أحمد محمد أحمد حسنين باشا

أحمد محمد أحمد حسنين باشا (31 أكتوبر 1889 - 19 فبراير 1946). والده عالم الأزهر محمد حسنين وجده أحمد حسنين الذي حمل لقب أمير التجار. كان والده أحد المقربين من الخديوي عباس ثم السلطان حسين كامل وعند تولى الملك فؤاد الحكم تمكن والده من الحصول على توصية من رجال البلاط لابنه الوحيد أحمد من اللورد ميلر لإلحاقه بإحدى الجامعات البريطانية حيث تخرج من أكسفورد وبعد ذلك شغل عدة وظائف ففى عام 1920 عمل كمساعد مفتش بوزارة الداخلية ثم منتدباً لمفاوضة إيطاليا بشأن الحدود الغربية عام 1924 ثم أميناً للملك فؤاد عام 1924 كما تم انتدابه لملازمة ولى العهد فاروق في رحلته الدراسية بلندن في أكتوبر 1935 وقد ساعد ذلك في توليه منصب رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق عام 1940.
تتحدث الملكة فريدة عن أحمد حسنين باشا و تقول " كان دبلوماسيا رقيق الطبع ، و يبدو مهذبا ، ناعم الكلام ، هاديء فقد كان من اصحاب المدرسة الميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) و كان فاروق في اول عهده يطيعه طاعة عمياء ، ويخافه و كان شديد التاثير على فاروق و كذلك على السياسة المصرية . و لكن بعد ذلك ساءت الاحوال بينهما حتى ان فاروق لم يكن يطيق سماع اسم أحمد حسنين " .
في ظهر يوم ١٩ فبراير شباط عام ١٩٤٦ في الساعة الثالثة ظهراً غادر أحمد حسنين قصر عابدين في سيارته متجهاً إلى بيته في الدقي. وعندما كانت السيارة تعبر كوبري قصر النيل، فجأة وبلا مقدمات جاءت من الناحية الأخرى المضادة سيارة "لوري" تابعة لقوات الجيش الإنجليزي بسرعة جنونية، ودار "اللوري" الإنجليزي في لحظة حول سيارة أحمد حسنين وصدمها صدمة هائلة. والتفت سائق سيارة حسنين مذعوراً إلى الخلف، وقال أحمد حسنين: "يا ساتر.. يا ساتر يارب"
وتقهقرت سيارة "اللوري" الإنجليزية إلي الخلف بعد أن ارتبك سائقها، ودار نصف دورة حول سيارة أحمد حسنين، ففوجئ بسيارة قادمة من الاتجاه الآخر، فعاد إلى الخلف مرة أخرى ليصدم سيارة أحمد حسنين مرة ثانية..
وكان أحمد حسنين قد انحنى قليلاً في مكانه بالسيارة وبدأ الدم ينزف من أنفه وتصادف مرور سيارة أحمد عبد الغفار وزير الزراعة، فأسرع بنقل أحمد حسنين بسيارته إلى مستشفى الأنجلو أمريكان، لكن روح أحمد حسنين فاضت إلى بارئها في الطريق إلى المستشفى، فنقلوا جثمانه من المستشفى إلى بيته في الدقي جثة هامدة.
وخرجت صحف مصر والصحف العالمية في اليوم التالي تحمل أخبار الحادث الذي راح ضحية له أحمد باشا حسنين رئيس الديوان الملكي