نادي القصة ينجو من الإغلاق للمرة الثانية وينتقل إلى قصر الإبداع الفني

للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، يواجه نادي القصة أحد أعرق الكيانات الأدبية في مصر أزمة حادة بسبب فقدان مقره، مما دفع وزارة الثقافة إلى التدخل العاجل لإنقاذ النادي من التهجير مجددًا، بعد تلقيها مناشدات من أدباء ومثقفين بارزين.
وكان النادي قد فقد مقره التاريخي في شارع القصر العيني منذ سنوات قليلة، نتيجة صدور حكم قضائي بتمكين الورثة من العقار، لينتقل بعدها بصعوبة إلى مقر بديل بشارع فيصل، ولكن الأزمة عادت للظهور مجددًا بعد مطالبة المالك الجديد برفع القيمة الإيجارية إلى أكثر من 20 ألف جنيه شهريًا، وهو ما يفوق إمكانات النادي، مهددًا إياه بالإخلاء خلال شهر.
تدخل وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو حيث وجّه الهيئة العامة لقصور الثقافة بسرعة توفير مقر دائم يليق بمكانة النادي، وجرى تخصيص مقر جديد له داخل قصر الإبداع الفني بمدينة السادس من أكتوبر، وهو أحد أحدث المنشآت الثقافية المجهزة بكافة الإمكانات لدعم الأنشطة الفكرية والأدبية.
ومن المقرر أن يواصل النادي تنظيم فعالياته بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، حيث سيتم تثبيت ندوتين شهريًا في كل من مركز الإبداع الفني بساحة الأوبرا وبيت الست وسيلة، إلى جانب استمرار مسابقة "طه حسين للرواية" التي تهدف لاكتشاف أصوات أدبية جديدة.
كما أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب عن عودة إصدار مجلة "نادي القصة" التي تصدر بشكل ربع سنوي، في خطوة تعكس التزام الدولة بدعم المنابر الثقافية التي تمثل جزءًا من الذاكرة الأدبية المصرية.
يُذكر أن نادي القصة تأسس في خمسينيات القرن الماضي على يد مجموعة من كبار الأدباء، وكان له دور ريادي في احتضان المبدعين، وترشيح أعضائه لجوائز الدولة، وتعاقب على رئاسته رموز أدبية كبرى من أمثال طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف السباعي، مما يجعله مؤسسة ثقافية ذات قيمة رمزية وتاريخية كبرى.