مصراوي 24
أرتيتا يخرج عن صمته بعد الخسارة أمام بورنموث! قبل المواجهة المنتظرة بين الفريقين.. تفوق ساحق ليوفنتوس على بولونيا! الفرعون المصري في الصدارة.. قائمة هدافي ليفربول في الدوري هذا الموسم هل يشارك بيلينجهام أمام سيلتا فيغو بالدوري الإسباني؟ في أول موسم له بالدوري الألماني.. مايكل أوليسي يحقق رقم قياسيًا جديدًا قبل مباراة الديربي.. تفوق واضح لتوتنهام على وست هام يونايتد نتيجة مباراة الأهلي وكواساكي اليوم.. ”الراقي” يتوج بذهب أسيا في ليلة لا تُنسى رابط الأسطورة مباشر.. بث مباشر مشاهدة مباراة برشلونة وبلد الوليد يلا شوت بلس في الدوري الإسباني بجودة عالية hd دون تقطيع نتيجة مباراة الحسين إربد وشباب الأردن.. 4 أهداف ولقب الدوري الأردني نتيجة مباراة الوحدات والرمثا.. الحسين إربد بطل الدوري الأردني للمرة الثانية عودة شتيجن بعد غياب 7 أشهر.. تشكيل برشلونة أمام ريال بلد الوليد اليوم في الدوري الإسباني بقيادة دوفبيك وبلغريني.. تشكيل روما المتوقع لمواجهة فيورنتينا في الدوري الإيطالي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأحد 4 مايو 2025 12:06 صـ 6 ذو القعدة 1446 هـ

مارتينا مدحت تكتب :” أنتحر أم أشرب القهوة؟!

"كيف أخاف من الموت، وكيف أخاف من الحياة، وكيف أخاف من الحياة الميتة، وكيف يحكمني الخوف الشائب على كل هذه التفاصيل".. كان هذا ما يدور فى رأسه فَور إستيقاظه، ذهب للجلوس قبالة النافذة وأخرج دفترًا قديما حمل بين صفحاته العديد من الذكريات والصور والورود الجافة بجانب الكلمات.

كتب كما إعتاد أن يكتب دائما حتى ترتاح رأسه ولو قليلًا : "لا أدرى يا عزيزتي ماذا يمكنني أن افعل اليوم، فالخوف يُعيد تشكيل ذاته وتجديد أساليبه الهجومية، أما عن وسائل دفاعاتي فتتراجع ولا أجسر على الوقوف بوجهه، هل أُريق قلبى على هذه الأوراق حتى ينتهى كل هذا؟ أم أجلس مكاني ولا أفعل شيئًا؟ فى كل الأحوال لا أحد يطلب منى شئ، لا أحد.

ماذا أفعل حيال هذه الكلمات التى تهرب تاركة مكانها فجوة ومعانٍ غير مكتملة ومنقوصة ؟ هل أُلقى بنفسي فى هذه الهَّوة السحيقة الفارغة لتبتلعني؟ أأجعلها تبتلعني ربما أستطيع حينها أن انتزع منها ملمحًا لذاتى؟

هناك رُعبًا قديما فى قلبى لم يُدفن، وتراكم بفعل المعارك العديدة، معارك ليس للسيف أى دور فيها، أشعر أنني أموت ولكن ليس دفعة واحدة، وأن لدي رغبة جامحة فى النوم ألف عام، ورغبة فى الإنتقام وإلحاق الآذى بنفسي وبالآخرين.

عزيزتي.. أنتحر؟ أم أشرب القهوة ؟ 

قرأ تساؤله الأخير بصوت عالِ كأنما يحثها على أن تأتي إليه، فقد إعتادا على أن يتشاركا الأفكار والمخاوف والحياة، كما تعاهدا على السير معًا وسط كل الأشياء، جلست بجانبه وقرأت ما كتب بتمَعُن، وحين إنتهت نظرت له نظرة طويلة وطبعت قبلة على جبينه وقالت بنبرة هادئة "سأذهب لأُعِد القهوة"، حين عادت وهي تضع القهوة أمامه قالت : "ولكن روحك لن تنطفئ ولن تذبل إذا غُمِرت بحب عظيم كالذى أحمله لك، حب إمرأة بها من تفاصيل روحك ما تحمله أنت، تكون هى الطريق إذا ضللت، الوِجهة إذا تشتت، الوطن إذا تغربت، والمسكن إذا تشردت ولَفَظك العالم خارج حدوده، إمرأة تهتم بك ويُهمها أمرك اليوم وكل أيام السنة".

ثم أمسكت القلم حتى تُسكت إضطراباته وكتبت: "أنت لا تموت دفعة واحدة، وأيضا لا تولد دفعة واحدة، ولا تحيا مرة واحدة، ولا يوجد شئ فى المطلق قُدِّر له أن يثبت على طور واحد أو يُعرف بمعنى واحد، ففي ذلك إنتقاص للقيمة وعدم إكتمال للرؤية.

يحدث أن بعد الرغبة الجامحة فى النوم لألف عام والإختفاء من الوجود، أن تفهم وتقنع وترضى أنك لست مجرد حزنك، لست مجرد ألمك، ولست مجرد هذه الكتلة من الحنق والغضب، أنت تملك ما يحتاجه هذا العالم حتى يكتمل، ولن يستطيع غيرك إعطاءه، بدونك سيكون هذا العالم مكانًا وحيدا، تماما مثلى إذا رحلت.

وبعد الرغبة فى الإنتقام وإلحاق الآذى بنفسك وبالآخرين، تصبح أكثر نُضجا، لك من الصبر والحكمة والهدوء ما لرجل حكيم، تَعّلَم أن يتعايش مع الخسارة حتى يُشفى منها، ويأتى يومًا وتنسى المشقة كتفاصيل باهتة وغير مكتملة تذكرها، وتستريح وليس من يزعجك، يصبح لظلامك صباح ويكون لك رجاء لا ينضب وما تُشيده لا ينهدم وما مات يحيا وما وُلِد يصبح كاملًا...