من هو ناصر الجن؟ الجنرال الجزائري المثير للجدل بين الصرامة الأمنية والإعفاء المفاجئ

يُعتبر الجنرال "عبد القادر حداد" المعروف بلقب "ناصر الجن"، أحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بتاريخ المخابرات الجزائرية الحديثة وأكثرها إثارة للجدل، فقد ارتبط اسمه بالشدة والصرامة في مواجهة الجماعات المسلحة خلال "العشرية السوداء" وصولاً إلى توليه منصب قائد جهاز الأمن الداخلي قبل أن يُعفى من مهامه بشكل مفاجئ في مايو الماضي 2025 بعد مرور أقل من عام على تعيينه.
بدأ مساره العسكري في مطلع التسعينيات داخل مركز التحقيقات العسكري بالبليدة، حيث سرعان ما عرف بانضباطه الصارم، قبل أن يتم استدعاؤه إلى وحدة النخبة الخاصة المكلفة بالعمليات ضد التنظيمات المتطرفة.
وخلال سنوات الحرب الأهلية، التصقت به سمعة مثيرة للجدل، إذ اعتبره البعض ضابطًا شديد القسوة بينما رآه آخرون رجلاً حاسمًا في مواجهة الإرهاب.
في وقتٍ لاحق، أصبح من أبرز مساعدي الجنرال عبد القادر آيت وعرابي "الجنرال حسان"، وتميز بمهاراته الاستراتيجية التي قادته إلى الترقية لرتبة جنرال في 2022، ثم إلى قيادة الأمن الداخلي في 2024.
لكن مسيرته لم تستمر طويلًا، إذ أعفي من منصبه بعد 11 شهرًا فقط، في قرار أثار تكهنات واسعة حول صراعات داخلية في جهاز المخابرات، كما ارتبط اسمه بصراع غير معلن مع النفوذ الفرنسي، حيث أشارت تقارير إلى إحباطه محاولات تجسس ومؤامرات خارجية استهدفت الجزائر.
وهكذا بقيت صورته منقسمة بين معارضيه الذين يرونه رمزًا للقبضة الحديدية في التسعينيات، وأنصاره الذين يعتبرونه جنرالاً وطنيًا دافع عن أمن البلاد في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.