مصراوي 24
أغنية ”كتاب مفتوح”.. مصطفى كامل يطرح ثاني مفاجآت ألبومه الجديد اتهام رسمي يحذف أغنية ”أحبك” لحسين الجسمي من يوتيوب (تفاصيل) الصين تربك صفقة انتقال رونالدو وتُقلص حظوظ الأهلي في ضمه الأهلي يُنهي مشوار ميشيل يانكون ويكشف ملامح الجهاز الفني الجديد بقيادة ريبيرو استعدادات الأخضر.. رينارد يستدعي سالم النجدي لمعسكر منتخب السعودية استعدادًا لمواجهتي البحرين وأستراليا باريس سان جيرمان يقترب من خطف ميسي الجديد تحت أعين ريال مدريد عبد الصمد الزلزولي يلمع في نهائي المؤتمر الأوروبي ويشعل حسابات برشلونة المالية رسميًا.. الأهلي يُعلن التعاقد مع خوسيه ريبييرو لمدة عامين التفاصيل الكاملة بخصوص تعيين المعلمين بعد انتهاء اجتماع مجلس النواب اليوم تفاصيل جديدة في العلاقة بين نوال الدحوي وحفيدها أحمد قبل مقتله أسود الرافدين في معسكر مغلق.. موعد مباراة العراق والصين الودية والقنوات الناقلة اكتشاف جديد لا تعترف به الحكومة التركية.... استنشاق خلايا النحل فيه شفاء من الأمراض
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الإثنين 16 يونيو 2025 03:44 مـ 20 ذو الحجة 1446 هـ

مظاهر حفل إفتتاح قناة السويس 17 نوفمبر 1869

 

 

 

 

في عام 1869 إنتهى العمل في حفر القناة و الذي استغرق عشر سنوات و بدأ في عهد الوالي سعيد باشا و كان ذلك في عهد الخديوي إسماعيل الذي قرر أن يقيم حفلا أسطوريا لافتتاح القناة و من أجل ذلك سافر إلى أوروبا في 17 مايو 1869 لدعوة الملوك و الأمراء و رؤساء الحكومات و رجال السياسة و العلم و الأدب و الفن لحضور حفل افتتاح القناة الذي عزم أن يقيمه في 17 نوفمبر 1869 ..

و بعد أن عاد الخديوي إلى مصر بدأ في الإعداد للحفل الكبير فاستخدم 500 طاه و ألف خادم ليكونوا في خدمة الضيوف ، و طلب من ديلسبس أن يقوم بالإستعدادات لضيافة ستة آلاف مدعو ..

و في يوم 15 أكتوبر 1869 بدأ المدعون بالقدوم ضيوفاً على مصر في بورسعيد مقر إقامة الحفل ، و التي ضاقت أرجاؤها بالمصريين القادمين من جميع أنحاء مصر لمشاهدة فعاليات الافتتاح ، بإيعاز من الخديوي إلى مديري الأقاليم ليرسل كل منهم جماعة من الأهالي بنسائهم وأطفالهم و أدواتهم البيتية و ركوبهم ، فانتشروا على طول القناة ، أعراب ، و سودانيين و فلاحين ، و صعايدة تعبيراً عن كافة طوائف الشعب المصري ، فيما سافر الخديوي مع حاشيته و وزيريه نوبار باشا و شريف باشا إلى الإسكندرية حيث استقل يخته "المحروسة" و أبحر إلى بورسعيد ، و رأى الخديوي السفن قادمة من جميع أطراف العالم تحمل ضيوفه الحاضرين على نفقته الخاصة ، و اصطفت أساطيل الدول في مرفأ بورسعيد و من ضمنها الأسطول المصري و قد انتشرت على ضفاف القناة قوات الجيش المصري للحفاظ على نظام الاحتفال ، و انطلقت طلقات المدافع مدوية احتفالا بوصول الضيوف واحدا تلو الآخر ..

