مصراوي 24
من هو نور الدين بن ذكري ويكيبيديا المرشح لتدريب الزمالك بعد يانيك فيريرا؟ مواجهة نارية في الدوري الألماني.. كل ما ترغب بمعرفته عن مباراة بوروسيا دورتموند وأوغسبورغ خاص للصباح العربي| إقالة يانيك فيريرا رسميًا خلال الساعات القادمة وموسيماني البديل بنسبة 90% كيفية إدخال شفرة قناة الجزائرية الأرضية على النايل سات خطوة بخطوة لمشاهدة مجانية الاتفاق يصطدم بالحزم اليوم في الجولة السابعة من مواجهات الدوري السعودي 2025 ميعاد افتتاح المتحف المصري الكبير” الرسمي.. دليل شامل بمواعيد الحفل والتغطية التلفزيونية وأسعار التذاكر استغلوا الذكاء الاصطناعي: خطوات تحويل صورتك بالزي الفرعوني مجاناً للمشاركة في تريند افتتاح المتحف المصري الكبير ما هو دعاء البرق والرعد المستجاب؟ الدعاء الذي يقال عند سماع البرق والرعد صيغة دعاء استفتاح الصلاة وحكمه مكتوب كامل بخط كبير تفسير رؤية الميت في المنام وهو حي ولا يتكلم للمتزوجة لابن سيرين تفسير حلم خطوبة للعزباء من شخص مجهول في المنام لا تعرفه لابن سيرين تفسير حلم نزول المطر للمتزوجة والحامل في المنام بغزارة عند ابن سيرين
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 1 نوفمبر 2025 04:05 صـ 11 جمادى أول 1447 هـ

سمير عطا الله يكتب.. المنقذون أيضاً يموتون

ظاهرة لم ننتبه إليها من قبل: أن الكوارث الكبرى تهزم الأبطال أيضاً. هذه المرة أدركنا أن هم أيضاً يموتون. رجال الإطفاء الأشداء ورجال الإسعاف ورجال الإنقاذ: ثلاثة إطفائيين من عائلة واحدة جرفهم انفجار الميناء في بيروت، وسبعة شبان آخرين من سلك الإطفاء بينهم صبية في عمر الورود وجمالها... جميعهم شُيّعوا في نعوش بيض، لون الأعراس بدل لون الموت.
كنا نعتقد أنهم لا يموتون في مهامهم. يذهبون إلى الحرائق والانفجارات ويعودون منها كما يذهب أي إنسان إلى عمله ويعود منه. وكان في اعتقادنا أنهم متفوقون وخارقون، يُقْدمون حيث يهرب الإنسان العادي، ولم نكن نظن أنهم يُهزمون ويُطمرون تحت الرمال ويعودون إلى أمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم في أكياس، لم يستطع التعرف عليها سوى فحوصات الحمض النووي.
في الخمسينات غرقت قرب شواطئ بيروت باخرة ركاب فرنسية تدعى «شامبوليون». طلعت عليها عاصفة في قوة وشر إعصار. وفي اليوم التالي امتلأت صحف بيروت بصور وأخبار الإطفائيين البحريين، من عائلة البلطجي (رياس الميناء) ورجال فرقة الإطفاء. ظلت بيروت تتحدث عن الأعمال البطولية طوال سنين، وكذلك صحف فرنسا. وبقيت في ذاكرتنا الفتيّة يومها صور أصحاب الخوذ الحمراء، وقد وصلوا إلى البرّ مع الركاب الذين أنقذوهم من السفينة التي هوت بعدما ارتطمت بالصخور.
انفجار الميناء في 4 أغسطس (آب) كان أكبر من عاصفة، وأقوى وأشرس وأكثر عمى من إعصار. فالطبيعة حتى في ذروة هولها، تظل أكثر رأفة من الشر المصنّع. شر الإهمال والجهل والفساد والقسوة البشرية. والانفجار الذي خطف بقوته رجال الإطفاء، كان أرحم من الإعصار الذي رفع أمواج المتوسط بالسفينة «شامبوليون» ورمى بها على الصخور قبيل شاطئ بلدة خلدة.
ليس موت شجعان الإطفاء وفرسان الإنقاذ علامة السوء الوحيدة في انفجار الميناء. مقابل شجاعة هؤلاء حتى الموت، كان هناك جبن السياسيين حتى العار. باستثناء سعد الحريري لم يجرؤ أحد منهم على الخروج إلى الناس في موقع الكارثة. لم يذهب أحد منهم إلى المستشفيات المدمرة والبيوت المتهاوية والبائسين الذين فقدوا سقوفهم ومستوريتهم وجلسوا بين الركام يبحثون عن غد، مرعب هو أيضاً، في بقاء هذه الطبقة من آكلة لحوم لبنان.
لم أعرف امتحاناً للفئة السياسية مثل هذا الامتحان في أي مكان من العالم. لبنان غارق في الرمال والبحر والدماء والخراب، والسياسيون يبحثون عن حقيبة وزارية، من أي نوع ومن أي درجة. وفي لبنان نسمي المهمة الوزارية حقيبة، لأن معظم حامليها يخرجون بها محمّلة.... شو ما كان!.. نقلا عن جريدة الشرق الأوسط