مصراوي 24
أغنية ”كتاب مفتوح”.. مصطفى كامل يطرح ثاني مفاجآت ألبومه الجديد اتهام رسمي يحذف أغنية ”أحبك” لحسين الجسمي من يوتيوب (تفاصيل) الصين تربك صفقة انتقال رونالدو وتُقلص حظوظ الأهلي في ضمه الأهلي يُنهي مشوار ميشيل يانكون ويكشف ملامح الجهاز الفني الجديد بقيادة ريبيرو استعدادات الأخضر.. رينارد يستدعي سالم النجدي لمعسكر منتخب السعودية استعدادًا لمواجهتي البحرين وأستراليا باريس سان جيرمان يقترب من خطف ميسي الجديد تحت أعين ريال مدريد عبد الصمد الزلزولي يلمع في نهائي المؤتمر الأوروبي ويشعل حسابات برشلونة المالية رسميًا.. الأهلي يُعلن التعاقد مع خوسيه ريبييرو لمدة عامين التفاصيل الكاملة بخصوص تعيين المعلمين بعد انتهاء اجتماع مجلس النواب اليوم تفاصيل جديدة في العلاقة بين نوال الدحوي وحفيدها أحمد قبل مقتله أسود الرافدين في معسكر مغلق.. موعد مباراة العراق والصين الودية والقنوات الناقلة اكتشاف جديد لا تعترف به الحكومة التركية.... استنشاق خلايا النحل فيه شفاء من الأمراض
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الإثنين 16 يونيو 2025 02:51 مـ 20 ذو الحجة 1446 هـ

أحمد الخميسي يكتب: عام جديد .. يا قلب يا ابن القلب

في كل مرة يغرب فيها عام ويشرق عام جديد تبرز أمامي سنواتي التي انقضت، واقفة في مواجهتي بشعرها المهوش والتجاعيد على وجهها. تتمهل لحظة ساكنة تحدق بي، ثم تمد كفها إلى صدري وتطرق قلبي بأصابعها وحينما تسمع خفق أحلامي يتردد بقوة، تضع يديها في خاصرتها وتهتف بي:" آه يا قلب يا ابن القلب.. أما زلت تحلم؟! ". أقول للسنوات التي عبرت ثم تجسدت أمامي:" إنني شاب. شاب لكن منذ مدة طويلة" فتصيح في بغضب:" لقد مرت علينا الطفولة وانصرم الشباب وأعوام النضج ولم يبق لنا سوى ثمرة أخيرة على شجرة العمر فاهدأ يا قلب يا ابن القلب فلم يعد بوسعك أن تحتمل نزق الأحلام وعنفوانها". قلت للسنوات: " ما زال قلبي يحن إلى الحب والعدل، حلمان كانا عندي عينين يكتمل بهما النظر". تقول لي سنواتي:" ليتك كنت تحلم ببيت على البحر وسيارة فارهة ومال وفير، لكنك لا تحلم إلا بالمستحيل: الحرية والكرامة وامرأة صعبة المنال وبشر يحملون جميعا جواز سفر موحد باسم مواطن كرة أرضية، تحلم بانتصار الفن على الموت والنسيان؟ انتبه إلى سنك الآن يا قلب يا ابن القلب واحلم بالمستطاع". قلت لها: "إنني لا أتوب عن الأمل، ولا عن الحلم بكل ما هو صعب المنال. كنت أمينا على أحلام طفولتي وشبابي، ولم أبدل طريقي، فقط كنت أستريح أحيانا، ثم أتقدم ثانية، يخفت صوتي، لكنه سرعان ما يعلو من جديد، ألزم الصمت، ثم أصيح بحماسة، أتوقف ثم أعاود السير إلى الأمام، لكن عيني كانتا دوما على أحلامي، رغم أن شيئا منها لم يتحقق، لا غمرني حنان المرأة ولا عشت الأيام الجميلة التي ستشرق يوما". قالت لي السنوات بقنوط من يأس مني: " ها أنت يا قلب يا ابن القلب لا تتوب عن أحلام شبابك وهي أكبر منك، ولم يعد بوسعك أن تحملها". قلت للسنوات التي شاب شعرها: "سأظل أرفع قلبي بيدي عاليا، دافئا خفاقا، ألوح به للزمن القادم، لكل الذين لن يعرفوننا، لكي يعلموا أننا كنا هنا ذات يوم، وأننا كنا نشعر بكل شيء، ونتألم من كل شيء، ونحلم بكل شيء، ربما يغفرون لنا أننا لم نستطع، وأننا عشنا مثل جرح تساقطت قطراته على ورق العمر، لكنه جرح لم تلوثه خيانة الأحلام". هزت سنوات عمري كتفيها وتأهبت للانصراف وهي تقول: " قلبك عنيد ولا أمل في شفائه ولا يدرك أنه لم يحقق شيئا من أحلامه". قلت لها قبل أن تختفي: " لم تخرج أحلامي إلى الوجود، لكن وجودي كان من أحلامي. وفي كل مرة يغرب فيها عام ويشرق جديد سأظل ألوح بقلبي عاليا وأهتف بكل ما أتمناه، وسوف يصل صوتي إلى الآخرين، الآن، أو بعد مئة عام، هذا لا يهم، المهم أن غنائي لم يكن هدرا، وأن غنوتي سوف تسري طويلا إلى أن تكون".