أقيمت ثلاث منصات خشبية كبيرة على شاطئ البحر مكسوة بالحرير و الديباج و مزينة بالأعلام و مفروشة بأثمن السجاجيد و نشرت في أرجائها الرياحين و الورود و صفت فيها الكراسي ، فخصصت منصة الوسط للضيوف و على رأسهم مضيفهم خديوي مصر، و خصصت المنصة اليمنى للعلماء المسلمين في مقدمتهم الشيخ السقا و الشيخ العمروسي و الشيخ المهدي العباسي مفتي الديار المصرية ، فيما خصصت المنصة اليسرى لأحبار الدين المسيحي و رجال الإكليروس وعلى رأسهم المنسيور كورسيا أسقف الإسكندرية والمنسيور باور الرسول البابوي ، و نصب على الشاطئ الآسيوي خيالة بورسعيد و على الشاطئ الإفريقي المظلات البديعة للجماهير المدعوين ، و وقفت السفن بالمرفأ على شكل قوس و كان عددهم يفوق الثمانين بجانب خمسون حربية منها ست مصرية و مثلها فرنسية و اثنتا عشرة إنجليزية وسبع نمساوية و خمس ألمانية و واحدة روسية و واحدة دنماركية و اثنتان هولنديتان و اثنان أسبانيتان ..

في الثانية بعد ظهر يوم 16 نوفمبر أخذ المدعوون يتقدمون نحو الإيوان و المظلات حتى جلس كل في مكانه فتوسطت الإمبراطورة أوجيني نجمة حفل الإفتتاح الصف الأول و إلى يمينها إمبراطور النمسا و الخديوي إسماعيل ثم ولي عهد بروسيا فولي عهد هولندا و عقيلته و إلى يساره جلست مدام اليوت عقيلة سفير إنجلترا بتركيا ( الذي وكله السلطان العثماني بذكر اسمه عند افتتاح القناة ) فالسفير إليوت فالأميرة مورا ، و على اليمين جلس الأمير محمد توفيق باشا ولي عهد مصر فالأمير هوفمان لو فمدام أغنانيف فالجنرال أغنانيف ..

دوت المدافع معلنة بداية الحفل الديني ، و وقف شيخ الإسلام محاطاً بالعلماء و تلا ما تيسر من القرآن الكريم ثم دعا الله أن يختص هذا العمل العظيم بعنايته و رعايته و أن يهيئ له النجاح في كل زمان ، ثم تقدم المنسيور كورسيا يحوطه رجال الإكليروس و تلا صلاة حارة دعا الله فيها أن يكلل هذا العمل و يباركه بروح من عنده ، ثم تقدم المسيو باور و ألقى بصوت جهوري و بعبارة فرنسية بليغة خطاباً وجهه إلى الخديوي أولا خصه فيه بآيات الشكر و الثناء على قيامه بهذا العمل العظيم الذي أدى إلى تصافح الشرق و الغرب ..

عند المساء مدت الموائد متتابعة لستة آلاف مدعو و بها أشهى الأطعمة و الأشربة ، حتى إذا حلت الساعة الثانية بدت الأنوار و الزينات على ضفتي القناة كأنها ضياء الصباح ، و ظهر يخت الخديوي "المحروسة" في حلة من الأنوار و أخذ يطلق مدفع بين دقيقة و أخرى و الموسيقى تدوي بنغمات الفرح و السرور و انقضى الليل و اختتمت الحفلة بالألعاب النارية ، و عند شروق شمس صباح يوم 17 نوفمبر كانت السفن تمر في قناة السويس و قد استعدت للإبحار و تقدمها يخت الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث على الأرجح و التي كانت أكثر الضيوف رفعةً للمستوى و حظوة باهتمام الخديوي إسماعيل ، لدرجة إقامة قصر مشابه لقصرها في فرنسا على ضفاف النيل و هو سراي الجزيرة ( فندق المصريون حالياً ) كي لا تشعُر بالغربة ، الأمر الذي وصفته في برقية أرسلتها لزوجها «نابليون الثالث» بمُجرد وصولها قالت فيها «لقد وصلت إلى بورسعيد في صحة جيدة ، و استقبال ساحر ، لم أرَ في روعته طوال حياتي»