الأهلي على أعتاب المجد الـ45: الدوري المصري يكتب فصلًا جديدًا في أسطورته

انطلقت بطولة الدوري المصري الممتاز لأول مرة في موسم 1948-1949، ومنذ ذلك الحين أصبحت البطولة الأعرق في تاريخ الكرة المصرية والأفريقية، حيث شهدت على مدار 76 عامًا منافسات قوية وصراعات كروية ممتعة، تربع فيها النادي الأهلي على العرش بلا منازع، ليكتب سطور المجد الحمراء بأحرف من ذهب.

ولقد نجح الأهلي في فرض سيطرته التاريخية على بطولة الدوري المصري الممتاز، بعدما حصد اللقب في 44 مرة، ويقترب من تحقيق اللقب رقم 45، ما يعزز مكانته كـ"الزعيم الأبدي" للبطولة، ويكفي القول إن الأهلي لم يكتف بالبطولات فقط، بل تواجد أيضًا في مركز الوصافة في 12 مناسبة، ليظل رقمه القياسي بعيد المنال.

ويأتي نادي الزمالك كثاني أكثر الفرق تتويجًا بالدوري برصيد 14 لقبًا، لكنه يحمل الرقم القياسي في الوصافة بـ35 مرة، ما يجعله دائمًا حاضرًا في المشهد ولكن على بعد خطوات من القمة التي يحتكرها الأهلي، ورغم ذلك، يظل الزمالك جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الدوري المصري الممتاز.

حين نذكر فرقًا أخرى خارج إطار الأهلي والزمالك، ندرك تمامًا أن الفارق الرقمي شاسع، ويحتل نادي الإسماعيلي المركز الثالث بثلاثة ألقاب فقط، ثم تأتي أندية مثل غزل المحلة، الأوليمبي، المقاولون العرب بلقب واحد لكل منها، ما يؤكد أن هيمنة الأهلي على الدوري المصري ليست مجرد أرقام، بل واقع راسخ منذ عقود.

رغم حداثة عهده، نجح بيراميدز في حجز مكان في القمة، حيث حقق الوصافة 3 مرات في سنوات قليلة، ويعد الآن أبرز منافسي الأهلي على اللقب في الموسم الحالي، ولكن "المارد الأحمر" لا يزال الأقرب للحسم، ويحتاج فقط لنقطة واحدة أمام فاركو لحسم اللقب 45 رسميًا.

ولم يخلُ تاريخ الدوري المصري الممتاز من التحديات، حيث تم إلغاء البطولة في 8 مناسبات لأسباب متنوعة، من الحروب والأزمات السياسية إلى أحداث الشغب والمشاركة في البطولات العالمية، ومع ذلك، استمرت البطولة في النمو، مؤكدة أنها مرآة للتاريخ المصري الحديث.

ويتجهز جمهور الأهلي الليلة لمتابعة فريقهم المفضل في مواجهة فاركو على استاد القاهرة، فالمباراة قد تكون حاسمة في حال الفوز أو التعادل، حيث يعلن حينها الأهلي رسميًا عن تتويجه بالدوري المصري للمرة 45، وهو رقم لم يقترب منه أي نادٍ في تاريخ الكرة المصرية.

ويظل الدوري المصري الممتاز مسرحًا للأساطير، وعلى رأسها الأهلي الذي لا يتوقف عن كتابة التاريخ، ومع اقترابه من اللقب 45، تُثبت القلعة الحمراء مرة أخرى أنها ليست فقط "نادي القرن"، بل "نادي التاريخ" بكل ما تحمله الكلمة من معنى في كرة القدم المصرية.