مصراوي 24
نتيجة مباراة الهلال والغرافة في دوري أبطال آسيا للنخبة 2025-2026.. الزعيم يفرض سيطرته نتيجة مباراة الشرطة العراقي وتراكتور في دوري أبطال آسيا للنخبة 2025.. الملخص والأهداف كل ما تريد معرفته عن مواجهة الهلال والغرافة اليوم في بطولة دوري أبطال آسيا مواجهة قوية اليوم بين الهلال السعودي والغرافة في الجولة الـ4 من دوري أبطال آسيا للنخبة نتيجة مباراة قطر ضد إيطاليا في كأس العالم للناشئين تحت 17 عام.. سقوط للعنابي نتيجة مباراة تونس ضد فيجي في كأس العالم للناشئين تحت 17 عامًا 2025.. اكتساح لنسور قرطاج صدام قوي بين الهلال والغرافة اليوم ضمن منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة مزايا مذهلة للآيفون.. أبل تطلق تحديث ios 26.1 update الجديد رسميًا محافظة الجيزة تبدأ ترقيم مركبات التوك توك لتنظيم المرور وضبط المنظومة المرورية كل ما تريد معرفته: جدول مواعيد مباريات منتخب مصر للناشئين تحت 17 عام في كأس العالم والتشكيل المتوقع استقبال البث الرياضي الحصري: تردد قناة الجزائر الرياضية 5 (الأرضية) الجديد 2025 وخطوات تفعيل الشفرة من يحسم الثلاث نقاط؟ قمة عربية نارية بين الدحيل القطري وشباب الأهلي الإماراتي في أبطال آسيا للنخبة
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الإثنين 3 نوفمبر 2025 11:49 مـ 13 جمادى أول 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: هذا الفانوس

من بين كل حوادث الطفولة المرتبطة بشهر رمضان علقت بذاكرتي ورافقتني طوال العمر حادثة واحدة، ربما لأن مغزاها كان أعمق وأبعد من حماقات الأطفال. كان ذلك ونحن في بيت جدي في الجيزة، نطل على ترعة ضيقة أمست في ما بعد شارع فيصل بكل ضجيجه وعنفوانه. وكنا نخرج بعد الإفطار ونلتقي جماعة نهز الفوانيس في عتمة الشارع المهمل، نتوقف أمام البيوت ولا نتحرك حتى يطل علينا شخص من أهل المنزل ويناولنا حلوى، فنهلل ونغني ونواصل الحركة. وكان معنا صبي قزم ضخم الأنف اسمه علي، تحرك بيننا ثلاثة أيام لكن من دون فانوس، ثم ظهر في اليوم الرابع بابتسامة مشرقة وبيده فانوس، وسألناه:" من أين يا علي؟ " فصاح باعتزاز وزهو: " الواد حسن نسيه جنب سلم البيت وأنا أخذته ! ". زعق فيه ولد عصبي: " بس ده عيب قوي! " فهتف علي بحماسة:" خلوا بالكو.. أنا مستعد أعمل أي حاجة عشان أرضى ربنا ! من غير فانوس منور ربنا ح يعرفني إزاي؟". وظلت الجملة الطفولية عالقة في ذهني، كأن شيئا في اللاوعي يحدثني بأن الجملة تنطوي على فكرة أعمق من حماقات الألفاظ الطائشة، الفكرة التي أدركتها لاحقا وهي أن علينا أن نفعل شيئا لكي يرانا الخالق القدير. وظلت العبارة تروح وتجيء خلال عمري كله، وأزاحت إلى النسيان الأحداث الصغيرة المضحكة، مثل وقوفنا صغارا أمام أقاربنا لننتزع نفحة مالية وقد بسطنا كفوفنا لهم بصلابة المكافحين الأوائل. أزاحت جملة الصبي علي، القزم كبير الأنف، كل الأشياء الأخرى، وصرت أقول لنفسي : كيف سيعرفني الله سبحانه وتعالى من غير فانوس؟ وأخذت أفسر الجملة على أن حياتي هي الفانوس الذي ينبغي لي أن أرفعه عاليا ، لكي يراني الرب ويحيطني بعنايته الإلهية، بل وأن حياة كل انسان هي الفانوس الذي يرفعه سائلا البركة والمغفرة. هكذا أمسيت في شهر رمضان كل عام أشعر أنني أمشي وأنا أرفع بيدي حياتي إلى أعلى، وألوح بفانوسي للرب لكي يراني، أسير مفعما بالإجلال والعرفان للرحمن الذي لم يطفئ بنفخة شمعتي الصغيرة، في شوارع الطفولة، وفي المدن الكبرى، في الزحام، وحيث لا أحد، تحت المطر، وفي الجفاف، في ساعات الفرح وفي الألم، كنت أشب وأرفع حياتي لأعلى لكي تحظى بالتفاتة حانية.