بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.. حماس تعيد تنظيم صفوفها في القطاع من جديد
بدأت حركة "حماس" في تنفيذ خطة ميدانية جديدة داخل قطاع "غزة" عقب إعلان الهدنة الأخيرة مع "إسرائيل"، في محاولة لإعادة بناء قدراتها الميدانية وترتيب قواتها بعد أشهر طويلة من المواجهات المكثفة التي استنزفت بنيتها التنظيمية.
وبحسب مصادر سياسية غربية، فقد شرعت الحركة في إعادة توزيع مقاتليها على عدة مناطق داخل القطاع، بالتوازي مع أعمال صيانة لمواقعها الدفاعية وإعادة تشغيل بعض النقاط الميدانية التي تضررت خلال الحرب، وتشير المعلومات إلى أن هذه التحركات تجري وسط حالة من التكتم الشديد بعيدًا عن أعين الإعلام.
وأوضحت التقارير أن عددًا من عناصر "حماس" عادوا إلى مواقعهم السابقة بعد إعادة تأهيلها، فيما استعانت الحركة بمجموعات جديدة من الشباب لتعويض الخسائر البشرية، في حين يعمل جناحها السياسي على التواصل مع أطراف إقليمية لتأمين الموارد اللازمة لمرحلة ما بعد الهدنة.
مصادر في "غزة" أكدت أن الحركة تركز حاليًا على إعادة هيكلة منظومتها الأمنية واللوجستية، مع مراجعة شاملة لآليات العمل الميداني لضمان عدم تكرار الثغرات التي ظهرت خلال المعارك السابقة، وتضيف المصادر أن بعض المناطق شهدت نشاطًا متزايدًا لعناصر كانت قد اختفت عن الأنظار منذ بداية الحرب.
ومن جهة أخرى تراقب "إسرائيل" هذه التحركات عن قرب، وسط مخاوف من أن تكون مقدمة لإعادة بناء القدرات العسكرية للحركة، وتشير التحليلات إلى أن "الجيش الإسرائيلي" يدرس فرض قيود جديدة على حركة البضائع والمواد الخام إلى "غزة"، لمنع استخدامها في إعادة تصنيع الأسلحة أو الأنفاق.
ويرى محللون أن ما تقوم به "حماس" يمثل محاولة لتثبيت وجودها الميداني والسياسي داخل القطاع بعد فترة من الانهاك العسكري، بينما تسعى في الوقت ذاته لإرسال رسائل بأنها ما زالت قادرة على إدارة المشهد رغم خسائرها الكبيرة.
كما أضافوا أن "حماس" لم تتغير حتى بعد الاتفاق على قرار الهدنة، مؤكدين أن الحركة لم ولن تلتزم باتفاقية نزع السلاح أو انسحاب قواتها بشكل نهائي من قطاع "غزة"، والدليل على ذلك هو الهجوم العنيف الذي شنته قوات الحركة على العائلات المساعدة للجيش الإسرائيلي.
ففي الأيام الماضية، اندلعت معارك كبرى بين أفراد حركة "حماس" وبين العشائر الفلسطينية المتعاونة مع "إسرائيل"، ومن أبرزهم عائلة "دغمش" وكذلك ميليشيا "ياسر أبو شباب"، حيث شهد قطاع "غزة" عمليات إطلاق نار عنيفة بهدف تدميرهم.

