فيضانات السودان 2025: كيف ساهم سد النهضة في تفاقم الكارثة؟
عاد فيضان السودان 2025 إلى الأضواء بعد أن أدى تصريف مفاجئ من سد النهضة إثيوبيا إلى ارتفاع خطير في منسوب النيل الأزرق، حيث أصدرت السلطات السودانية إنذاراً أحمراً لست ولايات بسبب تدفق يصل إلى 738 مليون متر مكعب يومياً مما أغرق أراضي زراعية وأجبر السكان على نقل ممتلكاتهم، وكشف الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة أن السد الذي كان يُروج له كحامٍ من الفيضانات أصبح سبباً في تفاقمها بسبب سوء الإدارة الإثيوبية.
امتلاء البحيرة يهدد الجيران
امتلأت بحيرة سد النهضة منذ العام الماضي لكن إثيوبيا تجاهلت نصائح الخبراء المصريين بتصريف تدريجي قبل موسم الأمطار، وفي 9 سبتمبر فتحت البوابات فجأة مما ضاعف التدفقات نحو السودان حيث لا تستوعب سدوده الصغيرة مثل الروصيرص هذه الكميات، لذلك يحذر شراقي من أن هذا التصرف قد يؤدي إلى انهيار سدود سودانية إذا استمر.
أضرار في السودان وفرصة لإثيوبيا
أدى الفيضان إلى إغلاق محطات مياه وتأخير الزراعة للعام الثالث بسبب الحرب الداخلية، حيث انخفضت بحيرة السد بنحو 4 مليارات متر مكعب مما يمنح إثيوبيا فرصة لمراجعة سياستها لكن توقف التوربينات ينذر بتكرار الأزمة، وفي السودان يسابق السكان الزمن لإنقاذ المحاصيل والمواشي وسط خسائر محدودة لكنها مؤلمة.
وفي السياق ذاته، طمأن شراقي المصريين بأن السد العالي بسعته 162 مليار متر مكعب يستوعب أي كميات دون خطر، وأن مصر مستعدة لموسم الفيضان وتتحكم في التصريف لاحتياجاتها الزراعية، لذلك فإن هذا الوضع يبرز الحاجة إلى تنسيق دولي لإدارة المياه لتجنب الكوارث المستقبلية.

