مصراوي 24
الفرنسي يتألق.. نتيجة مباراة ريال مدريد ضد تالافيرا اليوم في كأس ملك إسبانيا 2025 تعليق الدراسة الحضورية غدًا في الرياض ومحافظاتها والتحول إلى منصة مدرستي نتيجة مباراة مانشستر سيتي ضد برينتفورد في كأس الرابطة 2025.. عودة نارية لكتيبة جوارديولا نتيجة مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو اليوم في نهائي كأس إنتركونتيننتال 2025 والملخص هل يتفوق ريال مدريد على تالافيرا الليلة ضمن منافسات كأس ملك إسبانيا؟ كل ما ترغب بمعرفته عن مباراة ريال مدريد و تالافيرا ضم منافسات الدور 32 من كأس ملك إسبانيا من يحسم مواجهة الليلة بين مانشستر سيتي وبرينتفورد ضمن منافسات كأس الرابطة الإنجليزي؟ هل ينجح مانشستر سيتي بالتفوق على برينتفورد الليلة ضمن منافسات الدور الربع نهائي لكأس الرابطة الإنجليزي؟ محتوى ترفيهي متنوع.. تردد قنوات السكرية أفلام على النايل سات 2025 مفاجأة كبرى.. صحيفة الرياض تعلن رحيل هيرفي رينارد وتعيين مدرب جديد للمنتخب السعودي كيفية مشاهدة مباراة باريس سان جيرمان وفلامنجو في كأس إنتركونتيننتال شاهد بدون تشفير.. تردد قناة سوريا الرياضية الناقلة لدوري أبطال أوروبا وكأس إفريقيا 2025
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الخميس 18 ديسمبر 2025 03:39 صـ 28 جمادى آخر 1447 هـ

” أيـــن كــنـــتَ كــل هــذا الـــوقـــت ؟” قصة قصيرة جديدة - أحمد الخميسي

تقدمتُ نحوك هذا الصباح وصافحتك. وذكرتكِ بنفسي مرة أخرى. مليتُ عيني منك في صمت بأمل أن تتذكريني، لكنك رميتني بنظرة ما بين الاستنكار والاستفهام والتعجب، كأنما أذكرك بشخص كنت تعرفينه ونسيته أو أني ذكرتك بحدث طوت سيرته السنون من زمن بعيد. لبثت واقفا أعرض وجهي عليك ثابت الملامح، أنتظر. واصلتِ التطلع إلي، وفجأة رقتْ عيناك بدهشة خفيفة كأنك تقولين: " ياه .. أهو أنت؟ ". لكن الدهشة الرقيقة سرعان ما ذابت في حيرة أشبه بالاعتذار والتأسف. لم تتذكريني، مع أني لم أحرك عضلة في وجهي ولم أرمش بعيني وأنا أعرض وجهي أمامك. في المساء لبثتُ واقفا قرب بيتك نحو ساعتين، إلى أن رأيتك تخرجين بمفردك، سرت خلفك أتبعك من على مسافة قصيرة، أنصت إلى وقع قدميك على الإسفلت وأنت تسيرين على مهل ، تمشين شاردة كأن وجودك صدى صوت لا تذكرين متى أو أين سمعته. تقطعين الشارع إلى الناحية الأخرى، تتوقفين أمام واجهات المحلات، تضغطين بقبضة يدك على حقيبتك. هل أنت مستوحشة وغريبة ومنهكة إلى حد البكاء؟ أم أنني أتخيل هذا؟. تواصلين السير، تتمهلين عند كشك الزهور القائم في الميدان. تتفحصين أصص الورد وما يطل منها، وأنا أراقبك من الرصيف المقابل. أراك ترفعين واحدا لأعلى، تشمين أعواد الورد. تفتحين الحقيبة، تدسين فيها يدك وتخرجيها، تنقدين البائع ثمن الورد. تستديرين وتستأنفين السير في الشارع الذي تحفه أشجارالبانسيانا الطويلة. تقدمتُ إليك. ذكرتكِ بنفسي مرة أخرى. تُاهتِ نظرتك في وجهي لكنك هتفتِ :"آه.. بالطبع. بالطبع". لبثت واقفا أعرض وجهي عليك ثابت الملامح، أنتظر. لكنك صوتك سرعان ما ذاب في النظرة الحائرة. سرت بجوارك، كتفي تكاد أن تلامس كتفك، تكاد أنفاسي أن تتلاشى في أنفاسك، يكاد الماضي أن يصبح حاضرا. بلغنا البيت الذي تسكنين. توقفتِ، تناولت الورد من بين يدي، حدقت بي بنظرة لامعة كأن كل ما جرى ويجري أمر مفهوم، وبنفس النظرة شددت على يدي تودعينني بحرارة، لكنك لم تتذكري ما مر بروحي ولا بروحك، لم تتذكري شعورا كان أرق من المطر في الليل. الآن، وأنت وحدك في حجرتك، تخلعين قرطك من أذنيك، لا ترينني حتى وأنا جالس صامتا على مقعد في مواجهتك، جالس أهمس باسمي،أهمس باسمك، وأتشبث بحافة ما كان من قبلات وعناق وأنفاس حارة. يكفي كل هذا النسيان لكي تتذكريني ولو مرة، ولو لحظة، ولكي تنظري في عيني وتهتفين كمن ضاع ثم وجد نفسه فجأة :

" أين كنتَ كل هذا الوقت ؟َ".