موقعة السوبر الإفريقي.. بيراميدز يرفع شعار التتويج ونهضة بركان يرد بخبرة النهائيات

تترقب جماهير الكرة الإفريقية واحدة من أكثر المباريات المنتظرة هذا الموسم، عندما يصطدم بيراميدز بـ نهضة بركان في نهائي كأس السوبر الإفريقي على أرض استاد الدفاع الجوي في القاهرة، في أمسية كروية يُتوقع أن تشهد صراعًا شرسًا بين طموح يتصاعد وآخر يريد تثبيت حضوره بين كبار القارة. تعلو الأصوات، وتشتعل الأجواء، وكل طرف يدرك أن اللقب القاري ليس مجرد بطولة، بل هو تأكيد لهوية ومرحلة كاملة.
يدخل بيراميدز اللقاء وهو يعيش واحدة من أفضل فتراته الكروية، بعدما رسّخ مكانته كقوة جديدة في المشهد الإفريقي، عقب تتويجه بلقب دوري الأبطال على حساب ماميلودي صن داونز. الفريق المصري استثمر بذكاء في تشكيلته خلال السنوات الأخيرة، فكوّن مجموعة متجانسة تملك القدرة على فرض شخصيتها داخل الملعب، ويعتمد على خبرة لاعبيه في الحسم، خصوصاً في المباريات التي لا تقبل القسمة على اثنين. كل تمريرة محسوبة، وكل تحرك مدروس، في مهمة عنوانها الواضح “اللقب القاري”.
أما نهضة بركان، فقد اعتاد على أجواء النهائيات ونجح في ترسيخ ثقافة الفوز داخل صفوفه، بعد أن خطف أكثر من لقب قاري خلال فترات متقاربة. الفريق المغربي يملك خبرة كبيرة في التعامل مع ضغوط المواعيد الكبرى، ويستند إلى استقرار فني يمنحه صلابة تكتيكية واضحة، ويعتمد على لاعبين يمتازون بالواقعية والقدرة على استغلال المساحات. ورغم أن المواجهة تقام خارج أرضه، إلا أن الفريق يدخل بثقة لا تتزعزع، مدركًا أن التتويج في القاهرة لن يكون مستحيلاً.
تحمل هذه المباراة أبعادًا تتجاوز مجرد التنافس على لقب جديد، إذ تعيد إلى الأذهان نهائي الكونفدرالية لعام 2020، حين نجح نهضة بركان في خطف الفوز على حساب بيراميدز بهدف نظيف. تلك اللحظة التاريخية لا تزال عالقة في ذاكرة الطرفين، فالفريق المغربي يتطلع إلى تأكيد تفوقه السابق، بينما يسعى بيراميدز للرد وحسم معركة الثأر الكروي، وسط تحضيرات مكثفة من الجانبين جعلت من هذه القمة واحدة من أكثر المواجهات ترقبًا هذا الموسم.
يتزامن موعد المباراة مع أجواء استثنائية في القاهرة، حيث تجهز الجماهير نفسها لليلة مشحونة بالإثارة. شبكات البث تستعد لتغطية خاصة، والمحللون يسلطون الضوء على مفاتيح اللعب والتفاصيل الصغيرة التي قد تحسم كل شيء في لحظة واحدة. هذا النوع من النهائيات لا يُحسم غالبًا بالقوة فقط، بل بلمسة دقيقة، أو خطأ بسيط، أو لحظة تركيز استثنائية تصنع مجد فريق وتُحبط الآخر.
في هذه الأمسية، لا يملك أحد رفاهية التراخي، فبيراميدز يقاتل ليضع اسمه بين كبار القارة، ونهضة بركان يطارد لقباً جديداً يرسخ مكانته في الذاكرة الإفريقية. المشهد جاهز، الأضواء مسلطة، والتاريخ ينتظر من يكتبه على عشب استاد الدفاع الجوي.