مصراوي 24
كنت بهزر ونجحت.. أول تعليق من محمد رمضان على أغنية ”أنا أنت” للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.. منصه مدرستي 1447 تسجيل الدخول بالخطوات أحمد شوبير: إمام عاشور سيغيب عن الأهلي لمدة طويلة بعد إصابته بفيروس a ليس الراتب.. ما أسباب فشل مفاوضات الأهلي مع مانشيني؟ بعد إصابة إمام عاشور بفيروس a.. ما حقيقة شماتة خالد الغندور؟ القنوات الناقلة لمباراة الوصل ضد استقلال طهران مع الموعد اليوم في دوري أبطال آسيا 2 العالمي في اختبار آسيوي.. القنوات الناقلة لمباراة النصر ضد استقلال دوشنبه في دوري أبطال آسيا 2 معركة البافاري والبلوز.. القنوات الناقلة لمباراة بايرن ميونخ ضد تشيلسي اليوم في دوري الأبطال 2026 حملة الدفاع عن اللقب.. القنوات الناقلة لمباراة باريس سان جيرمان اليوم ضد أتالانتا في دوري أبطال أوروبا مباريات النيراتزورى.. القنوات الناقلة لمباراة إنتر ميلان ضد أياكس أمستردام اليوم في دوري أبطال أوروبا 2026 شاهد محمد صلاح والرفاق.. القنوات الناقلة لمباراة ليفربول ضد أتلتيكو مدريد اليوم في دوري أبطال أوروبا الدوري المغربي 2026 - القنوات الناقلة لمباراة الرجاء البيضاوي ضد الجيش الملكي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأربعاء 17 سبتمبر 2025 11:22 صـ 25 ربيع أول 1447 هـ

حـفـيـف صــنـدل.. قصة قصيرة. . أحمد الخميسي

توقف بي الميكروباص عند الكيلو 21 من الاسكندرية حيث تصطف السيارات المتجهة إلى القاهرة. هبطت تتأرجح على ظهري حقيبة صغيرة خفيفة، وامتد أمامي ميدان تنفتح عليه مثل الأسهم عدة شوارع غاصة بالحركة. لبثت أتلفت بحثا عن موقف سيارات القاهرة، فوقعت عيني على رجل نحيف في حوالي الأربعين في سروال ضيق مهترئ، وقميص عليه حروف انجليزية باهتة، قدماه في صندل بلاستيك مفتوح. نظرت إلى أصابع قدميه العارية فسرت منها في بدني قشعريرة الجو البارد. رأيته وقد مال بصدره وذراعيه على واجهة سيارة ملاكي، يمسح زجاجها بدوائر من خرقة متسخة. قلت له : " أين تقف سيارات القاهرة؟". ارتد بجذعه للوراء وأمعن النظر في طويلا وأنا أعاين شعر رأسه الأبيض الهائش من دون أن أعرف إن كان ذلك لون الشيب أم أنه بياض جير عمال الدهان. رمش بعينيه بفتور شخص لم يغسل وجهه طويلا ثم رفع ذراعه ببطء يشير إلى كوبري:" هناك. تحت ذلك الكوبري"، خرجت كلماته مثل بقبقة غريق لا يقوى على اطلاق صوته، حروفا داخل فقاعات هواء. التفت إلى حيث أشار وقلت له:" نعم. رأيت الكوبري". توقعت أنه سيوليني ظهره ويرجع إلى زجاج السيارة يلمعه بالخرقة السوداء، لكنه ظل يحدق بي في ثبات متخشبا في مواجهتي كأن ثمة حديثا معلقا لم ينته. سددت إليه نظرة أحاول أن أخمن ما الذي يحجم عن قوله، فلم أر سوى نظرة جوع غائر في ذكرياته وارتجاف شفته فاضطرب شيء في دمي، وأخرجت ورقة بخمسة جنيهات ناولتها إياه وأوليته ظهري. مشيت عدة خطوات وما لبث أن تناهى إلى حفيف صندله يزحف خلفي وصوته مهشما:" ليس الصف الأول من السيارات.الصف التالي..على اليمين". التفت إليه. كان رأسه يرجف مثل طائر لا يقوى على الرفرفة. قال:"الصف التالي.. على اليمين".أردف: "حضرتك عرفت؟". ناولته ورقة أخرى بعشرة جنيهات. استبقاها في راحة يده يمر عليها بأطراف أصابعه كأنه يستمد منها الدفء. قطعت عدة خطوات للأمام فتبعني يقول: " هناك سيارات تذهب بك إلى المرج وأخرى إلى ميدان رمسيس، لكن رمسيس أحسن لك. رمسيس أفضل لحضرتك"، وحدق بي بعينين تخترقان الفضاء وتسقطان على الأرض بلا أمل. تمتم: " حضرتك عرفت؟". وبقي جامدا تتدلى خرقة القماش من يد، ويده الأخرى تمر على الحروف الانجليزية الباهتة فوق قميصه. سحبت من جيبي ورقة مالية أخرى ناولتها إياه، قبض عليها بقوة ورفع بصره نحوي:"خلاص. حضرتك عرفت. خلاص. أنت عرفت". أولاني ظهره بحزم هذه المرة . مشي وهو يتلفت حوله في سيره. تابعته ببصري وهو يبتعد شيئا فشيئا. هبت على الميدان زوبعة باردة من البحر فرقته خيوطا تتأرجح في الريح، فلم يبق سوى صندل، وحفيف قلب يحتك بالأرض.