مصراوي 24
قلبه توقف ثلاث مرات.. الفنان طارق الأمير يدخل في وعكة صحية بشكل مفاجئ ما الحكاية.. انتقاد محمد صبحي فيلم الست وتوجيه اللوم على منى زكي نهائي ”الدوحة”.. باريس يطارد ”السداسية التاريخية” أمام فلامنجو توقعات سعر الذهب 2026: هل يصل المعدن الأصفر إلى مستويات تاريخية جديدة تصل إلى 5000 دولار؟ بـ30 مليون يورو.. ليفربول يتعاقد مع نجم الدوري الهولندي بقرار من سلوت رسميًا بهذا التوقيت.. منصة نتفليكس تعلن موعد نهاية مسلسل Stranger Things 5 من هو نواف الأحمد الجابر الصباح ويكيبيديا؟ السيرة الذاتية الكاملة لأمير الكويت الراحل ”يتعمد الخسارة لذلك السبب”! إعلامي سعودي يفتح النار علي رينارد بتصريحات تزلزل الشارع السعودي.. ما القصة؟ ”إحباط وفوضى”.. أموريم يتحسر على تعادل يونايتد المثير (4-4) مدرب الهلال السابق يُعلن سبب رحيله عن الفريق:” من أجل صحتي النفسية”! دونالد ترامب يكشف تفاصيل مقتل المخرج الأمريكي روب راينز وزوجته ميشيل سينغر راينر ”سفرك غريب”.. عاصفة غضب تضرب رينارد بعد هزيمة السعودية من الأردن
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 12:45 مـ 26 جمادى آخر 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: صيد الأفراح الصغيرة

يقول الكاتب الانجليزي العظيم تشارلز ديكنز: " تتألف الحياة من لحظات فراق كثيرة، واحدة تلو الأخرى". ولا يخالف تلك الفكرة سوى فكرة أن الحياة تتألف من لحظات فرح كثيرة، واحدة تلو الأخرى. نحن نبتهج في الأعياد، وعند الزواج، ومع ميلاد طفل، ونسعد مع ذكرى عيد الجلاء، وحرب أكتوبر، رابع مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وعندما ينهي أولادنا دراستهم الجامعية، وبالترقية التي ينالها الوالد في العمل. نحن نفرح بالأحداث الكبيرة فحسب، بينما يقوم فن الحياة على صيد الأفراح الصغيرة، العابرة، التي تمر بنا كل يوم، ولا نلاحظها، ولا نتوقف عندها. أنا شخصيا أفرح كل صباح حين أستيقظ، مجرد أن تستيقظ فرحة، ثم تخطو من حجرة النوم إلى المطبخ، فرحة أخرى. أقوم بإعداد الشاي، وأمسك القدح بيدي متجها إلى الصالة، أجلس إلى المنضدة وقبل أن أشرع في التدخين وشرب الشاي أرفع كفي لأعلى، وألهج بالشكر للرب على اليوم المنتظر. وعندما تهبط إلى الشارع بعد يوم طويل داخل المنزل، وتملأ رئتيك بالهواء بقوة، فإنها أيضا فرحة عزيزة كبيرة. أنت تتنفس، وتتحرك، وتفكر. لحظات فرح واحدة تلو الأخرى، ولا نشعر بها، وعلينا أن نحترف صيد تلك اللحظات. وحتى الذكريات عامرة إذا أردت بتلك اللحظات، أتذكر أخي الكبير عبد الملك، وسيرنا في الشوارع ونحن صغار، نأكل الموز ونلقي بقشره في الشارع ونحن نتصور اننا بذلك نتحدى المجتمع، فنحس البهجة والغرور. فرح. والدي الذي كان يغيب عنا ويغيب نهب تقلباته وانفعالاته وفجأة يطرق باب الشقة في منتصف الليل، وقبل أن نفتح نسمع صوته الأجش العميق يغني أمام باب الشقة : " حسن ونعيمة.. قصة حب جميلة". أي فرحة حتى في العمر الذي انقضى، وفي الذكريات التي تتوالى صورا لحياة لا يمكن استعادتها. وعندما تلم وعكة صحية بأحد الاصدقاء، ثم يشفى، أشعر بالفرح لشفائه ولانتصار الارادة الإنسانية واستمرار الحياة. أنظر في عيني " ريان" حفيدي الوحيد من ابنتي، وعمره ثلاث سنوات، حين تجره أمه من يده، فينفض يدها صائحا فيها : " لاء. أنا ولد كبير"، وأشعر بالفرحة. وحين تستعصي علي كتابة قصة، وتصبح مثل عصا من الشوك لا يمكن القبض عليها، أفرح حين أقرأ قصة كاتب آخر، تمكن من القبض على العصا ونزع أشواكها، والانتهاء من عمله! كلها لحظات كثيرة صغيرة من الفرح، لابد من أن نطلق عليها الرغبة في السعادة لكي تقع بين أيدينا وتروي نفوسنا بسائل الفرح السحري. ويمكننا دائما حتى في أشد لحظات الوجع أن نستل البهجة مما كان، فعندما تهجرك معشوقة تذكر القبلات، وليس الدموع، تذكر اليد التي ضغطت على يدك بحب، وليس اليد التي تراجعت وهي تضم أصابعها، تذكر سعادة لحظات الاتصال، وليس مرارة البعاد. لا أذكر من الذي قال إن الأشياء التي لا تولد في الفرحة تولد ميتة ، ويكفي أحيانا لكي يصبح الانسان سعيدا أن ينصت لصوت صديق تشبعت نبرته بالود، ويكفي للسعادة أن أتذكر أنني قرأت لنجيب محفوظ، وستيفان زفايج، واستمعت إلى موسيقا رحمانينوف، ومحمد الموجي. فكر قليلا .. وستكتشف أن الحياة عامرة إلى ما لا نهاية بفرحة متصلة، في ما جرى، وما يجري الان، وما سيكون غدا.