صراع البقاء والطموح يشعل مواجهة مستقبل قابس والنادي الإفريقي

تتجه أنظار عشاق الكرة التونسية مساء اليوم إلى مدينة قابس، حيث يحتضن ملعب زريق مواجهة نارية بين مستقبل قابس وضيفه النادي الإفريقي، في لقاء يحمل رهانات متباينة بين فريق يسعى للهروب من الهبوط وآخر يطمح لتعزيز موقعه بين الكبار، وتأتي هذه المواجهة ضمن الجولة الثلاثين من الدوري التونسي الممتاز، في توقيت حاسم تتصارع فيه الأندية على تحديد مصيرها النهائي قبل إسدال الستار على الموسم.

يتطلع النادي الإفريقي لتحقيق فوز جديد يضمن له تعزيز مكانته بين رباعي المقدمة، ويمنحه دفعة إضافية نحو إنهاء الموسم بموقع مؤهل للمشاركة القارية، ويخوض الفريق اللقاء بمعنويات مرتفعة مدعومة بسلسلة من النتائج الإيجابية التي منحته الاستقرار والثقة، ما يعكس رغبته الواضحة في عدم التفريط بأي نقطة خلال الجولات الأخيرة.

من الجهة المقابلة، يخوض مستقبل قابس اللقاء بشعار لا بديل عن الفوز، خاصة أن المركز المتأخر الذي يحتله في جدول الترتيب يفرض عليه القتال حتى آخر لحظة، ويأمل الفريق أن يستفيد من عاملي الأرض والجمهور ليحقق نتيجة تخرجه من دائرة الخطر، خصوصًا أن خسارة جديدة قد تعني اقترابه أكثر من توديع دوري الأضواء.

تحمل الإحصائيات التاريخية بين الفريقين تفوقًا للنادي الإفريقي، حيث جمعتهما 13 مواجهة سابقة انتهت 7 منها لصالح فريق العاصمة، بينما فاز مستقبل قابس في 4 مناسبات فقط، وانتهت مباراتان بالتعادل، ورغم هذا الفارق فإن المعطيات الميدانية قد تفرض واقعًا مختلفًا في ظل حاجة كل فريق للنقاط بأقصى درجة.

يحتل النادي الإفريقي المرتبة الرابعة برصيد 53 نقطة حصدها من 15 انتصارًا و8 تعادلات، بينما تعرض للخسارة في 6 مناسبات، وسجل لاعبوه 34 هدفًا واستقبلت شباكهم 19، ما يمنحه فارق أهداف إيجابي يبلغ +15، ويبدو أن هذا المركز سيعكس نهايته الرسمية في موسم شهد تتويج الترجي باللقب، مع حسم هوية المراكز الثلاثة الأولى.

في المقابل، يعيش مستقبل قابس أوضاعًا أكثر تعقيدًا، حيث يقبع في المركز الرابع عشر برصيد 25 نقطة، جمعها من 6 انتصارات و7 تعادلات، بينما تلقى 16 خسارة، وسجل الفريق 18 هدفًا مقابل 38 هدفًا في مرماه، ليبلغ فارق أهدافه -20، وهو ما يعكس حجم المعاناة الدفاعية التي أثرت على نتائجه خلال الموسم.

وبالنظر إلى موقعه في جدول الترتيب، تبدو مهمة مستقبل قابس بالغة الصعوبة في ضمان البقاء، خصوصًا أن المركز الرابع عشر يجعله ضمن دائرة الفرق المهددة بالهبوط، وفي ظل تقلص عدد الجولات المتبقية، يحتاج الفريق لمعجزة حقيقية تقوده إلى تجاوز منافسيه المباشرين في سباق البقاء.

يمكن لجماهير الفريقين متابعة هذا اللقاء الحاسم عبر شاشة "الوطنية التونسية" الأولى، التي تنقل مجريات المواجهة مباشرة انطلاقًا من الساعة الرابعة مساءً بتوقيت تونس، والخامسة بتوقيت القاهرة والرياض، والسادسة مساءً بتوقيت الإمارات، ضمن الحقوق الحصرية التي تملكها الشبكة لبث مباريات الدوري التونسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.