مصراوي 24
نتيجة مباراة برشلونة وريال بلد الوليد اليوم.. ريمونتادا مثيرة تبقي الصدارة في قبضة الكتالوني أرتيتا يخرج عن صمته بعد الخسارة أمام بورنموث! قبل المواجهة المنتظرة بين الفريقين.. تفوق ساحق ليوفنتوس على بولونيا! الفرعون المصري في الصدارة.. قائمة هدافي ليفربول في الدوري هذا الموسم هل يشارك بيلينجهام أمام سيلتا فيغو بالدوري الإسباني؟ في أول موسم له بالدوري الألماني.. مايكل أوليسي يحقق رقم قياسيًا جديدًا قبل مباراة الديربي.. تفوق واضح لتوتنهام على وست هام يونايتد نتيجة مباراة الأهلي وكواساكي اليوم.. ”الراقي” يتوج بذهب أسيا في ليلة لا تُنسى برشلونة يصطدم ببلد الوليد في مواجهة مفصلية بين القمة والقاع نتيجة مباراة الحسين إربد وشباب الأردن.. 4 أهداف ولقب الدوري الأردني نتيجة مباراة الوحدات والرمثا.. الحسين إربد بطل الدوري الأردني للمرة الثانية عودة شتيجن بعد غياب 7 أشهر.. تشكيل برشلونة أمام ريال بلد الوليد اليوم في الدوري الإسباني
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأحد 4 مايو 2025 09:28 صـ 7 ذو القعدة 1446 هـ

أحمد الخميسي يكتب: هذا الفانوس

من بين كل حوادث الطفولة المرتبطة بشهر رمضان علقت بذاكرتي ورافقتني طوال العمر حادثة واحدة، ربما لأن مغزاها كان أعمق وأبعد من حماقات الأطفال. كان ذلك ونحن في بيت جدي في الجيزة، نطل على ترعة ضيقة أمست في ما بعد شارع فيصل بكل ضجيجه وعنفوانه. وكنا نخرج بعد الإفطار ونلتقي جماعة نهز الفوانيس في عتمة الشارع المهمل، نتوقف أمام البيوت ولا نتحرك حتى يطل علينا شخص من أهل المنزل ويناولنا حلوى، فنهلل ونغني ونواصل الحركة. وكان معنا صبي قزم ضخم الأنف اسمه علي، تحرك بيننا ثلاثة أيام لكن من دون فانوس، ثم ظهر في اليوم الرابع بابتسامة مشرقة وبيده فانوس، وسألناه:" من أين يا علي؟ " فصاح باعتزاز وزهو: " الواد حسن نسيه جنب سلم البيت وأنا أخذته ! ". زعق فيه ولد عصبي: " بس ده عيب قوي! " فهتف علي بحماسة:" خلوا بالكو.. أنا مستعد أعمل أي حاجة عشان أرضى ربنا ! من غير فانوس منور ربنا ح يعرفني إزاي؟". وظلت الجملة الطفولية عالقة في ذهني، كأن شيئا في اللاوعي يحدثني بأن الجملة تنطوي على فكرة أعمق من حماقات الألفاظ الطائشة، الفكرة التي أدركتها لاحقا وهي أن علينا أن نفعل شيئا لكي يرانا الخالق القدير. وظلت العبارة تروح وتجيء خلال عمري كله، وأزاحت إلى النسيان الأحداث الصغيرة المضحكة، مثل وقوفنا صغارا أمام أقاربنا لننتزع نفحة مالية وقد بسطنا كفوفنا لهم بصلابة المكافحين الأوائل. أزاحت جملة الصبي علي، القزم كبير الأنف، كل الأشياء الأخرى، وصرت أقول لنفسي : كيف سيعرفني الله سبحانه وتعالى من غير فانوس؟ وأخذت أفسر الجملة على أن حياتي هي الفانوس الذي ينبغي لي أن أرفعه عاليا ، لكي يراني الرب ويحيطني بعنايته الإلهية، بل وأن حياة كل انسان هي الفانوس الذي يرفعه سائلا البركة والمغفرة. هكذا أمسيت في شهر رمضان كل عام أشعر أنني أمشي وأنا أرفع بيدي حياتي إلى أعلى، وألوح بفانوسي للرب لكي يراني، أسير مفعما بالإجلال والعرفان للرحمن الذي لم يطفئ بنفخة شمعتي الصغيرة، في شوارع الطفولة، وفي المدن الكبرى، في الزحام، وحيث لا أحد، تحت المطر، وفي الجفاف، في ساعات الفرح وفي الألم، كنت أشب وأرفع حياتي لأعلى لكي تحظى بالتفاتة حانية.