نهائي عالمي في نيويورك.. سان جيرمان وتشلسي وجهاً لوجه لحسم أول ألقاب النظام الجديد

يتطلّع باريس سان جيرمان الفرنسي إلى وضع لمساته الأخيرة على موسم استثنائي حين يواجه تشلسي الإنجليزي، مساء الأحد، في نهائي النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، على ملعب "ميتلايف" بمدينة نيويورك، في حدث يحضره الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويُعدّ أول اختبار فعلي لطموحات الاتحاد الدولي في تثبيت هذا النموذج الجديد للبطولة.

وتجمع المباراة بين حامل لقب دوري أبطال أوروبا وبطل دوري المؤتمر الأوروبي، وسط انتقادات متواصلة للبطولة التي زادت من زخم الأجندة الدولية المزدحمة، رغم مرور شهر على انطلاقها دون أن تُطفئ الجدل بشأن ضرورتها ومردودها، في ظل شكاوى متكررة من الإرهاق، ودرجات الحرارة المرتفعة، وتوقفات اللعب بسبب العواصف، إلى جانب الحضور الجماهيري الضعيف في بعض الملاعب.

ورغم هذه الملاحظات، عبّر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، عن سعادته بالمخرجات، حيث صرّح في مؤتمر صحفي عشية النهائي بأن البطولة حققت نجاحًا باهرًا على الصعيدين الفني والتجاري، مشيرًا إلى إيرادات قاربت 2.1 مليار دولار، ومؤكّدًا أن هذه النسخة تشكّل بداية "عصر ذهبي" جديد لكرة القدم على مستوى الأندية، كما وصفها بأكثر بطولة ناجحة على الإطلاق في تاريخ اللعبة من حيث المشاركة والعائدات.

واعتبر إنفانتينو أن تنظيم البطولة على الأراضي الأميركية يمثّل خطوة استراتيجية تمهّد لاستضافة كأس العالم للمنتخبات في 2026 بالشراكة مع كندا والمكسيك، كما يعزّز من حضور "فيفا" في المشهد الأميركي، لا سيما بعد افتتاح مكتب رسمي له في أحد أبراج ترامب، الذي سيحضر النهائي إلى جانب عدد من الشخصيات الرياضية والسياسية.

ورغم طموحات إنفانتينو في كسر احتكار الأندية الأوروبية على بطولات الأندية الكبرى، لم تُترجم تلك الرؤية على أرض الواقع، حيث وصلت فرق أوروبا إلى النهائي مجددًا، بعد أن ودّعت الأندية القادمة من أميركا الجنوبية رغم البداية القوية للبرازيل التي شهدت تأهل أربعة ممثلين منها إلى ثمن النهائي، واثنين إلى ربع النهائي، ثم واحد فقط إلى نصف النهائي.

من جانبه، يملك باريس سان جيرمان فرصة تاريخية لضم لقب عالمي خامس إلى سلسلة تتويجاته هذا الموسم، بعد أن فاز بدوري أبطال أوروبا، والدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، وكأس الأبطال، ويأمل أن يختتم عامه بأعلى الألقاب الممكنة، بحسب ما صرّح به مدربه لويس إنريكي الذي أكّد عزم الفريق على مواصلة الهيمنة وإنهاء الموسم بأفضل صورة ممكنة.

وخلال مشواره في البطولة، قدّم الفريق الباريسي أداءً لافتًا، إذ تجاوز ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، ثم تغلب بسهولة على إنتر ميامي بقيادة ميسي، واختتم مشوار الأدوار الإقصائية بإقصاء بايرن ميونيخ بهدفين نظيفين رغم إكماله المباراة بتسعة لاعبين عقب طرد كل من لوكاس هرنانديز والإكوادوري وليان باتشو، فيما شكّلت خسارة الفريق الرديف أمام بوتافوغو الاستثناء الوحيد في مشوار مثالي تقريبًا.

على الجهة المقابلة، يدخل تشلسي المواجهة بأحلام كبيرة رغم الانطلاقة الصعبة في الموسم، إذ نجح المدرب الإيطالي إنتسو ماريسكا في قيادة الفريق نحو المركز الرابع في الدوري الإنجليزي، وضمان العودة إلى دوري الأبطال، إضافة إلى التتويج بلقب دوري المؤتمر الأوروبي، ما منح الفريق دفعة قوية على المستوى المعنوي والتنافسي.

وأكّد قائد الفريق ريس جيمس أن النهائي يمثل فرصة لإثبات الذات، مشيرًا إلى أن الفوز على سان جيرمان سيُظهر قوة تشلسي في هذه المرحلة، لكنه تحفظ على اعتباره الأفضل في أوروبا، قائلًا: "الانتصار يعني أننا الأفضل في تلك الليلة، لا أكثر".

وفي انتظار نهاية البطولة، تتجه الأنظار إلى ميتلايف ستاديوم، حيث تختزل القمة بين باريس وتشلسي جميع التحديات التي طرحتها النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية، سواء على مستوى الحضور الجماهيري، أو على صعيد الصراع الرياضي بين القارتين الأوروبية والأميركية، وسط رغبة كل طرف في حصد المجد العالمي الجديد.