مصراوي 24
من هو نور الدين بن ذكري ويكيبيديا المرشح لتدريب الزمالك بعد يانيك فيريرا؟ مواجهة نارية في الدوري الألماني.. كل ما ترغب بمعرفته عن مباراة بوروسيا دورتموند وأوغسبورغ خاص للصباح العربي| إقالة يانيك فيريرا رسميًا خلال الساعات القادمة وموسيماني البديل بنسبة 90% كيفية إدخال شفرة قناة الجزائرية الأرضية على النايل سات خطوة بخطوة لمشاهدة مجانية الاتفاق يصطدم بالحزم اليوم في الجولة السابعة من مواجهات الدوري السعودي 2025 ميعاد افتتاح المتحف المصري الكبير” الرسمي.. دليل شامل بمواعيد الحفل والتغطية التلفزيونية وأسعار التذاكر استغلوا الذكاء الاصطناعي: خطوات تحويل صورتك بالزي الفرعوني مجاناً للمشاركة في تريند افتتاح المتحف المصري الكبير ما هو دعاء البرق والرعد المستجاب؟ الدعاء الذي يقال عند سماع البرق والرعد صيغة دعاء استفتاح الصلاة وحكمه مكتوب كامل بخط كبير تفسير رؤية الميت في المنام وهو حي ولا يتكلم للمتزوجة لابن سيرين تفسير حلم خطوبة للعزباء من شخص مجهول في المنام لا تعرفه لابن سيرين تفسير حلم نزول المطر للمتزوجة والحامل في المنام بغزارة عند ابن سيرين
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 1 نوفمبر 2025 04:03 صـ 11 جمادى أول 1447 هـ

أكرم القصاص يكتب: «الحشاشين».. الدراما والسياسة والعقيدة ونشأة التكفير!

بالطبع فإن أهم ما يمكن أن يقدمه عمل درامى يعالج موضوعات تتعلق بالتاريخ أنه يفتح الباب للأسئلة والخلافات والاختلافات حول الوقائع والأحداث والأشخاص، وهو اختلاف وارد لطبيعة موضوعات التاريخ، واختلاف الروايات وزوايا النظر، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأحداث تم تسجيلها بالكتابة بعد وقوعها بقرون، ومنها أحداث «الحشاشين»، بل وأيضا تفاصيل الدولة الفاطمية فى مصر والمغرب والشام وتأثيراتها الثقافية والاجتماعية التى تجاوزت مكانها وانتقلت لغيرها.

دعونا نعترف أن أى تناول من قبل الدراما لأحداث تاريخية يثير الجدل حتى لو كان يتعامل مع أحداث حديثة ومعاصرة، فالخلاف حول أحداث جرت فى الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين وحتى الألفية لا تزال قائمة، ونتذكر أن الكاتب الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة عندما قدم «ليالى الحلمية»، وعالج قضايا تتعلق بسياسة الوفد وأحزاب الأقلية تعرض لانتقادات وهجوم وخلافات مع الوفديين، وأعضاء الأحزاب القديمة الذين اتهمه بعضهم بأنه يزيف التاريخ، وعاد بعدها البعض ليؤيده، وعلى مدى عرض ليالى الحلمية بأجزائه، لم يسلم أسامة أنور عكاشة من انتقادات كل التيارات السياسية التى تتهمه بأنه ظلم هذا أو تجاهل ذاك.

وعند ما قدم الكاتب الكبير الراحل محفوظ عبد الرحمن، بوابة الحلوانى، قدم رؤية ورواية جديدة أنصف فيها عصر الخديو إسماعيل، بالرغم من أن محفوظ عبدالرحمن كان أقرب للفكر الناصرى، ومع هذا فقد قدم رؤية تختلف عما تم ترويجه ضد عصر إسماعيل، وفى كل عمل يعالج أحداث التاريخ، هناك دائما رواية أخرى وزاوية ثانية، وكل عمل تناول هذه الوقائع أو أحداثا تتعلق بالمراحل المختلفة، يتعرض للنقد من قبل بعض من يرونه ضدهم.

هذا عن أحداث معاصرة ظهرت وتمت فى عصر الكتابة والتدوين، ومع هذا تخضع الروايات للانحيازات والاختلافات بل والتعصب، فما بالنا بأحدث تمت فى عصور سياسية قديمة، وتم نقلها شفهيا، ولم تدون قبل قرون من وقوعها، بجانب أنها تتعلق بأحداث فيها انحيازات سياسية ومذهبية، وتحمل الكثير من الروايات المغلوطة والأساطير والحكايات بل والأحاديث المدسوسة، التى تم دسها أثناء الفتنة الكبرى، التى استمرت وقسمت المسلمين إلى فرق وشيع ومذاهب، وتختلف روايات أهل كل فرقة عن روايات خصومها.

مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه القصص والروايات التاريخية، تتعلق بخلافات سياسية، أعطاها البعض لونا دينيا وعقائديا، وهنا مكمن الخطورة، والذى قسم المسلمين إلى فرق متعصبة ترفض غيرها وتتعامل كل منها على أنها «الناجية»، وأن الآخرين على ضلال، وهذه هى البدايات لشيوع رواية واحدة وتصور واحد يضع الآخرين فى زاوية الكفر ويخرجهم من الملة.

وهنا مربط الفرس فى الخلاف حول كل الروايات التاريخية التى تناولت الخلافات والصراعات السياسية، وتحولت إلى خلافات دينية، بينما الأمر بعيد عن الاعتقاد، وهذه الطريق نحو التكفير، هى أصل الاختلاف والصراع، الذى يحكم كل التنظيمات السرية والإرهابية من الحشاشين الى الإخوان وكل تنظيمات القتل.

وفيما يتعلق بعمل كبير مثل الحشاشين، الذى يكتبه عبد الرحيم كمال، وارد جدا أن تكون هنا اختلافات فى الوقائع، والتواريخ، لكن أهم ما يمكن أن تقدمه من فوائد أنها تفتح الباب لاستعادة تفهم وبحث هذه المراحل، من دون خوف أو انحياز، وتنقية تراث الصراعات السياسية من المثالية والادعاءات ببشر لا يخطئون، بينما الأمر كله سياسة وتنافس على المال والسلطة، وليس عن العقيدة، وإزالة ترسبات سنين من القصص والمعلومات الخاطئة.

نقلا عن اليوم السابع