مصراوي 24
لماذا أصبحت الترفيه عبر الإنترنت شكلاً جديداً للراحة والتواصل فرصة العودة للمربع الذهبي.. القنوات الناقلة لمباراة الزمالك والبنك الأهلي اليوم في دوري نايل انطلاق مسلسل المؤسس أورهان الحلقة 1 يُحدث ضجة بين عشاق الدراما التركية.. موعد العرض والقنوات الناقلة القنوات الناقلة لمباراة بيراميدز والتأمين الإثيوبي في بطولة دوري أبطال إفريقيا والتشكيل المتوقع أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 في مصر.. ارتفاع جديد وعيار 21 يقفز إلى 5400 جنيه مؤشرات حظك برج القوس اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025.. تجنب الغوص في التفاصيل تنبؤات برج العقرب حظك اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025.. تنجز الكثير من الأمور توقعات برج العذراء حظك اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025.. التوازن هو أقوى سلاح مؤشرات حظك برج السرطان اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025.. ابتعد عن الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر استخدم طاقتك الإيجابية اليوم.. حظك اليوم برج الأسد الخميس 30 أكتوبر 2025 تتألق اليوم كالنجوم وتبدع في جميع المجالات.. حظك اليوم برج الميزان الخميس 30 أكتوبر 2025 توقعات حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 30 أكتوبر 2025.. أسرار تطرق بابك عليك اكتشافها
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الخميس 30 أكتوبر 2025 11:27 صـ 9 جمادى أول 1447 هـ

”الصخر ينبض بروح الفنان”.. إبراهيم المحارب يحاور تاريخ الدرعية بملحمة نحت استثنائية

في قلب الدرعية، حيث لا يزال عبق الماضي يملأ الهواء، حدث شيء أقرب إلى المعجزة. الصخر، هذا الكائن الأصم الصامت، بدأ يتكلم. إنه يروي قصصاً، لا بصوتٍ مسموع، بل بروحٍ بثها فيه فنان استثنائي. "جدارية الدرعية" ليست مجرد عمل فني جديد يحمل توقيع إبراهيم المحارب، بل هي حوار حميم دار بين شغف إنسان وذاكرة أمة، نُقش بحب على صفحة من الحجر الخالد.

عهدٌ مع الأصالة.. و 20 متراً من العظمة

الأرقام هنا تمنحنا الإحساس بالهيبة: واجهة تمتد لـ 20 مترًا، وارتفاع يلامس 6 أمتار.
لكن القصة الحقيقية ليست في الأبعاد، بل في "العهد" الذي قطعه المحارب على نفسه. لقد أخذ قراراً شجاعاً: أن يكون هذا العمل من قلب الطبيعة 100%، من الحجر الطبيعي الخالص. لا مجال للمساومة أو للمواد الصناعية السهلة. لقد أراد لعمله أن يحمل صدق الجبال وخلودها، أن يكون قطعة من الأرض التي يروي حكايتها.

رحلة الروح في مواجهة الحجر

تخيل المشهد: فنان واحد، وإزميل، وكتلة صخرية هائلة.
هذا هو جوهر الإنجاز. "جدارية الدرعية" لم تُصنع، بل "وُلِدت" باليد. بعيداً عن ضجيج الآلات، كان هناك صوت واحد: نقر الإزميل الصبور. هذه ليست مجرد عملية نحت، بل هي رحلة روحية تطلبت صبراً لا نهائياً وحباً يفوق الوصف. أن تواجه الحجر بكل هذا الجبروت، وتطوعه بيدك، هو أشبه بسباق تغلّب فيه شغف إنسان واحد على قسوة الزمن والمادة. إنها البصمة الإنسانية الدافئة في أصدق صورها.

13 طبقة من النور.. حين يتنفس الحجر

إبراهيم المحارب لم ينحت سطحاً، بل "شرّح" الحجر ليخرج ما في قلبه. باستخدام 13 مستوى متدرجاً من العمق، لم يعد الحجر كتلة واحدة، بل أصبح مسرحاً للحياة. هذه الطبقات ليست تقنية هندسية، بل هي دعوة لعينك كي تسافر. حين يداعب ضوء الشمس الجدارية، تستيقظ المباني، وتتحرك الظلال، وتشعر فجأة أن الحجر يتنفس. لقد حوّل المحارب الجدار الصامت إلى لوحة حية، تتبدل ملامحها مع كل ساعة من النهار.

همسات الماضي.. تنبعث من قلب الدرعية

ومن عمق هذا الحجر، تطل علينا الدرعية العتيقة، لا كصورة باهتة، بل كحقيقة حية. تكاد تلمس خشونة الأبراج الدفاعية، وتشعر بالدفء المنبعث من النوافذ الطينية، وترى شموخ المآذن.. كل شيء هناك، ينبض بالتفاصيل.. وتأتي الزخارف النجدية الأصيلة كالوشم العزيز الذي يزين جبين التاريخ، فيما تحتضن الحروف العربية المشهد، كجدّة تروي حكاية المكان وتحرس ذاكرته.

أكثر من جدارية.. إنه قلبنا المنحوت

في النهاية، ما قدمه إبراهيم المحارب يتجاوز كونه "إنجازاً فنياً". إنه هدية للروح. هذه الجدارية هي وثيقة حب، ورسالة من فنان آمن بهويته وأراد أن يحفظها بأقسى المواد وأكثرها خلوداً.

حين نقف أمام هذا العمل، نحن لا نشاهد حجراً منحوتاً، بل نشاهد ذاكرتنا وقد تجسدت أمامنا. لقد نجح المحارب في تحويل الصخر الأصم إلى قلبٍ ينبض، ليترك لنا إرثاً لا يُقدر بثمن، إرثاً يخبر الأجيال القادمة: هنا كان الشغف، وهنا بدأت الحكاية.