دعاء الرسول في الطائف اللهم إليك أشكو ضعف قوتي.. ما هو دعاء المستضعفين

دعاء الرسول في الطائف من أكثر الأدعية المؤثرة الواردة في السنة النبوية، حيث يجسد قمة التوكل على الله واللجوء إليه في أصعب الأوقات، فهو ليس مجرد دعاء عابر، بل مدرسة في الصبر والإيمان، وفيه الكثير من المعاني التي يجب على كل مُسلم معرفتها، وفي الفقرات التالية نوفر صيغة دعاء الطائف.
دعاء الرسول في الطائف
"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".
فضل دعاء الطائف
- يحمل هذا الدعاء دروسًا عظيمة في كيفية مواجهة الشدائد والابتلاءات.
- قد لجأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله بكلمات صادقة، معبرًا عن ضعفه وافتقاره لقوة ربه، وهو ما يعلّمنا أن الملجأ الحقيقي وقت الضيق هو الدعاء والخضوع لله.
- يعكس الدعاء معنى التوكل الكامل على الله، فالنبي لم يلجأ إلى أحد من البشر رغم ما لاقاه من أذى، وإنما رفع يديه إلى السماء معترفًا بأن القوة والعون لا يكونان إلا من رب العالمين.
- كما أن الدعاء يظهر مقام العفو والتسامح، فبرغم ما تعرّض له من إيذاء في الطائف، لم يدعُ على قومه بالهلاك، بل طلب الهداية لهم ولأبنائهم، وهذا من أعظم صور الرحمة والرفق بالناس.
- كلمات الدعاء تعلم المسلم أنّ الشكوى لله ليست ضعفًا، بل قمة العبودية، وفيها راحة وسكينة للنفس.
- الدعاء كذلك يذكّر الإنسان أن الضيق قد يكون بابًا لرحمة واسعة، وأن ما يراه اليوم ألمًا قد يكون تمهيدًا لفتح أبواب الخير لاحقًا، كما حدث مع النبي بعد تلك الرحلة الشاقة.
صحة دعاء الطائف
- هذا الدعاء ورد في كتب السيرة، لكن العلماء تحدّثوا عن ضعف سنده من الناحية الحديثية، ورغم ذلك، فإن معانيه متوافقة مع ما جاءت به النصوص الصحيحة من القرآن والسنة في باب التوكل واللجوء إلى الله.
- فلا مانع من أن يردده المسلم في دعائه الخاص، لأنه يحمل معاني جميلة تناسب أحوال الكرب والشدائد.
- كذلك، على المسلم أن يتذكر أن الأهم ليس فقط الألفاظ، بل حضور القلب والخشوع أثناء الدعاء، فالله ينظر إلى ما في القلوب قبل الكلمات، والدعاء الصادق هو الذي يخرج من قلب مؤمن موقن باستجابة ربه.
قصة دعاء الرسول في الطائف
- بدأت القصة حين اشتد الأذى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة، ففكر أن يخرج إلى الطائف لعلّه يجد من ينصره ويؤازره في دعوته.
- حمل قلبه المليء بالأمل ورحل إلى هناك، لكنه فوجئ برفض شديد وسخرية جارحة من سادة ثقيف.
- لم يكتفوا بالرفض، بل أغروا صبيانهم وسفهاءهم برمي النبي بالحجارة، حتى سال الدم من قدميه الشريفتين.
- كان مشهدًا قاسيًا، لكن قلب النبي ظل متمسكًا بالأمل، فلم ييأس ولم يردّ الإساءة بالإساءة.
- بعد أن ابتعد عن القوم، جلس تحت ظل شجرة في مكان هادئ، وقد أثقله التعب والحزن، وهناك رفع يديه إلى السماء، وقال ذلك الدعاء العظيم، معبرًا فيه عن ضعفه وقلة حيلته، ومفوضًا أمره كله إلى الله.
- في تلك اللحظة من الانكسار، أرسل الله إليه الطمأنينة، وأظهر له أنه ليس وحده في الطريق، فكانت هذه اللحظات نقطة تحول في مسيرة الدعوة، ومرحلة جديدة مهدت لانتصارات عظيمة قادمة.
ما هو دعاء المستضعفين
- اللهم كن لي سندًا حين أضعف، ونصيرًا حين أُخذل، وملاذًا حين يضيق بي الطريق، ولا تتركني لنفسي طرفة عين.
- يا قوي يا عزيز، قوِّ ضعفي، واجبر كسري، وأبدل خوفي أمنًا، ويسر لي من أمر حياتي ما يرضيك عني.
- اللهم إني عبدك الضعيف، أتيتك بقلب منكسر، فلا تردني خائبًا، واجعل لي فرجًا قريبًا يبهج قلبي.
دعاء الرسول في الطائف يحمل درسًا وعبرة لكل من يواجه ضيقًا أو همًا، فهو يعلمنا أن الشكوى لا تكون إلا لله، وأن الرحمة والعفو هما السبيل الحقيقي للنجاح، ومن استلهم معانيه عاش بقلب مطمئن مهما كانت الظروف من حوله.