مصراوي 24
العد التنازلي بدأ على رمضان.. ماذا سيحدث في استطلاع هلال رجب غداً؟ 3 بطولات في عام.. سر نجاح طارق السكتيوي مع المغرب صائد بطولات العرب 16 حي.. انقطاع الكهرباء في نجع حمادي بمحافظة قنا في هذا الموعد هل لاحظت التشابه الغريب؟ 3 لقطات جعلت نهائي كأس العرب نسخة عربية من نهائي مونديال قطر 2022 ثبتها الآن بجودة فائقة الدقة.. تردد قناة روتانا hd+ على القمر الصناعي نايل سات ”بدون تشفير” القنوات الناقلة لمباراة بوروسيا دورتموند ومونشنغلادباخ اليوم في الدوري الألماني مجانا بعد عرض الحلقة 10.. كيفية مشاهده مسلسل ميدتيرم تليجرام مجانًا ”بدون تشفير” القنوات الناقلة لمباراة إنتر ميلان وبولونيا اليوم في كأس السوبر الإيطالي مجانا قوي مناعتك.. أفضل 7 شوربات لتدفئة الجسم وتقوية المناعة في الشتاء فرصة لمشاهدة أمم إفريقيا مجانًا.. تردد قناة 2M المغربية على النايل سات 2025 هل يثير فضولك مشاهدة فيديو هيفاء وهبي تيرابوكس الجديد اليوم؟ بدون تشفير.. القنوات الناقلة لمباراة الأهلي ضد سيراميكا كليوباترا اليوم في كأس الرابطة 2025
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الجمعة 19 ديسمبر 2025 06:35 صـ 29 جمادى آخر 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: هذا الفانوس

من بين كل حوادث الطفولة المرتبطة بشهر رمضان علقت بذاكرتي ورافقتني طوال العمر حادثة واحدة، ربما لأن مغزاها كان أعمق وأبعد من حماقات الأطفال. كان ذلك ونحن في بيت جدي في الجيزة، نطل على ترعة ضيقة أمست في ما بعد شارع فيصل بكل ضجيجه وعنفوانه. وكنا نخرج بعد الإفطار ونلتقي جماعة نهز الفوانيس في عتمة الشارع المهمل، نتوقف أمام البيوت ولا نتحرك حتى يطل علينا شخص من أهل المنزل ويناولنا حلوى، فنهلل ونغني ونواصل الحركة. وكان معنا صبي قزم ضخم الأنف اسمه علي، تحرك بيننا ثلاثة أيام لكن من دون فانوس، ثم ظهر في اليوم الرابع بابتسامة مشرقة وبيده فانوس، وسألناه:" من أين يا علي؟ " فصاح باعتزاز وزهو: " الواد حسن نسيه جنب سلم البيت وأنا أخذته ! ". زعق فيه ولد عصبي: " بس ده عيب قوي! " فهتف علي بحماسة:" خلوا بالكو.. أنا مستعد أعمل أي حاجة عشان أرضى ربنا ! من غير فانوس منور ربنا ح يعرفني إزاي؟". وظلت الجملة الطفولية عالقة في ذهني، كأن شيئا في اللاوعي يحدثني بأن الجملة تنطوي على فكرة أعمق من حماقات الألفاظ الطائشة، الفكرة التي أدركتها لاحقا وهي أن علينا أن نفعل شيئا لكي يرانا الخالق القدير. وظلت العبارة تروح وتجيء خلال عمري كله، وأزاحت إلى النسيان الأحداث الصغيرة المضحكة، مثل وقوفنا صغارا أمام أقاربنا لننتزع نفحة مالية وقد بسطنا كفوفنا لهم بصلابة المكافحين الأوائل. أزاحت جملة الصبي علي، القزم كبير الأنف، كل الأشياء الأخرى، وصرت أقول لنفسي : كيف سيعرفني الله سبحانه وتعالى من غير فانوس؟ وأخذت أفسر الجملة على أن حياتي هي الفانوس الذي ينبغي لي أن أرفعه عاليا ، لكي يراني الرب ويحيطني بعنايته الإلهية، بل وأن حياة كل انسان هي الفانوس الذي يرفعه سائلا البركة والمغفرة. هكذا أمسيت في شهر رمضان كل عام أشعر أنني أمشي وأنا أرفع بيدي حياتي إلى أعلى، وألوح بفانوسي للرب لكي يراني، أسير مفعما بالإجلال والعرفان للرحمن الذي لم يطفئ بنفخة شمعتي الصغيرة، في شوارع الطفولة، وفي المدن الكبرى، في الزحام، وحيث لا أحد، تحت المطر، وفي الجفاف، في ساعات الفرح وفي الألم، كنت أشب وأرفع حياتي لأعلى لكي تحظى بالتفاتة حانية.