مصراوي 24
اكتشف أبرز الخدمات الرقمية الجديدة في السعودية خلال 2025: ثورة تقنية تغير حياتك اليومية ماذا قدم الدوري السعودي للمحترفين للاعبين الشباب؟ فرص ذهبية لبناء نجوم المستقبل كيف تؤثر قرارات الفائدة العالمية على القروض والأسعار في العالم العربي: التغييرات الكبرى بعد خفض الفيدرالي 2025 بعد تدهور صحتها والضرب المبرح: مطالبات فورية بالإفراج عن نرجس محمدي حائزة نوبل للسلام.. ولجنة نوبل تستنكر الاعتقال لن تصدق.. ما هو سبب طلاق حسام الحسيني ونانسي بيرو؟ تعليق الدراسة غداً الثلاثاء 16 ديسمبر في شمال سيناء بسبب سوء الأحوال الجوية خالد الزعاق يوثق جريان السيول 2025 بفيديو مثير من قلب الحدث: شاهد اللحظات المذهلة بسبب غزارة الأمطار.. جامعة الملك سعود للعلوم الصحية تعلق الدراسة الحضورية وتحولها إلى ”أونلاين” في الرياض والأحساء أقوى تردد على نايل سات لاستقبال أكبر عدد من القنوات بسهولة وجودة عالية hd أفلام رعب وأكشن جديدة.. تردد قناة موفيز أفلام الجديدة على النايل سات 2025 لا تفوت المشاهدة.. تردد قناة ماجستيك دراما 2025 الجديد نايل سات بإشارة عالية لمشاهدة أقوى الأفلام العربية.. تردد قناة hebeshah الجديد 2025 نايل سات بأعلى جودة HD
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 06:02 صـ 26 جمادى آخر 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: الـبـشــر.. أجـمـل هــدايــا الـعـيــد

كل سنة وأنتم طيبون، ومصر بخير. العيد، وفيه تصحو في ذاكرتي عمتي فتحية الخميسي، أول من نفحني جنيها كاملا في العيد عام 1960، وكان الجنيه ثروة ضخمة، ظللت يومين أتدبر فيما أنفقه.وكانت عمتي هذه ممتلئة، لكنها كانت إذا غنت ينقلب صوتها إلى وتر حساس وتغشى الدموع عينيها من التأثر والرقة. كانت الفلوس، والملابس الجديدة هدايا مفرحة، لكن مع التقدم في السن لم تعد النقود والقمصان تبعث الفرح في نفسي، صرت أبحث عن الهدايا في البشر، أولئك الذين يطبطبون على الجراح، ويضمدون الروح بنظرة تقدير وحب وتعاطف. البشر المحبون للآخرين هم أجمل هدايا العيد وهم العيد. أذكر في هذا المضمار الشاعر الراحل عبد القادرحميدة الذي بدأت حياتي الصحفية معه في مجلة الاذاعة والتلفزيون، أذكر تفاؤله المتدفق. كنت أعمل وأنا مازلت طالبا في السنة الثانية ثانوي، وأذهب إلى المجلة بكتب المدرسة حتى لاحظها في يدي فبهت وقال لي:"يا أحمد غلف هذه الكتب ولو بورق جرائد. أنت تراجع مقالات صحفيين عندنا حصلوا على شهادات جامعية ولو عرفوا أنك تلميذ لثاروا وغضبوا". وظلت تربطني به علاقة المحبة حتى النهاية، وكثيرا ما كنت أتذكر في حياته قول شارلي شابلن:" نحن بحاجة إلى الطيبة أشد من حاجتنا إلى العبقرية". في موسكو كان الشاعر العظيم رسول حمزاتوف هدية كل عيد، وهو القائل:" نجوم كثيرة وشمس واحدة.. نساء كثيرات وأم واحدة .. بلاد بلا عدد ووطن واحد". عاتبني مرة لأنني قليل الاتصال به، وحين قلت له معتذرا:" أنت شاعر كبير أستاذ رسول ولا أحب أن اشغل وقتك"، قال لي:" يا أحمد أنا أعطي أصدقائي وقتي المشغول وليس وقتي الفاضي". وطالما كان حمزاتوف حيا كنت أشعر بالطمأنينة وبأن الخير في العالم سيهزم الشر. كان حمزاتوف هدية كل عيد. في مصر تعرفت إلى د. محمد رؤوف حامد، العالم الكبير الذي نال مؤخرا جائزة العمل الصحي الدولي تكريما لدوره العلمي والثقافي، وأحببت رؤوف حامد، فقد وجدت فيه ليس فقط العالم الكبير بل والانسان الذي يفيض بالعذوبة والتواضع، ولعل الجمع بين العلم والعذوبة معجزة. ومازال د. رؤوف حامد هدية إنسانية لكل من تعرف إليه. نحن بحاجة إلى تلك الهدايا، إلى تلك النبرة التي تطبطب على الروح بمحبة، لأننا نمضي في حياتنا ونظهر خلال ذلك أننا متماسكون أشداء من دون أن يدري أحد أي جهد نبذله لنبدو أشداء بينما ندوس على جراحنا. البشر الذين يحسنون تضميد الروح هم أجمل هدايا العيد، أو هم العيد نفسه. أذكر الصديق العزيز د. أبو بكر يوسف وكنت أمر بأزمة طاحنة في موسكو، وحين حكيت له عما بي، وضع يده على كتفي ولزم الصمت. وكان صمته أبلغ من أي كلام. كان عيدا. أذكر عمي الغالي محمود السعدني، وكنت قد عدت من روسيا الى مصر لتوي ولم يكن لدي الجميع سوى سؤال واحد يوجهونه إلي:" كيف انهار الاتحاد السوفيتي؟"، أما عم محمود فقد سألني سؤالا واحدا آخر:" أنت بتأكل منين؟"، ثم سعى ليجد لي عملا. في العيد أستعيد أصوات ووجوه وقلوب كل الذين كانوا في حياتي هدايا لا تقدر بثمن، كل من أقام في روحي خيمة محبة، وعلق المصابيح الملونة، واستدعى للمحبة أعظم المنشدين والموسيقيين.

ابحثوا عن البشر، هداياكم في العيد، فتشوا عنهم في النظرات، والنبرات، والكلمات، وفي الصمت المتفهم. أنتم هدايا الناس، والناس هداياكم. كل عيد وأنتم طيبون.

موضوعات متعلقة