مصراوي 24
أغنية ”كتاب مفتوح”.. مصطفى كامل يطرح ثاني مفاجآت ألبومه الجديد اتهام رسمي يحذف أغنية ”أحبك” لحسين الجسمي من يوتيوب (تفاصيل) الصين تربك صفقة انتقال رونالدو وتُقلص حظوظ الأهلي في ضمه الأهلي يُنهي مشوار ميشيل يانكون ويكشف ملامح الجهاز الفني الجديد بقيادة ريبيرو استعدادات الأخضر.. رينارد يستدعي سالم النجدي لمعسكر منتخب السعودية استعدادًا لمواجهتي البحرين وأستراليا باريس سان جيرمان يقترب من خطف ميسي الجديد تحت أعين ريال مدريد عبد الصمد الزلزولي يلمع في نهائي المؤتمر الأوروبي ويشعل حسابات برشلونة المالية رسميًا.. الأهلي يُعلن التعاقد مع خوسيه ريبييرو لمدة عامين التفاصيل الكاملة بخصوص تعيين المعلمين بعد انتهاء اجتماع مجلس النواب اليوم تفاصيل جديدة في العلاقة بين نوال الدحوي وحفيدها أحمد قبل مقتله أسود الرافدين في معسكر مغلق.. موعد مباراة العراق والصين الودية والقنوات الناقلة اكتشاف جديد لا تعترف به الحكومة التركية.... استنشاق خلايا النحل فيه شفاء من الأمراض
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الإثنين 16 يونيو 2025 02:00 مـ 20 ذو الحجة 1446 هـ

كرم جبر يكتب: إعادة ترسيم الأخلاق !

سمعت مرة المرحوم الدكتور زويل يفسر سر هروبه من مصر ونجاحه فى أمريكا.. فقال: فى أمريكا يبدأ الأستاذ العمل فى المعمل مبكراً، وبعد انتهاء دوامه يكتب تقريره لمن يأتى بعده، فيكمل التجارب، ويكتب تقريراً لمن يليه.. وهكذا فريق متواصل ومتناغم يكمل بعضه بعضاً، بدون أحقاد أو ضغائن أو نفسنة. أما فى جامعة الإسكندرية، حيث كان يعمل زويل، فكان يضطر لشراء بعض الأدوات من جيبه الخاص، وأيضا «قفل» خوفاً من سرقتها، فيفاجأ فى اليوم التالى بكسر القفل والدرج والأشياء مسروقة. الأتوبيس.. إذا وجده الركاب «فاضي» صعدوا فى هدوء، وإذا كان مزدحماً، هرولوا وأوقعوا وداسوا بعضهم، وهذا يفسر ما يحدث لنا وما نفعله بأنفسنا، وكيف نكسر حصار العشوائيات؟ يزداد الصراع على الحياة كلما ضاقت فرص الحياة، ومن سنوات كنا نخزّن السكر والزيت والأرز والمواد التموينية بكميات كبيرة خوفاً من الأزمات، أما الآن فنشترى كيلو أو اثنين لأنه متوفر، ورغم الوفرة إلا أن هناك من يعمل بمنطق استبدال الأزمات، بإشاعة أجواء اليأس والإحباط. نحتاج إلى إعادة ترسيم المبادئ والمثل والأخلاق والضمير، وتدشين قيم المنافسة الشريفة وتطبيق القانون على الجميع بعدالة وقوة، وإشاعة روح العدل والطمأنينة. كلنا بلا استثناء نشكو من «الناس السيئين»، فأين هم «الطيبون»، الذين نبحث عنهم ولا نجدهم، ولماذا نتعامل مع أنفسنا بعدوانية، ومع الآخرين بقسوة وجحود وإنكار؟ انفراجة الحياة تجعل الإنسان يهدأ قبل أن يغضب ويفكر قبل أن يحكم، حتى المصرى الذى يترك وطنه ويهاجر للخارج، لا ينسى أبداً أيامه الحلوة مهما عانى من قسوة الحياة، ويظل يحلم بالعودة، وكثيرون ممن طحنتهم أزمة كورونا فى الخارج، تمنوا أن تكون عزلتهم فى الوطن بدلاً من عزلتين: الغربة والفيروس، ويزداد حباً لوطنه تواقاً للعودة إليه. الطريق طويل لبناء دولة متعافية.. وتوفير جودة الحياة، والقدرة على إشاعة روح الطمأنينة فى القلوب والأمان فى النفوس، حتى نستطيع التخلص تدريجياً من الميراث النفسى السيئ، والمتراكم عبر سنوات طويلة. شربنا المر، حين كان بلدنا يستورد بالات الملابس القديمة، والدجاج الفاسد، وطعام القطط والكلاب لاستخدام البشر، وكان الناس يقفون طوابير عشرات الأمتار لاقتناص دجاجة مجمدة أو زجاجة زيت من مجمع استهلاكي، والآن من حق كل إنسان أن ينظر للوضع الحالى ويحكم بنفسه. تأثر المصريون نفسياً بسبب سوء الحياة.. ورحلوا إلى الخليج وعادوا بمساوئه وسلبياته، ووقعوا أسرى لأنماط استهلاكية لم يستطيعوا الاستمرار فيها: الكاسيت والسجاير المارلبورو الحمراء والعباية الصوف والمروحة والساعة الجوڤيال الملونة. وأخطر ما تمخضت عنه سنوات الغربة، الأفكار الصحراوية الحارة المشبعة بالرمال، فهبت على العقول بتيارات وممارسات متطرفة، بعيدة عن روح التسامح والتواصل، المستمدة من جريان النيل. لا بديل عن الاقتحام الجريء لقيم الحياة واستعادة الأرض المفقودة.. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً.. ومعنى غلاباً: بالغلبة والقوة.

نقلا عن اخبار اليوم.