مصراوي 24
كيفية مشاهدة مباراة الأهلي وإلتشي اليوم ضمن معسكر إسبانيا موعد مباراة الأهلي وإلتشي الإسباني اليوم ضمن معسكر الراقي القنوات الناقلة لمباراة فلامنجو ضد مينيرو اليوم مع الموعد والتشكيل في بطولة كأس البرازيل القنوات الناقلة لمباراة الأهلي ضد إلتشي الودية اليوم مع الموعد جمال عبدالحميد لـ”الصباح العربي”: الأهلي خسر مكانه لبيراميدز.. ومصطفى محمد لو مبقاش خليفتي مش هيخسر حاجة طارق رضوان لـ الصباح العربي: الزمالك يسير في الطريق الصحيح.. وجون إدوارد مكسب ولا يبحث عن ”الشو”.. وهذه رسالتي للإدارة والجماهير عاجل| القبض على أم مكة البلوجر .. ما علاقة مروة بنت حسني مبارك؟ نتيجة مباراة الزمالك وغزل المحلة: فوز الفارس الأبيض على زعيم الفلاحين بهدفين مقابل هدف وحيد أول تصريح من محمد عدلان بعد الانضمام ليد الزمالك: حققت حلمي وسأقاتل من أجل البطولات لمكافحة المعلومات المضللة.... منصة التيك توك تتيح ميزة Footnotes تارا عماد لـ الصباح العربي| مسلسل”كتالوج” علمني أواجه وجعي و”درويش” مغامرة خارج التوقعات نقابة السينمائيين تُعلن وفاة المنتج صلاح شميس في بيان رسمي وتحدد مكان العزاء
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأحد 3 أغسطس 2025 03:21 صـ 9 صفر 1447 هـ

مارتينا مدحت تكتب :” أنتحر أم أشرب القهوة؟!

"كيف أخاف من الموت، وكيف أخاف من الحياة، وكيف أخاف من الحياة الميتة، وكيف يحكمني الخوف الشائب على كل هذه التفاصيل".. كان هذا ما يدور فى رأسه فَور إستيقاظه، ذهب للجلوس قبالة النافذة وأخرج دفترًا قديما حمل بين صفحاته العديد من الذكريات والصور والورود الجافة بجانب الكلمات.

كتب كما إعتاد أن يكتب دائما حتى ترتاح رأسه ولو قليلًا : "لا أدرى يا عزيزتي ماذا يمكنني أن افعل اليوم، فالخوف يُعيد تشكيل ذاته وتجديد أساليبه الهجومية، أما عن وسائل دفاعاتي فتتراجع ولا أجسر على الوقوف بوجهه، هل أُريق قلبى على هذه الأوراق حتى ينتهى كل هذا؟ أم أجلس مكاني ولا أفعل شيئًا؟ فى كل الأحوال لا أحد يطلب منى شئ، لا أحد.

ماذا أفعل حيال هذه الكلمات التى تهرب تاركة مكانها فجوة ومعانٍ غير مكتملة ومنقوصة ؟ هل أُلقى بنفسي فى هذه الهَّوة السحيقة الفارغة لتبتلعني؟ أأجعلها تبتلعني ربما أستطيع حينها أن انتزع منها ملمحًا لذاتى؟

هناك رُعبًا قديما فى قلبى لم يُدفن، وتراكم بفعل المعارك العديدة، معارك ليس للسيف أى دور فيها، أشعر أنني أموت ولكن ليس دفعة واحدة، وأن لدي رغبة جامحة فى النوم ألف عام، ورغبة فى الإنتقام وإلحاق الآذى بنفسي وبالآخرين.

عزيزتي.. أنتحر؟ أم أشرب القهوة ؟ 

قرأ تساؤله الأخير بصوت عالِ كأنما يحثها على أن تأتي إليه، فقد إعتادا على أن يتشاركا الأفكار والمخاوف والحياة، كما تعاهدا على السير معًا وسط كل الأشياء، جلست بجانبه وقرأت ما كتب بتمَعُن، وحين إنتهت نظرت له نظرة طويلة وطبعت قبلة على جبينه وقالت بنبرة هادئة "سأذهب لأُعِد القهوة"، حين عادت وهي تضع القهوة أمامه قالت : "ولكن روحك لن تنطفئ ولن تذبل إذا غُمِرت بحب عظيم كالذى أحمله لك، حب إمرأة بها من تفاصيل روحك ما تحمله أنت، تكون هى الطريق إذا ضللت، الوِجهة إذا تشتت، الوطن إذا تغربت، والمسكن إذا تشردت ولَفَظك العالم خارج حدوده، إمرأة تهتم بك ويُهمها أمرك اليوم وكل أيام السنة".

ثم أمسكت القلم حتى تُسكت إضطراباته وكتبت: "أنت لا تموت دفعة واحدة، وأيضا لا تولد دفعة واحدة، ولا تحيا مرة واحدة، ولا يوجد شئ فى المطلق قُدِّر له أن يثبت على طور واحد أو يُعرف بمعنى واحد، ففي ذلك إنتقاص للقيمة وعدم إكتمال للرؤية.

يحدث أن بعد الرغبة الجامحة فى النوم لألف عام والإختفاء من الوجود، أن تفهم وتقنع وترضى أنك لست مجرد حزنك، لست مجرد ألمك، ولست مجرد هذه الكتلة من الحنق والغضب، أنت تملك ما يحتاجه هذا العالم حتى يكتمل، ولن يستطيع غيرك إعطاءه، بدونك سيكون هذا العالم مكانًا وحيدا، تماما مثلى إذا رحلت.

وبعد الرغبة فى الإنتقام وإلحاق الآذى بنفسك وبالآخرين، تصبح أكثر نُضجا، لك من الصبر والحكمة والهدوء ما لرجل حكيم، تَعّلَم أن يتعايش مع الخسارة حتى يُشفى منها، ويأتى يومًا وتنسى المشقة كتفاصيل باهتة وغير مكتملة تذكرها، وتستريح وليس من يزعجك، يصبح لظلامك صباح ويكون لك رجاء لا ينضب وما تُشيده لا ينهدم وما مات يحيا وما وُلِد يصبح كاملًا...