مصراوي 24
تردد قناة shahid أفلام على النايل سات لمتابعة أقوى الأفلام العربية مجانًا 24 ساعة عاااااجل.. تعليم المنطقة الشرقية تعلن تحويل الدراسة غدًا عن بعد عبر منصة مدرستي بسبب سوء الأحوال الجوية بعد انتشار فيديو صادم لها..من هي البلوجر زينة أحمد ويكيبيديا وسبب تغيرها المفاجئ قصة فيديو زينة أحمد التيك توكر من اللايف: الجدل الواسع حول الظهور الجريء الذي هز المنصات ”منافسة نارية” تعرف على مجموعات أمم أفريقيا 2026 وموعد انطلاق البطولة تحويل الدراسة غدًا.. قرار رسمي من وكالة تعليق الدراسة بالتعطيل الحضوري في عدد من المناطق بالمملكة بسبب سوء الأحوال الجوية شاهد قبل الحذف فيديو البلوجر زينة أحمد على تيك توك الذي تصدر السوشيال ميديا وأثار جدل واسع شاهد البطولة مجانا.. تردد قناة سبورت كلوب Sport Klub 1 HD الصربية 2026 الناقلة لبطولة أمم أفريقيا منح صوته لأشرف حكيمي.. اختيارات محمد صلاح في تصويت جائزة The Best 2025 تعرف على اختيارات سالم الدوسري في تصويت جائزة The Best 2025 لن تصدق.. ما هي اختيارات جلال حسن في تصويت جائزة The Best 2025؟ الفراعنة تتألق.. نتيجة مباراة مصر ضد نيجيريا والملخص والأهداف اليوم
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأربعاء 17 ديسمبر 2025 12:20 صـ 26 جمادى آخر 1447 هـ

نافذة - قصة قصيرة .. أحمد الخميسي

أقلق في الفجر، ذلك أن النوم يضطرب في مثل سني. أفتح عيني. أسمع صوت طرف قدمي وهي تزيح الغطاء وترفعه، صوتا خافتا كأنه تنهد. أنهض. أتخبط في طريقي إلى الحمام وأسمع وقع خطواتي في فراغ البيت وسكونه. أنصت إلى خرير المياه من صنبور الماء بينما أغسل وجهي. أمضي إلى المطبخ. أقف أمام البوتجاز مصغيا إلى هسيس الماء في الإبريق على النار. أسير إلى صالة البيت حاملا قدح الشاي في يدي. أجلس وحدي إلى المنضدة. لا يكسر الصمت سوى رنين الملعقة بين جنبات القدح الزجاجي. أتطلع إلى الفراغ أتسمع صوت الذكريات. لم تعد لدي أحلام، وحدها الذكريات.

في الساعة الثامنة تقريبا تطفو من الشارع سحابة أصوات. زقزقة أطفال صغار لا أراهم، لكني أعلم أنهم يتجمعون الآن في حلقات أمام بوابة المدرسة قرب بيتي. تسبح الزقزقة المتكسرة عبر نافذة الصالة نحوي. تحوم حول رأسي بخفة، تقطر إلى قرارة شعوري. صغار في أوائل العمر، يزعقون، يقذفون بعضهم البعض بحقائبهم الصغيرة، يهرولون، يشد الأولاد البنات من شعورهن، فتطاردهن البنات بالحجارة صارخات، ضاحكات. فرحة بيضاء، سرور عارم في صميم اللحم والعظام بأنهم أحياء، وهم الآن يختبرون وجودهم الحي، يلمسونه بالوثب والصياح. أتخيلهم داخل الفصول، يتظاهرون بالانصات والاهتمام بما يقال، أتخيلهم في ما بعد أطباء ومهندسين ومحامين، فيغمرني تفاؤل برقة الورد يحتضن ما ذبل من الذكريات والسنوات، وأشواق مبعثرة مرتجفة الأطراف تقاوم لكي تبقى حية. يخطر لي أن الحياة لا تشتعل ولا تفرح إلا بحضور المرأة، عندما تكون محبا ومحبوبا، لكنك لا تدري متي يكون ذلك، مثلما لا تدري متى يهطل المطر، اليوم أم غدا؟ في الفجر وأنت نائم أم بالنهار، فلا يبقى لك إلا شمس وحدة حارقة، وقمر بارد من وحشة رصينة. أعتصر حياتي في قبضتي مثل نواة صغيرة، فلا ينز مغزاها، ولا تسيل بالمعنى، تبقى نواة صلبة تحتاج إلى تفسير.

في العصر أقعد أمام التلفزيون، أتلفت من وقت لآخر إلى هاتفي، لا أحد يتصل. لا أحد يدق جرس الباب. وشيئا فشيئا تعتم الصالة من الغروب الهادي. أعد لقمة لنفسي وآكل كأنني أؤدي واجبا نحو الحياة. وما إن أفرغ من الطعام حتى يتناهى إلى عويل الكلاب التي تتجمع أسفل البيت، تقف، رؤوسها مرفوعة، ذيولها عالية، نظراتها إلى الأمام، تستمد الشعور بقوتها من وحدتها، ثم تعوي معا بتوسل يائس وغضب مر حانق، بعد أن جاعت المدينة فخلت أكياس القمامة من بقايا الطعام واللحوم، فلم أعد أسمع سوى نشيد الجوع يخترق أذني هابطا قرارة شعوري مستقرا بلون قاتم. أنهض من مقعدي، قلقا، حائرا، لا أجد لنفسي مكانا. أروح وأجيء في الصالة. لا أدري ماذا أفعل في ذلك النشيد الوحشي المهتاج. أرقد في نهاية يومي، محاصرا بين اليأس والأمل، وما بين زقزقة الصباح وعواء المساء ألملم عزلتي في وحدتي. أحاول أن أنعس، أن أسمع ولو في الحلم صوتا آخر، فأكلمه طويلا، أبوح له بكل ما في نفسي إلى أن تعرف روحي السكينة فأنام بعمق لا يقض مضجعي يأس من عتمة أو أمل في الفجر.