مصراوي 24
بكم البطاطس والطماطم في سوق العبور؟ أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 سعر السمك اليوم في سوق العبور.. البلطي والجمبري بكم اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 سعر اليورو مقابل الجنيه اليوم وأفضل سعر لبيع اليورو: الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 اعرف آخر تحديث لسعر الريال السعودي اليوم مقابل الجنيه في البنوك المصرية: الثلاثاء 16-12-2025 بكم كيلو الدجاج في السوق.. سعر الفراخ البيضاء اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 في بورصة الدواجن الرئيسية عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 16-12-2025 في مصر الأخضر يستقر في البنوك.. سعر الدولار اليوم في مصر أمام الجنيه: الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 اكتشف أبرز الخدمات الرقمية الجديدة في السعودية خلال 2025: ثورة تقنية تغير حياتك اليومية ماذا قدم الدوري السعودي للمحترفين للاعبين الشباب؟ فرص ذهبية لبناء نجوم المستقبل كيف تؤثر قرارات الفائدة العالمية على القروض والأسعار في العالم العربي: التغييرات الكبرى بعد خفض الفيدرالي 2025 بعد تدهور صحتها والضرب المبرح: مطالبات فورية بالإفراج عن نرجس محمدي حائزة نوبل للسلام.. ولجنة نوبل تستنكر الاعتقال لن تصدق.. ما هو سبب طلاق حسام الحسيني ونانسي بيرو؟
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 09:00 صـ 26 جمادى آخر 1447 هـ

أحمد الخميسي.. لا نقول وداعا يا سمية

لا نقول وداعا يا سمية لأننا نودع من يفارقوننا وأنت باقيه في القلب مثل وردة هوت من على غصنها وبقي عطرها عالقا بالجو. أتأمل حياتك الآن التي انقضت من دون حساب للمكاسب والخسائر، وأنت منكبة فقط على الحقيقة القلقة التي أرقتك من غير أن تكفي عن التحديق بروحك. قبل رحيلك بأسبوعين استحضرنا مسيرتك؛ كان ذلك بمبادرة من الروائية الصديقة هالة البدري وحضور د. سحر الموجي والكاتب علاء خالد وآخرين، وكيف أنك حصلت على الدكتوراة في اللغة الانجليزية بايرلندا عام 1983، ثم شققت طريقك الأدبي متأخرا وأنت في الرابعة والأربعين عندما نشرت أولى مجموعاتك القصصية " خشب ونحاس" عام 1955، وأعقبتها " منازل القمر" 1999 ثم ترجمة كتاب فرجينيا وولف" غرفة تخص المرء وحده" 1999، وأخيرا رواية " أوراق النرجس" 2001 الفائزة بجائزة نجيب محفوظ، ثم عكفت بعد ذلك على تدريس الطلاب في المعهد العالي للنقد الفني، ورحت شيئا فشيئا تتجنبين الحياة الثقافية والندوات واللقاءات وبلغ بك الشعور بالوحدة حد أنك أقمت منزلا في أسوان تهربين إليه من الصخب والضوضاء، وظللت حتى نهاية يونيو هذا العام تترددين على المعهد، إلى أن هاجمك المرض اللعين، وكنت مرة تردين على مكالماتي، ومرات يرد نيابة عنك ابنك العزيز ياسر حتى ظهر يوم الاثنين 19 أغسطس عندما تلقيت مكالمة سمعت خلالها صوت ياسر يغمغم مختنقا:" ماما..خلاص". هكذا استعاد الرب في 19 أغسطس النار التي أجرى في قلبها الندى، وترك لنا حزنا غمر كل خلية و رجفة شعور، وكيف لنا أن ننسى نظرتك الواضحة مثل شعاع نقي ينفذ إلى روح الجالس معك، بحثا عن الحقيقة، من دون تجريح لكن بتفهم، النظرة التي تجعل من معك يلقى وراء ظهره بأي افتعال أو قناع أو ادعاء ويصبح حقيقته. ولطالما أدهشتني حياتك التي مرت مثل ومضة جميلة لم تعبئي فيها بحسابات الربح والانتشار. كتبت عندما أردت وتوقفت عندما وددت، اختلطت بالناس حين شئت واعتزلت حينما رغبت. وكنت أراك في كل ذلك طائرا قلقا، الأرض ساخنة على قدميه والسماء ثقيلة على جناحيه. ترى هل تذكرين أنك مرة في بدايات تعارفنا نظرت إلي مثل طفلة تتأهب لتدهش الآخرين وسألتني:" أتعرف يا أحمد ما معنى اسمي؟.. سمية؟". لزمت الصمت، فقلت أنت بسرور الأطفال: " سمية هي القطعة الصغيرة من السماء"! وضحكت سعيدة وأنت تكادين أن تثبي من على مقعدك لأنك أدهشتني. الآن استرد الرب قطعة السماء الصغيرة لكننا سنظل كلما تطلعنا إلى أعلى نراك، كاتبة موهوبة ومبدعة حقا، وإنسانا يفعل ما يلزمه به ضميره من دون نفع شخصي. أذكر أنه في 5 يونيو 2013 حين بدأ اعتصام المثقفين بمبنى وزارة الثقافة لصد الهجمة الإخوانية، كان هناك عدد من شباب المثقفين يقف يوميا عند بوابات الوزارة حراسة للاعتصام، وكانت تمر عليهم صباح كل يوم سيدة تناولهم كميات ضخمة من السندويتشات لكي يفطر المعتصمون عليها ثم تستدير وتنصرف من دون أن تعلن عن نفسها. في ما بعد وبالمصادفة فقط عرفوا أنها دكتورة سمية رمضان. لا نقول وداعا يا سمية لأنك معنا، الآن، وغدا، وبعد غد، ملء القلب والشعور، قطعة غالية من السماء.