عن تغيير الوضع الحالي السائد الذي يحول التفاهات إلى قيم ثقافية واجتماعية ويلقي بها إلى عموم البشر لتتمسك بها. ومع تعاطفي مع صرخة آلان دونو إلا أنني لا أستطيع تأييده في تعميم صورة نظام التفاهة، بحيث يبدو الأفق خاليا من كل بادرة إدراك أو مقاومة، ولنأخذ على سبيل المثال تركيزه على المجالات الأكاديمية بصفتها مركزا لبلورة سيطرة التافهين، وهنا يجب التذكير بأن تلك المراكز طالما أخرجت لنا علماء وأدباء ومفكرين عظام، ثم أليس الآن دونو نفسه أستاذا ودكتور في الجامعة الفرنسية ، أي في أحد تلك المراكز؟ وأليس صدور كتابه هذا دليلا ينقض نظرته العدمية إلى الأكاديميين؟ علاوة على ذلك فإن من قامت بترجمته هي أيضا أكاديمية، دكتورة مشاعل الهاجري؟!