الفاشر على حافة المأساة.. شهادات صادمة عن انتهاكات واسعة بعد سيطرة قوات الدعم السريع
تتوالى الشهادات المروعة من مدينة الفاشر في إقليم دارفور، بعد دخول قوات الدعم السريع إليها، حيث يروي الناجون مشاهد أقرب إلى الكارثة الإنسانية، وسط تقارير عن عمليات قتل ونهب وحرق للمنازل، في وقت تصاعدت فيه التحذيرات الدولية من خطر وقوع إبادة جماعية.
وأحد الناجين تحدث لبرنامج السودان سلام عبر بي بي سي، قائلاً، لم أظن يومًا أنني سأرى جثة تأكلها الصقور والكلاب تنهشها أمامي، واصفًا ما شهده في الفاشر بأنه لا يشبه الحياة، وقال إنه اضطر إلى الفرار من المدينة تحت وابل من الرصاص، تارك خلفه جثث الضحايا في الشوارع.
وشهادات أخرى نقلتها القناة عن نازحين تحدثوا عن عمليات تصفية ميدانية نفذها عناصر يعتقد أنهم من قوات الدعم السريع، حيث أظهرت مقاطع متداولة على مواقع التواصل مشاهد صادمة لجثث متناثرة في الطرقات، وصور لمسلحين يوثقون جرائمهم بأنفسهم.
هذه المقاطع أثارت موجة استنكار واسعة بين النشطاء والمنظمات الحقوقية، التي دعت إلى تحرك عاجل لوقف ما وصفته بالانحدار نحو كارثة إنسانية، فيما وصفت الأمم المتحدة الأوضاع في الفاشر بأنها مروعة، محذرة من خطر إبادة جماعية محتملة.
وإحدى النساء النازحات روت أنها اضطرت للقفز فوق جدار منزلها حين اقترب المسلحون من بيتها، وقالت، ركضت بلا وجهة فقط لأبقى على قيد الحياة، فيما تحدثت أخرى بصوت منهك قائلة، نزحت من الفاشر حفاة عراة، أشعر بالإهانة الشديدة.
من جانبه، قال طبيب من منطقة طويلة إن القتال فرق عائلته، بعد مقتل اثنين من إخوته في الفاشر، مشيرًا إلى أن الوضع الطبي داخل المدينة كارثي تمامًا.
كما أعلنت شبكة أطباء السودان تلقيها بلاغات عن اختطاف ستة من كوادرها في المدينة ومطالبة خاطفيهم بفدية مالية، متهمة قوات الدعم السريع بقتل 47 مدني في مدينة بارا بولاية شمال كردفان خلال الأيام الأخيرة.
ومع تصاعد العنف، تتزايد النداءات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "أنقذوا الفاشر" مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال دارفور قبل أن تتحول المأساة إلى فاجعة أكبر.

