بعد وفاته.. أسرار تكشف لأول مرة عن حرب صممها ديك تشيني ودفعت ثمنها شعوب المنطقة وصدام حسين
بعد أكثر من عقدين على سقوط بغداد، يعود ملف حرب العراق إلى الواجهة مع وفاة ديك تشيني، أحد أبرز مهندسيها وأكثر الشخصيات نفوذًا في التاريخ السياسي الأمريكي، عن عمر ناهز 84 عامًا.
تشيني، الذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد جورج بوش الأب خلال عملية "عاصفة الصحراء"، ثم نائب الرئيس في إدارة بوش الابن بين عامي 2001 و2009، لعب دورًا محوريًا في صياغة قرار غزو العراق عام 2003، مستندًا إلى مزاعم امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل، تبيّن لاحقًا أنها بلا أساس.
قاد تشيني من وراء الكواليس حملة ضغط داخل الإدارة الأمريكية لتغيير نظام صدام حسين، معتبرًا أن ذلك جزء من "الحرب على الإرهاب" بعد هجمات 11 سبتمبر، وبالفعل، تمكنت القوات الأمريكية من دخول بغداد خلال 20 يومًا، لكن الانتصار العسكري تحول سريعًا إلى فوضى سياسية وأمنية أدخلت العراق في دوامة من العنف والانقسام.
انهارت مؤسسات الدولة، وتفشى الفساد، وبرزت فضائح أبرزها سجن أبو غريب، حيث كشفت صور التعذيب عن الوجه القاسي للاحتلال الأمريكي، وبينما أدان تشيني الانتهاكات، دافع في الوقت ذاته عن أساليب "التحقيق المشددة"، ما أثار انتقادات حقوقية واسعة.
بعد عقدين، لا تزال آثار الحرب ماثلة، نفوذ إيراني متصاعد في بغداد، وصعود تنظيم "داعش" من رماد الفوضى، وتكلفة بشرية واقتصادية هائلة قدرتها جامعة براون بأكثر من 8 تريليونات دولار.
ورغم أن تشيني لم يكن وحده صاحب القرار، إلا أن بصمته في رسم سياسات ما بعد 11 سبتمبر تركت إرثًا ثقيلاً من الحروب والدمار وعدم الاستقرار، ليبقى اسمه مرتبطًا بواحدة من أكثر صفحات التاريخ الأمريكي سوادًا وتأثيرًا في الشرق الأوسط.

